أنت هنا

قراءة كتاب أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي

أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي

كتاب " أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي "، تأليف عبد الله قاسم محمود باشا كريشان ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

ثالثا : علاقة التنشئة السياسية بالمفاهيم الأخرى

الثقافة السياسية

إن مفهوم الثقافة السياسية ليس مفهوماً حديثاً، إن الأعمال الخاصة بالشخصية المسيطرة التي ترى أن السلوك السياسي هو إسقاط للحاجات الفردية والمشاعر في المجال السياسي ولكن لم يتطور هذا المفهوم بأعمال "فربا". وللثقافة السياسية تعريفات متعددة ، فتعرفها دائرة المعارف الدولية للعلوم الاجتماعية، أنها "مجموعة الاتجاهات، والمعتقدات والقيم التي تنظم وتعطى معنى للنظام السياسي"([20]

ومن خلال التعريف السابق للثقافة السياسية نجد أنه بالرغم من اختلاف اتجاهات وتخصصات الدارسين والباحثين إلا أن هناك اتفاق عام فيما بينهم على مفهوم الثقافة السياسية ، ومن ثم يوضح الباحث أن الثقافة السياسية، هي "مجموعة الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر التي تحقق النظام وتعطي معنى لكل عملية سياسية داخل المجتمع، متضمنة القواعد والمبادئ التي تضبط سلوك الفرد المتعلق بالنسق السياسي للمشاركة في الحياة السياسية"، وتشمل أيضا المثل العليا السياسية ومعايير العمل التي يجب أن تراعيها الدولة لكي يتمكن الفرد من ممارسة حقوقه السياسية للتأثير على النظام السياسي.

الوعي السياسي

يعرف الوعي في اللغة على أنه الفهم وسلامة الإدراك، أي إدراك الفرد لنفسه وللبيئة المحيطة به. ويعرف الوعي السياسي على أنه "معرفة المواطن بحقوقه السياسية وواجباته وما يجري حوله من أحداث ووقائع، وكذلك قدرة هذا المواطن على التصور الكلي للواقع المحيط به كحقيقة كلية مترابطة العناصر وليس كوقائع منفصلة أو أحداث متباعدة"([21]

إن الوعي السياسي للمواطن يتوقف على ثقافته السياسية، حيث أن الوعي يتكون نتيجة ما يتوافر من معرفة وفهم للأمور وتقييمها. فالفرد لا يولد مزودا بالوعي ناحية العالم السياسي، وإنما ينمو الوعي ويتطور خلال سنوات العمر المختلفة ليصبح محصلة للمؤثرات الثقافية التي يتعرض لها الفرد. ويعني هذا أنه كلما توافرت الثقافة السياسية للفرد أدى ذلك إلى تنمية الوعي السياسي لديه.

ويمكن تحديد مستويات الوعي السياسي في الفئات التالية:

1- المستوى النظري: ويقصد به مستوى الأفكار والأيدلوجيات التي يحويها موضوع الوعي من قيم ثقافية ومعايير وعواطف.

2- المستوى الممارس: وهي مرحلة يصبح فيها وعي الفرد قادرا على المشاركة السياسية بدرجاتها المختلفة أو بعضها بما يتناسب مع دوره في النظام السياسي داخل المجتمع أو العزوف عنها.

السلوك السياسي

السلوك السياسي هو الغاية التي تستهدفها عمليات التنشئة السياسية، والتثقيف، والتوعية. وبطبيعة الحال لا يكون المطلوب هو أي سلوك سياسي، وإنما سلوك له مواصفاته وله أسسه وخصائصه وتوجهاته([22]

ودراسة السلوك الإنساني تقوم على حقيقة لابد من التذكير الدائم بها وهي أن الإنسان هو الأصل، ولسنا نظن أن بالإمكان قول أي شيء ذي معنى عن سلوك الإنسان دون التحدث عن السلوك السياسي للإنسان، أفعاله وأهدافه وبواعثه، ومشاعره ومعتقداته وواجباته وقيمه. ومع ذلك فإن نزعة الإنسان قوية إلى درجة يستطيع معها أن ينظر فيما يبدعه دون أن يقيسه إلى نفسه.

وتصنف وجهات النظر حول تفسير السلوك السياسي إلى اتجاهين:

1- اتجاه البعد الواحد: وتعني به محاولة تفسير السلوك السياسي من منظور محدد للغاية قد يكون حاجة نفسية غير مشبعة، أو قد يكون اتجاها سلبيا أو إيجابيا نحو مجال العمل السياسي ذاته.

2- الاتجاه متعدد الأبعاد: ويرى هذا الاتجاه دعائم العلاقة الشبكية بين السلوك السياسي وبين المعطيات البيئية والشخصية المرتبطة به، والمؤثرة فيه فيعلق فاعلية العوامل الشخصية في تشكيل السلوك السياسي على عملية هذا التفاعل، الأمر الذي يجعل البعد الشخصي أحد الأبعاد المتفاعلة مع غيرها من العوامل لتسفر عن تشكيل السلوك السياسي للأفراد([23]

المشاركة السياسية

تعد المشاركة السياسية العصب الحيوي للممارسة الديمقراطية وقوامها الأساسي، والتعبير العملي الصريح لسيادة قيم الحرية والعدالة والمساواة في المجتمع. كما أنها تعد فوق هذا وذاك مؤشرا قوي الدلالة على مدى تطور أو تخلف المجتمع ونظامه السياسي وما يعنيه ذلك من ارتباط وثيق بينها وبين جهود التنمية عامة والتنمية السياسية على وجه التحديد.

فالمجتمع التقليدي يفتقر إلى المشاركة في حين تتوافر المشاركة السياسية في المجتمع الحديث، وعلى الرغم مما يباعد هذين الصنفين من المجتمعات من اختلافات بنيوية وثقافية جوهرية فإن الفارق السياسي الرئيسي بينهما يتمثل بشكل جدي في مدى كثافة المشاركة السياسية وجدتها في كل منهما.

وللمشاركة السياسية عدة تعريفات، حيث تشير دائرة المعارف الدولية للعلوم الاجتماعية إلى أنها "تلك الأنشطة الاختيارية التي يشارك بمقتضاها أفراد المجتمع في اختيار حكامهم، والمساهمة في صنع السياسة العامة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر"([24]

ونستنتج من خلال العرض السابق للمفاهيم الأساسية، أن هناك علاقة بين مفهوم التنشئة السياسية وتلك المفاهيم، وذلك لأن التنشئة السياسية هي عملية مستمرة يتم من خلالها تعليم وتلقين وتزويد المجتمع بالقيم والمعايير والمعتقدات والتوجهات السياسية والهوية الثقافية السائدة في المجتمع. فإكساب الفرد للمعارف والمعلومات السياسية خلال مراحل حياته المختلفة تتكون لديه ثقافة سياسية، وبذلك ينمو وعيه السياسي عن طريق إدراكه لما يدور حوله من أحداث محلية ودولية، وبذلك يستطيع الفرد أن يحدد سلوكه السياسي بالمشاركة أو عدم المشاركة في الحياة السياسية طبقاً لمدى اكتسابه للثقافة السياسية التي يبثها النظام السياسي داخل المجتمع.

وبسبب هذه الأهمية تضع الحكومات على سلم أولوياتها عملية التنشئة السياسية كمحور أساسي في السياسة الداخلية للحكومة وذلك بالتركيز على الملف الداخلي المتمثل في زيادة التركيز على عملية التنشئة السياسية لتعميق الانتماء الوطني التي تشعر الحكومة أن هناك ضعفاً عاماً في الانتماء السياسي لهذا البلد حيث عملت الحكومة على إنشاء وزارة التنمية السياسية التي تعمل خطة تم تحديدها بهدف تعميق الولاء والانتماء وإشراك مؤسسات المجتمع المدني المتمثلة في الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجامعات والمعاهد والمدارس بهدف خلق جيل سياسي قادر على فهم الرؤية الرسمية لعملية التنشئة السياسية من خلال تقسيم وإعطاء دور لكل فئة من هذه الفئات.

الصفحات