أنت هنا

قراءة كتاب لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف - الجزء الأول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف - الجزء الأول

لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف - الجزء الأول

هذا الكتاب "لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف - الجزء الأول" من هذا القلق، ومن تساؤلات محيّرة، كمثل:

- لماذا يحار اللبناني في هويته؟

- لماذا لا يستطيع اللبناني، منذ فينيقيا، أن يؤسس دولة قوية موحدة؟

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

بعد كل هذا الجمع الذي احتشد عبر التاريخ في هذه البقع، يرد السؤال الوجيه الذي يجب طرحه: لماذا يخجل بعض اللبنانيين في كونهم عرباً؟ مع أن غالبية العائلات اللبنانية اليوم تعود في أصلها إلى قبائل عربية معروفة، هذا في القدم، أما في التاريخ الحديث فإن أكثرية العائلات اللبنانية وخصوصاً تلك التي تتسنم المراكز الكبيرة في الكيان اللبناني، والتي لا تفتأ تنظر للبنان المتميز والمنعزل عن جواره! هذه العائلات قدمت إما إبان الفتح الإسلامي بطلب من قادة هذا الفتح، وإما بعد ذلك خلال حقبات الاضطراب. فجاء من جاء إلى هذا الجبل هرباً من اضطهاد أو طمعاً في إمارة أو محارباً في جيش أو مدافعاً عن ثغر. والقليل القليل منهم قدم مع فاتح أجنبي فغيَّر ديانته وهويته واندمج أكثر بكثير فأصبح من أبناء المنطقة الذين تحولوا عن أداء الوظيفة التي جاؤوا لأجلها!
ولأننا أوردنا رأي بعض المؤرخين الأجانب لإثبات هذه المقولة، فإننا نعود لنقتبس من مقدمة الدكتور أحمد أبي سعد في كتابه «معجم الأسر والأشخاص ولمحات عن تاريخ العائلات»:
«إن الناس في لبنان معظمهم في أصولهم البعيدة عرب أقحاح، بينهم عدد قليل من العجم والكرد والترك والشركس والألبان والتركمان والأرمن والسريان الآراميين سكان البلاد الأصليين، ولكن العنصر العربي هو الغالب عليهم، وفيهم مسيحيون ومسلمون.
أما المسيحيون، وأخص منهم بالذكر الموارنة، فهؤلاء جاء بعض أجدادهم من اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية، وكان ذلك حوالى القرن السادس للميلاد، فسكنوا ربوع سورية، ومنها عبروا إلى لبنان كآل (أبي الغيث) الذين تفرع منهم بنو المعوشي وحرفوش وعاد وبدر وملحمة وفاضل وجرمانوس وأبي شلحا وشلق وبيروتي وغيرهم، وكآل (المشروقي) الذين منهم بنو السمعاني وعواد ومسعد وعشقوتي وعفريت وغيرهم، وكآل (الدحداح) الذين هم من عرب اليمامة، وآل (حبيش) المتحدرين من هوزان، وهم فخذ من قريش، وكآل هاشم المتحدرين من هاشم بن عتبة، وفروعهم (آل غصوب وبرّو وقربانة وقهوجي)، وبعضهم الآخر جاء من أشور وبابل والعراق وبلاد ما بين النهرين كآل (زوين وداغر وعبد النور ومحفوظ وباخوس وفخري وعجيمي والدويهي والرزي والضاهر).
ومثل الموارنة، الروم بفرعيهم، الروم الأرثوذوكس والروم الكاثوليك، فهؤلاء كثيرون منهم يرجعون بأصولهم إلى حوران التي كانت عامرة بقبائل العرب المتنصرة القادمة من بلاد اليمن على أثر حدوث سيل العرم نحو السنة 120م، ومن ذراريها بنو (المعلوف والتويني وفرعون ونصرالله وقازان والأسود وأبو فاضل وأبو ضاهر والخازنيون وأسرة ضو بفروعها)، والأسر المتحدرة من موسى غانم الغساني كآل (كرم والتنوري وصقر ومراد وأبي منصور وشبلي) وفريق منهم جاء من دمشق كآل (عبجي وقرقماز وجبران وبدارو وصاصي وعبد النور وأبو شعر وسيوفي وقساطلي) وفريق منهم جاء من حماة وحلب وحمص وصافيتا وجوارها كبني (المغبغب والكوسا والحجار وأبو كسم وبريدي واليازجي وعجوري وعريضة والمنير وخباز والبستاني وبشور وجحا).
وأما المسلمون، فالسنة منهم في بيروت وصيدا وطرابلس بعضهم مغاربة وأندلسيون من عرب الفتح، قدموا إلى هذه البلاد بعد سقوط غرناطة وسكنوا المدن الساحلية، أمثال بني (العيتاني والمدور وطبارة ومنيمنة والمجذوب والهبري والعجوز ودبوس وسوبرة) في بيروت، وبني (حمود والبزري) في صيدا، وآل (المغربي) في طرابلس، وبعضهم الآخر من مصر كآل (الحافظ والبارودي وبحيري) في طرابلس، وآل (سعد المصري وبيّومي والصباغ) في صيدا، و(البوتاري وحمد والمحمصاني وعباس وفايد) في بيروت، ومنهم من هم من عرب الحجاز واليمن وأشراف مكة أمثال بني (القباني والنحلي وغراوي والبربير والحافي والزاملي) في بيروت و(وبركة ومسيكة والزعبي والحامدي) في طرابلس، و(يمن والسيوفي وقصار والبحصلي) في بيروت، و(صبان) في صيدا. وسوريون حمصيون كآل (السباعي) في بيروت، وآل (السمين وشمسي) في طرابلس، وسوريون حلبيون كآل (الحريري والسبسي) في صيدا، وآل (الكوا) في بيروت. ومنهم أسر من جذور فلسطينية كآل (كرامة وعبّوشي) في طرابلس، وآل (الزيباوي) في صيدا، وبني (قريطم ومومنة) في بيروت.
والشيعة، الكثيرون منهم تعود أصولهم إلى بني عاملة الذين أموا المنطقة الجنوبية في لبنان بعد نزوحهم من اليمن في القرن الثالث الميلادي، وأعطوها اسمهم (جبل عاملة أو جبل عامل)، ومنهم عدد غير قليل يرجع في أصوله إلى جمهرة من قبائل العرب، كآل (الأسعد) ومن تفرع منهم، وهم عرب من بني وائل، وآل (الخليل والزين) وهم من الأوس والخزرج، وآل (يحيى وصادق) وهم من بني مخزوم، وآل (مروة) وهم من بني همدان، وآل (حرفوش) وهم من خزاعة، وآل (حيدر وعسيران ومقلد) وهم من بني أسد، وآل (حديب) وهم بطن من كندة، وآل (خفاجة) وهم من هوزان، وآل (خنافر) وهم من الخنافرة، وآل (عبدالله) وهم تنوخيون، وآل (شمس الدين وهم من سلالة الشهيد الأول، وآل حمادة) وهم من مذحج، وآل (عمار) وهم من قبيلة كتامة، وآل (المقدم) وهم من الخزرج والأنصار، فضلاً عن فئة كبيرة من السادة الأشراف كآل (نجم) الموسويين المرتضويين، وآل (بدر الدين وشرف الدين والحسيني والموسوي وشكر ونور الدين وهاشم والأمين).
ومثل الشيعة، الموحدون الدروز، وهم في أصولهم البعيدة من عرب اليمن والبحرين وشط العرب والجزيرة الفراتية والجبل العلى ومعرة النعمان، بينهم تنوخيون لخميون كآل (أرسلان وأبو حمزة وبحمد وأبو الجيش وتقي الدين وخضر والداود وعطالله وعلم الدين والعنداري والعيد والجردي وأمين الدين وفوارس والقاضي وناصر الدين ومزهر ومعضاد والمغربي) وفيهم مجموعة من سلالة قبائل عربية متنوعة كآل (أبوشقرا) وهم من هوزان، وآل (أبو هدير) وهم من بني خميس، وآل (نكد) وهم من تغلب بن وائل، وآل (الأحمدي) وهم قبيلة من حضرموت، وآل (تلحوق) وهم من عزام، وآل (حسنية) وهم من سلالة الحسن السبط، وآل (حمدان) التغالبة الحمدانيون، وآل (عبد الخالق) وهم من بني خميس، وآل (عبد الصمد) وهم من همدان، وآل (عطواني) وهم من آل هلال، وآل (العود وحريز) وهما من قبيلتين تحملان اسمهما في اليمن وآل (القنطار) وهم من بني بشر، وآل (مرداس) وهم من كلاب، وآل (نجار) وهم من الخزرج من الأزد من بني تيم اللات، وآل (مياسي) وهم من خميس، وآل (نويهض) وهم يمانيون، وآل (هلال) وهم من بني عامر بن صعصعة، وقيل من تيم الله بن ثعلبة، وآل (ورد) وهم من بني قعيق.
ومن ألطف اللطائف أن من بين هذه الأسر من هم مسلمون من أصل صليبي كآل (برنار وداكيز ودبليز وبابتي وشمبور) في طرابلس، و(ماركيز) في شبعا، ومن هم مسيحيون من قريش كآل (شهاب والحسيني) في بلاد جبيل»((11)).

الصفحات