كتاب " أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي "، تأليف عبد الله قاسم محمود باشا كريشان ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدم
أنت هنا
قراءة كتاب أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي
ثانياً: وسائل التنشئة السياسية
تختلف الوسائل التي تساعد على تحقيق التنشئة السياسية، فالإنسان منذ ولادته يعايش مؤسسات عديدة تلعب أدوارا هامة في إكسابه القيم والمعايير والمعتقدات والاتجاهات السياسية التي تؤثر في سلوكه السياسي، ولكن يتوقف فاعليتها وتأثيرها على طبيعة النظام السياسي واستقراره، وعلى درجة التنشئة والوعي السياسي للأفراد بما يدور من حولهم من أحداث، وعلى مدى تكامل تلك العناصر ووصولها إلى الجمهور المستهدف تنشئته سياسياً وتتمثل عناصر التنشئة السياسية بما يلي([17
1- الأسرة: وهي مؤسسة اجتماعية تمثل الجماعة الأولى للفرد. فهي أول جماعة يعيش فيها الفرد ويشعر بالانتماء إليها، وبذلك يكتسب أول عضوية له في جماعة فيتعلم فيها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها.
ويبرز الدور الخطير الذي يمكن أن تقوم به الأسرة في التنشئة السياسية للأبناء، إذا تنبهنا إلى أن مؤسسات التعليم غالباً ما تتكون خاضعة وموجهة من قبل الدولة من حيث التوجهات السياسية وحتى ولو كانت مؤسسات خاصة، بينما الأسرة ما زالت الوحدة الاجتماعية الوحيدة التي بقيت في آلياتها الداخلية خارج السيطرة المباشرة، وهو ما يرشحها لأن تكون أقوى جبهات التنشئة الحضارية والسياسية.
2- جماعات الرفاق: وهي جماعات الأصدقاء والزملاء المحيطين بالفرد، سواء في نطاق الأسرة أو المدرسة، وهي أيضا جماعات العمل في المراحل المتقدمة سواء المراهقة أو النضج. وهم متقاربون في أعمارهم وميولهم وهواياتهم، كما أنها الجماعة التي ينسب إليها الفرد سلوكه الاجتماعي في إطار معاييرها وقيمها واتجاهاتها وأنماط سلوكها المختلفة. وتلعب جماعات الرفاق دوراً هاما في التنشئة السياسية للفرد، وذلك من خلال التفاعل الذي يتم بين الفرد وتلك الجماعة ، فهي تؤثر في معايير الفرد الاجتماعية.
3- المدرسة: تلعب المدرسة بوسائلها المختلفة أهمية خاصة في عملية التنشئة السياسية حيث ينمو الاهتمام بالسياسة لدى الفرد في تلك المرحلة ويصبح أكثر اتصالا وتفاعلا مع النظم الاجتماعية التي تختلف فيها الأدوار وتتمايز أكثر منها في الأسرة. ([18])
4- الأحزاب السياسية:
تلعب الأحزاب السياسية دورا مهما في عملية التنشئة السياسية للأفراد خاصة في الدول الديمقراطية. ولعل الشباب يكونون خاضعين أكثر للأساليب التنشئية الناجمة عن تأثير الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية. بحيث تتبنى هذه الأحزاب ايدولوجيات سياسية واضحة المعالم واستراتيجيات للتنمية والتخطيط لتطوير مجتمعاتها وتقييد تصوراتها أو عاداتها الفكرية، ويلعب الحزب السياسي في الدول النامية دوراً يقترب إلى حد كبير من الدور الذي تلعبه الأسرة في عملية التنشئة السياسية فالأحزاب السياسية هي من أهم المؤسسات المعاصرة التي تؤثر في مجرى الأحداث السياسية في المجتمع وان انتساب الأفراد لتلك الأحزاب يخلق لديهم أفكارا وأيدلوجيات سياسية تساعدهم على التفاعل في المجتمع.
5- وسائل الإعلام:
تلعب وسائل الإعلام دورا متميزا في عملية التنشئة السياسية، خاصة وأنها تتولى عناية مركز للنشء والمراهقين لكي يستمدوا عناصر الثقافة السياسية. كما أن وسائل الإعلام (صحافة ، إذاعة ، تليفزيون) ، من خلال ما تقدمه من معلومات وأخبار ومعارف، وذلك لتشكيل مهارات الأفراد وأفكارهم وآرائهم ومعرفتهم بما يدور حولهم، ولتكوين مشاعر الولاء والانتماء لوطنهم، كما أن وسائل الإعلام تدعم الاتجاهات السياسية والقيم التراثية لدى الفرد، وأيضا فهي تنقل المعلومات والأخبار من المواطن إلى الدولة والعكس بالعكس([19]
نتيجة لارتباط والعلاقة المتداخلة بين مفهوم التنشئة السياسية وغيرها من المفاهيم السياسية ، فقد حدث خلط بين هذا المفهوم وغيره من المفاهيم والتي من أهمها الثقافة السياسية ، الوعي السياسي، المشاركة السياسية، السلوك السياسي، وهذا يعود إلى المخزون المعرفي المتكون لدى الأفراد عن المفاهيم السياسية ومدى فهمهم لكثير من المفاهيم والمصطلحات السياسية التي كثر تداولها وانتشارها بشكل كبير في الآونة الأخيرة.