كتاب " أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي "، تأليف عبد الله قاسم محمود باشا كريشان ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدم
أنت هنا
قراءة كتاب أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أثر الثورة المعلوماتية الإعلامية في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الأردني في ظل الربيع العربي
المطلب الثاني :وسائل الإعلام والاتصال التقليدية والحديث
ظهرت العديد من وسائل الإعلام بأساليبها وأشكالها المختلفة، والتي تزداد تنوعاً واتساعاً كلما شهدت تكنولوجيا الاتصالات تطوراً، ويمكن تقسيم وسائل الإعلام والاتصال إلى أنواع رئيسية منها:
أولاً: الوسائل السمعية: وهي الوسائل التي تعتمد على حاسة السمع في إيصال المعلومات التي يراد إعلام الناس بها، وهي أقدم وأكثر الوسائل شيوعاً في المجتمعات، حيث كان الرواة من الحفظة يقومون بهذا الدور، فيقوموا برواية ما يحفظون ليستمع إليهم. وبتطور الحياة الإنسانية دخلت هذه الوسائل السمعية وسائل أخرى مثل: الوسائل المسجلة كالإذاعة التي تعتبر من أهم الوسائل السمعية المعاصرة التي تقوم بوظيفتها كوسيط إعلامي واسع الانتشار لما تحمله من التكنولوجيا العلمية المتطورة، بواسطة الراديو، وهو وسيلة إعلامية لم تنافسها وسيلة أخرى في قوة تأثيرها، ولا سيما في المجتمعات الريفية فهو يتميز بمجموعة من الخصائص التي ينفرد بها عن باقي وسائل الإعلام وهي: ([1])
- إن موجاته قادرة على اختراق كل أنحاء العالم في أقل من لمح البصر، وقد أكدت الدراسات الإعلامية أن موجات الأثير تدور حول الكرة الأرضية في نحو ثانية ولا يقف في سبيلها حدود أو حواجز سياسية أو طبيعية، لذلك يعتبر الراديو أقدر وسائل الاتصال في سرعة نقل الأخبار.
- يستطيع الراديو أن يخاطب كل الفئات والطوائف مهما اختلفت درجة التعليم بينها وعلى هذا فإنه وسيلة مناسبة لمخاطبة الأميين لكونها لا تتطلب أدنى درجات القدرة على القراءة والكتابة.
- لا يحتاج الراديو إلى مجهود من جانب المستمعين فهو لا يتطلب تركيزاً كاملاً لمتابعة برامجه، ويستطيع الراديو الوصول إلى جميع الفئات كالمسنين والأقل تعليماً والأطفال وفاقدي البصر.
- يستطيع الراديو أن يجذب المستمع ويستحوذ على اهتماماته وذلك لاستخدامه عناصر تضفي على المادة الإذاعية جاذبية خاصة، كالمؤثرات الصوتية والموسيقى والحوار.
- يتميز الإعلام الإذاعي بأن تأثيره يزداد عمقاً وخطورة كلما كانت البيئة قليلة الحظ من الثقافة والتعليم.
ثانياً: الوسائل البصرية: وهي الوسائل الإعلامية التي تعتمد على حاسة البصر كمصدر رئيسي في الإعلام، فهي وسيط إعلامي يرتبط بهذه الحاسة المهمة التي تضيف قوة في الإثبات والمعرفة ، من هنا فأن الوسيلة الإعلامية البصرية تلاقي قبولاً لدى المشاهدين لأن تفاصيل المشاهدة أحياناً تساعد على المعرفة أكثر من سماع وصف أو تسمية مجردة وتضم هذه الوسائل المعارض والنصب التذكارية واللافتات واللوحات الفنية والإعلانية (المتواجدة في الطرقات). )[31](
ثالثاً: الوسائل السمعية البصرية: وقد أطلق عليها هذا الوصف لاعتمادها على حاستي السمع والبصر في وقت واحد، وهذه الوسائل هي الأكثر تأثيراً في الإعلام، وتشمل هذه الوسائل التلفزيون والسينما والمسرح والأفلام التسجيلية والوثائقية، ويعتبر التلفزيون من أهم الوسائل الإعلامية لأنه يعتمد على الصوت والصورة في وقت واحد، فالتلفزيون وسيلة تسهل على الأفراد الاستفادة الإعلامية دون مشقة التنقل إلى أماكن الحدث ومع تطور وسائل الإعلام والاتصال والمجال السمعي البصري، وظهور الإنترنت كشبكة إعلامية ضخمة وفعالة تعد اليوم من أقوى وسائل الإعلام والاتصال التي تفوق خدماتها كل ما تقدمه الوسائل الأخرى، لكونها وسيلة سمعية بصرية ومقروءة وأسهل وسيلة للاتصال في نفس الوقت، وقد أشارت البحوث التي أجراها "بلومر" و"دوب" إلى أن الوسائل السمعية والبصرية كالأفلام الناطقة تمتاز بتأثيرها القوى على المتلقي وخصوصاً من فئة الشباب بحكم واقعية الصورة وحيويتها واقترانها بالصوت المعبر، ويؤكد معظم العلماء هذه النتيجة بالنسبة للأطفال، فهم يصدقون ما يرونه من أفلام حتى أنه يصعب تحديد التأثيرات الناتجة عن المشاهدات السينمائية عند بعضهم، وإن عادات الممثلين على الشاشة كالتدخين واختيار الأزياء سرعان ما تنتشر بين المراهقين وغيرهم من شديدي الحساسية.)[32]
رابعاً: الوسائل المكتوبة (المطبوعة): وترتبط هذه الوسائل بتطور وسائل الطباعة والنشر والتي شهدت تطورات متلاحقة في العقود الثلاث الأخيرة، وقد مارست الكلمة المطبوعة تأثيرها القوى في الجماهير بأشكال مختلفة، وتشمل الوسائل المطبوعة الكتب، النشرات، الملصقات، الخرائط، الصحف والمجلات، بحيث تتميز المطبوعات بالعمق في التفكير والصبر على البحث لكون المادة المطبوعة تحمل في طياتها الرأي المدروس وتتيح للقارئ فرصة للتأمل والتمعن في المادة المطبوعة لأكثر من مرة.)[33]
من هنا نلاحظ أن وسائل الإعلام المختلفة قد شهدت تطوراً في مختلف المجالات في العقد الأخير نتيجة لتزايد الطلب والاهتمام بتلبية الحاجات المتزايدة لمختلف فئات المجتمع للحصول على المعلومات والأخبار الدقيقة عن ما يجري في العالم من أحداث.