أنت هنا

قراءة كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائلها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ شرق الأردن وقبائلها

تاريخ شرق الأردن وقبائلها

لا شك أن شرقي الأردن آهلة بالسكان منذ أزمنة عريقة في القِدَم، وإن لم يزل قسم كبير من تاريخها القديم مجهولاً. فوفرة الآثار وانتشار بقايا ما قبل التاريخ التي اكتشفها وصوّرها من الجو الجروب كابتن ريز Group Captain Rees V.C., A.D.C...etc.

تقييمك:
2.5
Average: 2.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

الأنبـاط

لا يزال أصل الأنباط موضع الشك والجدل. ورد ذكر نبايوت في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرين والعدد الثالث عشر كالابن البكر لإسماعيل، ويقول يوسفوس: إن الأنباط تناسلوا من نبايوت هذا. وتكلم الآشوريون عن قبيلة تدعى نبعلتي. كانت لغتهم أولاً عربية ثم تكلموا الآرامية في عهد الرومان([71]). ويدل على هجرتهم من الجنوب إلى شرقي الأردن آثار مدائن صالح التي تشير إلى أنهم في الأصل كانوا قبيلة عربية مع أن هنالك نظريات أخرى تقول غير ذلك([72]).
وكان الآشوريون أوَّل من ذكرهم في التاريخ ومنذ عام 646 ق.م كانوا أقوياء جداً، حتى إن الآشوريين تخوفوا منهم فساروا إليهم وتغلبوا على ملكهم ناطمو وأخضعوهم إلى حين من الزمن. ويظهر أنهم في هذه الفترة كانوا يقطنون جنوبي أدوم وشرقيها ووادي السرحان وجبال حسما. وحوالي عام 587 ق.م حرض صدقيا، ملك يهوذا، الأدوميين، سكان جبل سعير، للانقضاض على نبوخذنصر فأصابهم ما أصاب حلفاءهم في فلسطين إذ أسر منهم نبوخذنصر عدداً ليس بالقليل وأرسلهم إلى بابل. ومن بقي منهم هاجر من جبل سعير إلى جنوب فلسطين، وقد يكون السبب في هجرتهم أنهم لم يقدروا على مقاومة ضغط الأنباط عليهم من الجنوب.
كان هَمّ الأنباط التجارة، وحين استوطنوا بطرا وما جاورها اهتموا بإنعاشها وترقيتها لتوفر الوسائل لديهم فقد كانوا في مركز يشرفون منه على خطوط التجارة بين أواسط آسيا ومصر فاستفادوا فائدة كبرى في نقل البضائع وتأمينها، ولهذا الغرض بنوا القلاع والأبراج الكثيرة المنتشرة الآن في شرقي الأردن.
ومما لا ريب فيه أن النزاع بين السلوقيين في سوريا والبطالسة في مصر قد استثمره الأنباط لتقوية مركزهم والأغلب أنهم صاروا دولة عظيمة إبان هذه الفترة. وفي العصر البطليسي المتأخر عهد إليهم بحراسة الحدود المصرية ولا شك أن هذه الطريقة كانت أرخص وآمن وسيلة لصد غارات القبائل البدوية على الدلتا([73]).
لا نعلم حتى الآن إلا الشيء اليسير عن تاريخ هذه الأمة بالرغم من وفرة النقوش النبطية على أحجار بطرا الرملية الناعمة، ولا يزال قسم كبير منها تحت الأنقاض ينتظر الحفر والتنقيب، مع العلم بأن العوامل الجوية تزيل هذه النقوش بسرعة.

الصفحات