اللهم عليك توكلت وبك استعنت وبفضلك وإحسانك اعتمدت، اللهم أحمدك حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه لأنك منحتني العافية والإرادة في أعداد هذا الكتاب ونشر هذا الجهد المتواضع لأضعه بين يدي قارئي العزيز لينهل منه كل ما هو عذب وممتع ولتطيب نفسه ويسمو خلقه ويقرب من ال
أنت هنا
قراءة كتاب من كل بستان زهرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التوكل على الله
1- صلة بن أشم تابعي مخضرم لما كان في طريق عودته من إحدى المعارك مات فرسه فقال: اللهم لاتجعل لاحد عليّ منه (أي فضل) فإني أستحي أن أسأل غيرك فأحيا الله له الفرس فركبه ولما وصل إلى بيته قال لابنه محمد يابني انزع السرج من على الفرس فإنها عارية (أي أنني استعرتها من الله) فنزع السرج فمات الفرس( [1] ).
2- وهاهم أصحاب النبي ﷺ لما حققوا التوكل على الله ساروا على الأنهار بخيولهم بل وخاطبوا دواب الأرض حتى وقف عقبة بن نافع على أبواب مدينة القيروان وقال: أيتها الدواب أيتها الأسود أنا أصحاب محمد ﷺ جئنا لنعلي كلمة لا اله إلا الله فافسحوا لنا الطريق فخرجت الأسود بولدانها وخرجت الحيات والعقارب!!! وكل ذلك لأنهم علموا أن ربا لهم قد تكفل بالأرزاق([2]).
3- وكان الجزاء والأجر العظيم ليوشع بن نون أنه بعد وفاة موسى عليه الصلاة والسلام أم يوشع نبيا خليفة عن موسى عليه السلام ومات أكثر بني إسرائيل في تلك الفترة (التيه) ويقال أنه لم يبقى أحد سوى يوشع بن نون وكالب بن يوفنا فلما انقضت المدة خرج بهم يوشع أو بمن بقي منهم وسائر الجيل الثاني فقصد بهم بيت المقدس فحاصرها فكان فتحها يوم الجمعة وبعد العصر فلما تضيفت الشمس للغروب وخشي دخول السبت عليهم قال يوشع للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي... فحبسها الله حتى فتحها ودخل منتصراً.
صدقة
4- كان عبد العزيز عبد السلام بن أبي قاسم السلمي وهو أحد سلاطين العلم في دمشق كثير الصدقات باسط اليد فيما يملك يجود بماله ولو كان قليلاً وقد أعطته زوجته ذات مرة مصاغاً لها ليشتري به بستاناً فباعه وتصدق بثمنه ولما راجعته زوجته في ذلك قال لها: لقد اشتريت بستاناً في الجنة إني وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه. فقالت له: جزاك الله خيراً([3]).
نستمر في عمل الخير
5- كان رجل من بني إسرائيل يحب أن يفعل الخير في كل وقت وحين وذات مرة كان على سفر فأراد أن يستثمر الوقت في فعل الخيرات فأخذ مجموعة من البذور وأخذ يلقيها عن يمينه وشماله – في الصحراء – حتى وصل إلى البلد التي يريدها ومكث في تلك البلدة عشر سنوات ثم أراد أن يرجع إلى وطنه فعاد ومن نفس الطريق فوجد أن الصحراء الموحشة التي كان يسير فيها منذ عشرة سنوات أصبحت مليئة بالأشجار والثمار والورود فتعجب الرجل وسال عن ذلك فقالوا له: (أن رجلاً مباركاً ألقى بذورها منذ عشرة سنوات فكانت تلك الأشجار بإذن الله (فكان هو الذي القاها) وهذا درس عملي لكل مسلم حتى لايفتر عن الدعوة إلى الله([4]).
الرزاق هو الله
6- يقول أحد العلماء والله لقد رأيت ثعباناً أعمى يعيش فوق نخلة عالية ويأتيه بين الوقت والآخر عصفور صغير فيقف عند هذا الثعبان يصدر له أصواتا فيفتح الثعبان فمه فيلقي العصفور الطعام في فم الثعبان الأعمى!!! فمن الذي سخر هذا العصفور لذاك الثعبان ومن الذي جعل الثعبان لا يفترس العصفور؟! إنه رب السماوات والأرض الذي يرزق الدود في بطن الحجر([5]).