أنت هنا

قراءة كتاب النظام السياسي ومشكلات الوحدة الوطنية في دول جنوب افريقيا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النظام السياسي ومشكلات الوحدة الوطنية في دول جنوب افريقيا

النظام السياسي ومشكلات الوحدة الوطنية في دول جنوب افريقيا

تعاني دول العالم الثالث غالباً من مشكلات الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي ، ولهذه المشكلات أسباب عدة ، وقد تجذرت بسبب وجود الظاهرة الاستعمارية ولا سيما المصحوبة بالاستيطان ، وفي ظل هذه الظاهرة نجد أن نمط العلاقة السائدة هو الاستبعاد ، لا الاستيعاب ، أو الا

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 1

أولاً – عنوان البحث :-

إن عنوان البحث يعكس الأهمية المتزايدة لمشكلات الوحدة الوطنية وتثبيت أسس النظام السياسي وقنواته الاجتماعية والثقافية والقيمية ؛ لذا جاء عنوان البحث (( النظام السياسي ومشكلات الوحدة الوطنية في دولة جنوب أفريقيا)) ليتلائم وهدف البحث من دراسة بنية النظام السياسي وتفرعاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية .

ثانياً – غاية البحث :-

تحاول الدراسة الإجابة عن أسئلة عدة منها ، أن سياسة التمييز العنصري التي كانت عقيدة النظام السابق ، أهي المحفز والباعث في إثارة مشكلات الوحدة الوطنية ؟ أم أن ثمة عوامل أخرى كالاستعمار والاستيطان ؟ وهل يمكن في التحليل الأخير للنظام السياسي الناشئ أن يضع حداً لهذه المشكلات ؟ وهل تستمر هذه المشكلات مع تصاعد الخط البياني لمنجزات النظام السياسي الجديد ؟.

ثالثاً – فرضية البحث :-

تبتغي الأطروحة التحقق من فرضية مفادها ، إن مشكلات الوحدة الوطنية في دولة جنوب أفريقيا وجدت نتيجة مباشرة لمساوئ النظام العنصري السابق وأن هناك عوامل وتداعيات داخلية وخارجية تضافرت جميعها لتسهم في تغيير النظام القديم وإرساء معالم المرحلة الجديدة .

رابعاً – أهمية الدراسة :-

تنبع أهمية هذه الدراسة من كونها تهتم بدراسة الإطار السياسي للنظام السياسي وتحليله، فضلاً عن مشكلات الوحدة الوطنية بوصفهما متغيرين متغير مستقل ، وآخر تابع ، وقد جاءت هذه الدراسة في منطلقاتها الأساسية من خلال التحليل السياسي والموضوعي في تحليل أدوات النظام السياسي وتفاعلاته .

خامساً – منهجية الدراسة :-

اقتضت هذه الدراسة تبني مناهج عدة ، من أجل الوصول إلى الاستنتاجات الأساسية، إذ لا يمكن دراسة النظام السياسي ومشكلات الوحدة الوطنية دراسة علمية مستفيضة من غير الاعتماد على منهج علمي شامل ، ومن ثم فإن المناهج التقليدية تبقى قاصرة في الولوج إلى مفاتيح هذه الأنماط من الدراسات ، وكان حرّيا بنا أن نتبنى منهجاً تكاملياً وطبقاً لطبيعة هذه الدراسة ، سار الباحث في ضوء المنهجية التاريخية والاجتماعية التي مكنته بسير أغوار تحليلاته على مقتضى أدوات المنهجية (الوظيفية – البنيوية) متلائمة مع (المنهجية الكلاسيكية) والمنهجية النظامية بما يخدم البحث في استنباط الحلول الجذرية والمشاكل الواقعية التي يعاني منها النظام السياسي على وفق دراسة بنائية هيكلية ذات نمط بنيوي – علائقي ووظيفي ، لتكون المنهجية المتبعة في الدراسة (المنهجية الاجتماعية – المركبة) .

سادساً- نطاق البحث :-

انتظمت الدراسة في أربعة فصول ، فضلاً عن المقدمة والخاتمة ، كرس الفصل الأول لمناقشة (نشأة دولة جنوب أفريقيا وتطورها) في أربعة مباحث ففي المبحث الأول تناولنا طبيعة الاستعمار وتكوين الدولة ، في حين تناولنا في المبحث الثاني التركيبة الاجتماعية ، أما المبحث الثالث فقد عالج (التركيبة اللغوية والدينية) ، أما المبحث الرابع فقد تناولنا فيه (البنية الاقتصادية) .

أما الفصل الثاني ، فقد تناول النظام السياسي ومؤسسات الدولة في مباحث ثلاثة ، ففي مبحثه الأول كرس (لهيكلية النظام السياسي) وتناول المبحث الثاني (دور القوى السياسية والاجتماعية المؤثرة في النظام السياسي) وعالج المبحث الثالث: (شرعية النظام السياسي ومشروعيته) على الصعيدين الخارجي والداخلي ، في حين خصص الفصل الثالث لدراسة سياسة النظام العنصرية ومشكلات الوحدة الوطنية وفي خمسة مباحث ، ناقشنا في المبحث الأول (التمييز العنصري وأثره في الوحدة الوطنية) أما في المبحث الثاني فقد ناقشنا (أشكال التمييز العنصري) ، أما في المبحث الثالث ، فقد عالجنا (القوى المناهضة لسياسة النظام العنصري على الصعيد الداخلي) بينما تناول المبحث الرابع (القوى الداعمة للنظام العنصري على الصعيد الدولي) ، فيما عالج المبحث الخامس (مشكلات النظام مع دول الجوار ) .

أما الفصل الأخير في هذه الأطروحة فقد كرس (للتحولات الديمقراطية للنظام السياسي وتحديات الوحدة الوطنية ) ، وفي ثلاثة مباحث ، جاء الأول لدراسة (العوامل المؤثرة في تغيير النظام السياسي ) ، وتناول المبحث الثاني (التحولات الديمقراطية ) ، فيما تناول المبحث الثالث ( التحديات على صعيد الوحدة الوطنية وأساليب معالجتها ) وبينت خاتمة الأطروحة ، خلاصة واستنتاجات توصل إليها الباحث في تقويم النظام السياسي وتقدير مستقبله السياسي ومستقبل الوحدة الوطنية في إطاره .

سابعاً – واجهت هذه الأطروحة وهي تعالج مشكلات تاريخية عدة ذات تشابكات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، عوائق ومصاعب ومن أبرز هذه المعوقات ندرة البحوث والدراسات التي تناولت هذا البلد وندرة المعلومات المتوفرة فيما يخص النظام السياسي الناشئ والتي لم تعط الباحث الاستفادة المثلى في عمله ولا سيما ، أن معظمها قد كتب بلغات أجنبية ، لذا كلفت الباحث جهداً ووقتاً ، كما أن الباحث قد حرم من دراسة ميدانية لدولة جنوب أفريقيا بسبب ظروف الحصار الجائر المفروض من قوى الشر والضلالة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على بلدنا العزيز ، ولكن مع كل هذه المعوقات والمصاعب التي واجهت الباحث ، إلا أن الباحث استطاع بمشيئة الله تعالى الاستفادة من الملاحظات القيمة والآراء السديدة للدكتور المشرف الأستاذ الفاضل سعد ناجي جواد المشرف على هذه الأطروحة ، وأن يجتاز هذه الصعوبات ويذللها بأخلاص لكي يكتمل هذا البحث كوثيقة سياسية وفكرية واقتصادية أمينة لدولة جنوب أفريقيا ، عن طريق ملاحظات الأساتذة الأفاضل المناقشين لما يملكونه من آراء علمية ، ولست أدعي الكمال في هذا العمل ، لأن الكمال لله وحده ، ولكن أخلاصي لهذا العمل قد يسوّغ جزءاً من القصور ، والله الموفق .

المؤلف

الصفحات