قراءة كتاب الزهور الصفراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الزهور الصفراء

الزهور الصفراء

الزهور الصفراء: الجزء الثاني من مشروع القاص محمد المنصور الشقحاء إعادة طبع نتاجه في مجال القصة القصيرة في مشروع الأعمال القصصية.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

انتهت مباراة كرة القدم. وقام رئيس الاتحاد الدولي مع رئيس الدولة بتسليم الكأس المذهب للمنتخب الفائز. بينما يقف تحت سارية العلم ـ علم الاتحاد الدولي ـ أربعة من رجال الشرطة ومجموعة كبيرة من مصوري التلفزيون والصحف لتسجيل حدث إنزال العلم من فوق السارية وتسليمه للدولة المضيفة للمسابقة القادمة بعد أربعة أعوام.
ارتفعت الأكف مصفقة وأفراد المنتخب الفائز يركضون بالكأس المذهبة أمام مدرجات مواطنيه. بينما لاحظ المنتخب الحاصل على المركز الثاني أن عدسات التلفزيون والصحافة تتابع الأقدام الراكضة وبعين أخرى تنتظر إنزال العلم. فأهملت متابعة صعود أفراده إلى المنصة. هنا قرر قائد الفريق الانسحاب ثم صرح في غرفة الملابس بأن الانسحاب كان حرصاً على سلامة لاعبيه، حيث أهملت الدولة المنظمة تأمين الحراسة الكافية بسبب الخلافات الأيدلوجية بين الدولتين.
***
رن الهاتف مرة واحدة.. تطلع في ساعته إنها السادسة مساء، إذاً هي في انتظاره.. تململ في الفراش، وأخذت حواسه تتنبه للهدوء المخيم على الدار. تذكر أن زوجته وأطفاله غير موجودين وأنه وحيد منذ ألف عام.
تذكر أنهم طردوه من الفردوس الذي كان يعيش فيه عندما شعر بالسأم من الحياة الهادئة المملة، فأعلن حبه على الملأ صارخاً بملء فيه إنه يحب وإن حبه هو الهواء والدم والحياة وما عدا ذلك لا شيء.
فوجئ الجميع بجنونه الآن. عليه أن يرحل فرحل مخلفاً كل شيء، حتى مفاتيح عربته تركها على الطاولة التي يقبع عليها التلفزيون. وغادرهم ماشياً على قدميه، مترقباً أن يلحق به أحدهم. وعندما طال انتظاره، التفت إلى الوراء لعلهم يودعونه.. أو يتلصصون من النوافذ وعبر الأبواب المواربة. وإذا به لا يجد أحداً. لقد تخلى عنه الجميع حتى قطط الحي وكلابه السائبة.
***
منذ زمن لم يذق طعم الدموع، ولم يحاول الاغتراف من ذلك المنهل الحزين. ومع ذلك تكونت الصور القاسية في أعماقه. تذكر تهديد القتل وأخبار سرقة الأطفال وبيعهم في أماكن كثيرة من العالم.
تذكر الأكف المصفقة وهو يزفّ خبر نجاحه في المدرسة وتفوقه في مادة الحساب والهندسة. كانوا يضحكون منه حتى آخر قطعة نقد ورثها من أسرته.
هنا نفرت دمعة صغيرة أخذت تنساب على خده. تذكر أنه لم يبق على نهاية المهلة لتقديم أوراق الإجابة سوى عشر دقائق. وهنا أغمض عينيه، وأخذ يملأ الفراغات بدون مبالاة، ثم نهض من المقعد وقدم الورقة ملطخة بخطوط وفراغات في غير مواقعها. ثم وقع في كشف تسليم الأوراق. وأمام الباب الخارجي أصلح من وضع غترته ثم ولج الطريق العام واختفى في الزحام.

الصفحات