أنت هنا

قراءة كتاب النظام السياسي ومشكلات الوحدة الوطنية في دول جنوب افريقيا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النظام السياسي ومشكلات الوحدة الوطنية في دول جنوب افريقيا

النظام السياسي ومشكلات الوحدة الوطنية في دول جنوب افريقيا

تعاني دول العالم الثالث غالباً من مشكلات الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي ، ولهذه المشكلات أسباب عدة ، وقد تجذرت بسبب وجود الظاهرة الاستعمارية ولا سيما المصحوبة بالاستيطان ، وفي ظل هذه الظاهرة نجد أن نمط العلاقة السائدة هو الاستبعاد ، لا الاستيعاب ، أو الا

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 9

خامساً : النجوني : Naguni او النكَوني

النجوني هي الجماعة الناطقة بلغة نكوني وهذه المجموعة كانت تعيش في السابق في منطقة الساحل الشرقي لجنوب افريقيا ، التي تمتد من الزولولاند Zulu land وناتال الى حدود مستعمرة الرأس (الكاب) ([81]) ، وهم يشغلون اجزاء من الترنسفال والناتال والرأس وبلاد الزولو. وتتكون هذه المجموعة عند آخرين من الزولو والنديبيلي Ndebele والسوازي Swazi والاكسهوسا Xhosa فكل اولئك يتحدثون لهجات للغة واحدة ([82]) . ويبدو ان الاكزوسا قد وصلوا الى اعالي نهر أوزيمغويوبا Umzimvubu في حوالي عام 1300 وبحلول عام 1593 انتشروا جنوباً حتى نهر اومتاتا Umtata . وفي خلال المائتي عام التي تلت انتشروا حتى وصلوا الى نهر السمك fish river([83])، ان كل واحدة من هذه المجاميع هي خليط من مجاميع صغيرة غير متجانسة ([84]) .
قبل القرن التاسع عشر ، كان توزيع السكن عند (النكَوني) يعتمد على تفرقة البيوت وليس تجميعها ، كما هو معمول في نظام القرى والسكن الرئيس لهم كان في (بانرليتج) ويشتمل على مجاميع ذوي قربى وروابط متنوعة . كانوا يعتمدون على رعي الماشية والزراعة والصيد ([85]) وكان الوضع السياسي ((للنكَوني)) يعتمد على نحو عام على زعامات صغيرة وفي بعض الاحيان على بضعة مئات من الاشخاص يدينون بالولاء لشخص ما لكونه شخصا يصلح للزعامة او له عدد من الانجازات ، ويطلب الزعيم الدعم من القبيلة ويفرض الضرائب على التابعين له ويكافئ الذين يعتقد انهم يستحقون المكافأة وقد يعقد التحالفات السياسية وقد يعلن الحرب على الاعداء ([86]) .
1. الزولو Zulu
كان هناك عدد من الزعامات في القرن الثامن التي تتكلم اللغة النكَونية والتي كانت تسكن في الجانب الشمالي من نهر (توكَيلا) ان مساكن الزولو الريفية احتوت على عوائل واسعة ومتعددة وكذلك عدد من الناس الذين اضطروا اجتماعياً الى العيش في هذه المساكن . هذه الوحدة الاجتماعية كانت معتمدة على نحو كبير على المصلحة الشخصية . وكانت المسؤوليات متوزعة على حسب الجنس والرجال على نحو عام مسؤولون عن حماية المساكن والدفاع عنها والاعتناء بقطعان الماشية وصناعة السلاح وزراعة الاراضي وبناء المساكن ، اما النساء فكانت مسؤولياتهن العمل في المنزل والاعتناء بالمحاصيل الزراعية التي هي عادة الحبوب التي تزرع في الاراضي القريبة من المنزل ([87]) .
كان زعماء الزولو طلباتهم كثيرة وملحة ويفرضون الضرائب على نحو مستمر ودائم . لذلك كانت لديهم ثروات طائلة ويقودون جيوش كبيرة وفي معظم الاحوال ينجحون في اخضاع الزعامات القريبة منهم ، وقد سمح الغزو العسكري للرجال أن تكون لهم مراتب اجتماعية متميزة والتي اصبح لها اهمية كبيرة في مجتمع الزولو ([88]) .
ان الزولو نساءً ورجالاً استطاعوا ان يساهموا بشكل كبير ومتجانس في قوة العمل المدنية في جنوب افريقيا خلال القرن العشرين ولاسيما في مناجم الذهب والنحاس في مدينة (وتواترسراند) ، اسس الزولوا واسهموا في تأسيس اول النقابات العمالية السوداء في البلد ([89])، نستطيع ان نخمن - في عام 1990 ان هناك (8) ملايين نسمة يعدون انفسهم زولو او مجاميع قريبة من الزولو ([90]) .
2. سوازي Swazi
كان مجتمع السوازي حتى أوائل القرن الثامن عشر يحتوي على مجاميع قريبة الصلة بالزعامات النكَونية ، في ذلك الوقت ظهر زعيم قوي هو ناكَوان ، سيطر على عدد من الزعامات الصغيرة في الجوار من نكَوني وسوثو ، ليقوي دفاعات جيشه ضد قوات الماثيثاوا، التي كان يقودها وتكَوايو . ولكن تاكَوان انسحب تحت ضغط الماثيثاوا الى الجبال ، التي اصبحت تدعى هذه المنطقة (منطقة سوازي) ([91]) .
وقد قاوم نكَوان عملية الاندماج في امبراطورية الزولو في عهد الزعيم شاكا واستطاع شعب السوازي ان يحقق التعايش السلمي في علاقته مع الزولو وحلفاء الزعيم شاكا .
أجبر بعض عشائر السوازي على الرحيل الى الشمال ليسكنوا مع بعض عشائر الزولو ما يسمى الآن ملاوي وزامبيا ([92]) . وفي عام 1968 اصبحت ارض السوازي مستقلة بقيادة الملك سابهوزو لقد اخذت تضغط على بريتوريا لاعادة المناطق التابعة للسوازي التي احتلتها عام 1960 ، وفي عام 1982 وافقت بريتوريا على إعادة هذه الاراضي لكن القرار رفض من محكمة جنوب افريقيا ([93]) . وهناك 1.6 مليون من شعب سوازي 900.000 نسمة يعيشون في اراضي سوازي والباقي في جنوب افريقيا على حسب احصائية عام 1990 ([94]) .
3. اكسهوزا Xhosa
يتكلم معظم شعب الاكسهوزا اللغة الانكليزية ولغات اخرى عدة ولكنهم يفخرون بالتكلم بلغة الكسهوزا (ازي كسهوزا) وهي احدى اللغات القريبة من لغة الزولو ([95]) .
وصل اقوام الكسهوزا الاصليين الى الاقاليم الغربية نزوحاً من الشمال قبل القرن الخامس عشر . ان تاريخ الكسهوزا يؤكد ان الاستيطان في غرب نهر سندي بدأ في القرن الثامن عشر ([96])
ان معظم الكسهوزا كانوا يعيشون على الرعي وزراعة الحبوب والصيد اما بيوتهم في العادة فتبنى قرب الحافات العالية المطلة على الانهار . ويعد امتـلاك قطعان الماشية رمز الثروة عندهم كما هو ايضاً وسيلة للتبادل ([97]) .
تتضمن لغة الكسهوزا شيئاً من لغة (الثمبو) الجارة الشرقية للاكسهوزا وكان هؤلاء الثمبو يشكلون قبائل نجحت في اخضاع القبائل المجاورة عبر التاريخ كذلك هناك (البوندو) وهم شديدو الصلة بالكسهوزا ويقطنون المنطقة المجاورة للثومبو من جهة الشرق ([98]) ، وبلغ تعداد شعب الكسهوزا في عام 1990 في جنوب افريقيا (6) ملايين نسمة على حسب التقديرات الرسمية بضمنهم (البوندو) (والثمبو)ومجاميع اخرى اندمجت مع الكسهوزا اجتماعياً على مدى قرون عدة ، كل واحدة من هذه المجاميع متجانسة ومتجمعة في اماكن صغيرة ([99]) .

4. نديبيلي Ndebele
ان شعب النديبل منحدرمن المنطقة التي تسمى حالياً اقليم ناتال وسمى مؤخراً باسم كاوازولوناتال وقد هاجر قسم من شعب النديبيل باتجاه الشمال في بداية القرن التاسع عشر والقسم الآخر استقر في ترنسفال الشمالية . اما (مازيكيازي) وجماعته هربوا شمال ناتال بعد هزيمتهم على يد شاكال عام 1817([100]) . أجبر شعب النديبيل على الهجرة مرات عدة بالقوة باتجاهات عديدة ، حتى استقروا حول ناتال في نهاية القرن التاسع عشر . واصبح معظم النديبيل مقاتلين استطاعوا ان يخضعوا الزعامات الصغيرة ودمجها في مجتمع النديبيل . وفي القرن التاسع عشر استطاع القائد الأنكليزي (بول كروجر) ان يحتل ارض النديبيل ويعدم العديد من قاداتهم واجبار الآخرين بالعمل في مزارع البيض عبيداً ([101]) اما في الوقت الحالي فقد اعيدت بعض الاراضي الى قلة من النديبل مكافأة لولائهم او لاعطائهم ميزة اجتماعية خاصة تحت وطأة التمييز العنصري وقرر معظم النديبل الذين كانوا يعيشون شمال ترنسفال اللجوء الى اراضي (ليبوا) التي كانت تحتوي على قطع متناثرة عدة من الارض في شمال ترنسفال . والقسم الآخر الذين كانوا يتمسكون ببعض التقاليد القديمة لثقافتهم ولغتهم رحلوا الى (كاوانديبل) ، كانوديبل هي ارض كانت قد اعطيت الى ابن نابيلا ، المقاتل النوبيلي المعروف في زمن كروجر ، وكانت هذه الارض تعني كثيراً لهم لذا نادى التقليديون باستقلال كاونديبل عام 1980([102]) .
اعلنت كاونديبل مقاطعة مستقلة تحكم نفسها عام 1981 ولكن القليل من المقيمين فيها والذين كان تعدادهم 300,000 نسمة استطاعوا الحصول على عمل لذلك معظمهم اضطر الى عمل في المناطق الصناعية في بريتوريا وجوهانسبرغ . وفي الاقل 500000 نسمة من شعب النديبيل عاشوا في المناطق المدنية والمراكز الرئيسة في جنوب افريقيا ، أي خارج منطقة كاونديبل في عام 1980 ([103]) . فضلا عن 1.7 مليون نديلي كانوا يعيشون في زيمبابوي ويشكلون 6/1 من السكان وكذلك 300.000 نسمة كانوا يعيشون في بوتسوانا([104]). بلغ تعداداً اندييلي او مانديبل حوالي 800.000 نسمة من سكان جنوب افريقيا عام 1990 ، الذين كانوا يعيشون في ترنسفال الشمالية لاكثر من قرن من الزمان ، كان النيديبال يتكلمون لغة(ازي نديبل) والتي تصنف من ضمن لغات نكَوني على الرغم من تأثر لغة الـ (سوثو)([105]).

الصفحات