اللهم عليك توكلت وبك استعنت وبفضلك وإحسانك اعتمدت، اللهم أحمدك حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه لأنك منحتني العافية والإرادة في أعداد هذا الكتاب ونشر هذا الجهد المتواضع لأضعه بين يدي قارئي العزيز لينهل منه كل ما هو عذب وممتع ولتطيب نفسه ويسمو خلقه ويقرب من ال
أنت هنا
قراءة كتاب من كل بستان زهرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
رضا الناس غاية لاتدرك
7- ركب الشيخ ومشى الولد وراه فتعرض الشيخ للوم الناس، وركب الولد ومشى الشيخ فتعرض الولد للوم الرجال، وركبا معاً فتعرضا للوم دعاة الرفق بالحيوان ومشيا معاً والحمار أمامهما فتعرضا لنكت أولاد البلد واقترح الولد أن يحملا الحمار ليستريحا من لوم اللائمين فقال له الأب الشيخ: لو فعلنا لأتعبنا أنفسنا ولرمانا الناس بالجنون حيث جعلنا المركوب راكباً. يابني لا سبيل إلى إرضاء الناس([6]).
الهمة أعز شيء وضعه الله في الإنسان
8- حكي لنا عن فقيراً أنه سمع شيخه يقول يوماً من قصد شيئاً وجدّ وجد فقال: والله لاخطبن بنت الملك ولأبلغن فيها غاية الجد والاجتهاد فذهب إلى الملك فخطبها منه وكان الملك لبيباً عارفاً عاقلاً فكره أن يحقره ويقول له لست بكفء لها فقال له: أعلم أن مهر ابنتي جوهرة تسمى بالبهرمان لا توجد إلا في خزائن كسرى انو شروان فقال له: يا سيدي واين معدن هذه الجوهرة؟ فقال له: معدنه بحر سيلان فإن جئتنا بصداقها المطلوب مكناك من هذا النكاح المخطوب فذهب الفقير إلى البحر وأخذ يفرغ بقصعته منه ويفرغه في البر فمكث على ذلك مدة لا يأكل ولا يشرب وهو معتكف على ذلك المطلب ليلاً ونهاراً فأوقع صدقه خوف انتزاح البحر في قلوب الحيتان فأشتكت إلى الله تعالى فأمر الله تعالى الملك الموكل بذلك البحر أن يذهب إلى ذلك الرجل بنفسه ويسأله عن حاجته فيسعفه ببغيته فلما ساله عن مقصده وأجابه الرجل أمر البحر أن يقذف بموجه إلى البر ما عنده من جنس ذلك الجوهر فأمتلا الساحل جواهر ولآلئ فحمل وذهب بها إلى الملك وتزوج ابنته فانظر يا أخي ما فعلت الهمة([7]).
رجع بخفي حنين
9- قيل أن بدوياً جاء الحيرة ليشتري خفين من الإسكافي حنين، اختار البدوي خفين وطالت المساومة على ثمنه فغضب حنين وأراد الانتقام من الأعرابي، كمن حنين للبدوي على طريق عودته وقد وضع كلا من الخفين في مكان على الطريق، مر الأعرابي بالخف الأول فالتقطه وقال: انه شبيه بخف حنين لو كان الثاني معه لاخذته فتركه ومضى. وبعد قليل وجد الخف الثاني فقال في نفسه اعود وأحضر الخف الأول فعاد تاركاً ناقته عند الخف الثاني حيث كان حنين يكمن له فأخذ الراحلة وفر بها. عاد الأعرابي البدوي ومعه الخف الأول ليضمه إلى الآخر ولكنه فوجئ بعدم وجود راحلته فعلم ما فعل به حنين فحمل الخفين وعاد ماشياً إلى قومه فسألوه عما أحضر معه فأجابهم: جئتكم بخفي حنين. ويضرب هذا المثل لمن يعود من قصده بالخيبة([8]).
حكاية صبر أيوب عليه السلام
10- عن عقيل بن شهاب عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: أن أيوب نبي الله ﷺ لبث في بلائه ثمان عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من اقوامه كانا من أخص إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين؟! قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به! فلما راح إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له فقال له أيوب: لا أدري ما تقول غير اني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق. قال: وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده فلما كان ذات يوم أبطئ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ [صٍ]. فاستبطأته فبلغته فأقبل عليها قد اذهب الله مابه من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت أحداً كان أشبه به منك إذا كان صحيحاً! قال: فإني أنا هو وكان له أندران أندر القمح وأندر الشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاضت([9]).