أنت هنا

قراءة كتاب الاصدقاء السبعة للنجاح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الاصدقاء السبعة للنجاح

الاصدقاء السبعة للنجاح

كتاب " الاصدقاء السبعة للنجاح " ، تأليف أسامة بديع جناد ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
مدخل

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

ما مدى أهمية صورة ذاتك؟
يقفز إلى الذهن هنا سؤال أساسي لعله أخطر الأسئلة كلها التي يكمن في إجابتها تحديد مصيرك كله في الحياة. والسؤال هو: "من أهم شخص في العالم الآن في هذه اللحظة؟".
والجواب الذي لا إجابة ثانية عليه هو: أنت. نعم أنت. أنت بالتأكيد أهم شخص بالنسبة إلى نفسك. وأنت بالتأكيد الشخص الوحيد المرافق لمسيرة حياتك كلها من أول لحظاتها إلى آخرها. ومهما كان للآخرين من دور أو تأثير فيها، ومهما كان عدد من يحبونك أو يساعدونك فيها، فحياتك كلها بكل أطوارها وتقلباتها تدور حولك أنت. وفي رحلة حياتك هذه، غالباً ما ستواجَه بلحظات تتطلب منك أن تتولى مقعد القيادة في حياتك، لأن لا أحد آخر (موجود) أو مهتم، أو لديه الوقت ليتولى عنك مسؤولياتك. فكما يقول الشاعر الأمريكي والت ويتمان: " لا يمكن لي أو لغيري أن يسلك ذاك الدرب من أجلك، بل أنت من يجب أن يسلكه من أجل نفسك ". وفي لحظات كهذه يبرز دور صورتك الذاتية وقناعاتك بمدى أهميتك وأهليتك لاستلام مقود القيادة والسيطرة على الموقف. وهذا هو أهمُّ عامل لنجاحك وسعادتك في الحياة. فمستوى تقديرك لذاتك ومدى حبك نفسك واحترامها، يحدد مستوى سعادتك، وصحتك. كما أن مدى شعورك بأهميتك يحدد نوعية علاقاتك، ونوع الأهداف التي تضعها لنفسك، ومدى الإصرار الذي تضعه خلف هذه الأهداف، خلال محاولتك لتحقيقها. كلما كنتَ أكثر أهمية لنفسك أصبحتَ أكثر أهمية لبقية الناس من حولك . إن مستوى أهميتك الشخصية هو العامل المحدد لنوعية حياتك كلها. غالباً ما يكون الفارق بين النجاح والفشل صغيراً جداً. وليس الفارق بكبير عادة على صعيد قدرات الناس، وإنما على صعيد صورة ذاتهم وتقديرهم لها . وإذا اختار البعض أن يتخلوا عن تقديرهم لأنفسهم في سبيل أي شيء آخر في الحياة فسيخسرون أهم شخص وأعظم مصدر للطاقة يمكنهم الاعتماد عليه في مسيرة حياتهم. تذكر دائماً أنه إذا كانت رغباتك صغيرة ومحدودة فستكون كذلك، وإذا كان طموحك لا حدود له فستكون عظيماً، فجذور الإنجازات العظيمة تكمن في إرادة أن تكون أفضل ما يمكنك أن تكونه في الحياة.
بائع البالونات
يذكر زيغ زيغلار في كتابه (أراك على القمة) القصة المؤثرة التالية: منذ عدة سنوات مضت، كان أحد باعة البالونات يقف ليبيع بالوناته في أحد شوارع المدينة. وعندما كان الطلب على بالوناته يقل ويتضاءل، كان يقوم بإطلاق أحد البالونات في الهواء. وبينما كان البالون يسبح في الهواء، كان حشد جديد من المشترين يتجمع حوله، ويزدهر عمله مرة أخرى لبضع دقائق. كان الرجل يقوم بتبديل ألوان البالونات التي يطلقها، فيطلق أولاً بالوناً أبيض، ثم آخر أحمر، وفيما بعد يطلق بالوناً أصفر، وبعد مضي بعض الوقت، جذبه صبي صغير متشرد من معطفه، ونظر إلى عينيه مباشرة، وسأله سؤالاً مؤثراً للغاية؛ قال الفتى: سيدي، لو أنك أطلقت بالوناً أسود اللون، فهل سيرتفع لأعلى؟ نظر بائع البالونات إلى الصبي الصغير بعطف وشفقة، وأجابه بحكمة وتفهم: يا بني، إن ما بداخل هذه البالونات، وليس شكلَها أو لونها، هو ما يجعلها تطير وترتفع. في الواقع، لقد كان الصبي محظوظاً لأنه قابل رجلاً لا تقتصر رؤيته على ما يراه بعينيه فحسب. فبعينين سليمتين يمكنك أن ترى بحيث تستطيع المشي، أو الجري، أو العمل، أو اللعب، ولكن الشخص الذي يستطيع أن يرى بقلبه وعينيه معاً، يمكنه -بالإضافة إلى ذلك- أن يشعر ويلمس روح إنسان آخر، ويكشف الخير الذي يكمن بداخل قلبه. نعم، لقد كان بائع البالونات محقاً. وأنا أيضاً محق عندما أقول إن ما بداخلك هو ما سيجعلك تطير وترتفع. فكن نصيراً لحقك في أن تكون نفسك: تجرأ على أن تكون مختلفاً، واصنع بنفسك نموذجاً لنفسك، عش حياتك واتبع هدفك الخاص.
إننا نرى العالم كما نحن وليس كما هو
ولا شك في أن أكثر الأحداث إثارة للحيرة والإحباط وخيبة الأمل في عالم الدراسة، تحدث في أثناء الامتحانات؛ عندما يجلس الطالب في مقعده يحدق في ورقة الامتحان ولا يجيب عن سؤال واحد منها. قد يحار حتى الطالب نفسه في تفسير ذلك، خاصة إن كان قد درس جيداً للامتحان، وأعد نفسه له بشكل كبير. ومع ذلك فالسبب بسيط، لقد رأى هذا الطالب نفسه مخفقاً في الامتحان بصورة أو أخرى؛ لقد دخل إلى قاعة الامتحان وخوفُ الرسوب والفشل هو كل ما يفكر فيه. لقد ملأت صورة هذا الفشل كل تفكيره، فلم يعد يتذكر شيئاً، فترك ورقة الامتحان وأخذ يقطع الوقت برسم خطوط لا معنى لها على ورقة الإجابة.
لذلك لا تقف ساكناً، ولا تترك المجال للأفكار السلبية كي تسيطر على تفكيرك. امنعها من ذلك، واستبدل بها أفكاراً إيجابية. حاول على الأقل، ولا تجعل مخاوفك أو قيود الآخرين تحدد لك قدراتك.
المسألة مستحيلة الحل
في إحدى الجامعات في أمريكا جلس أحد الطلاب في آخر القاعة، وأغمض عينيه بهدوء، وغفا في أثناء محاضرة شائقة في مادة الرياضيات، كان الطالب منهكاً نتيجة دراسته طوال الليلة الماضية لمادة أخرى، فلم يسمع كلمة واحدة مما كان يقوله أستاذ الرياضيات!. وفي نهاية المحاضرة استيقظ الطالب النائم على أصوات الطلاب وهم يغادرون القاعة، ونظر إلى السبورة فوجد أن الأستاذ كتب عليها مسألتين، فنقلهما بسرعة إلى دفتره وخرج من القاعة. عندما رجع إلى منزله بدأ يفكر في حل هاتين المسألتين. كانت المسألتان صعبتين للغاية، وكان الزمان نهاية الفصل الدراسي، والوقت وقت إجازات وأعياد. ومع ذلك انشغل الطالب بحل المسألتين، فجلب المراجع اللازمة وتفرغ كلياً لحلهما. وبعد أيام من العمل المتواصل استطاع أن يحل المسألة الأولى، واستعصت عليه المسألة الثانية تماماً. ومع ابتداء الدراسة بعد الأعياد توجه الطالب إلى جامعته لحضور محاضرة الرياضيات وهو ناقم على الأستاذ الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب. وهناك تعجب من أن الأستاذ لم يتكلم على الواجب أو يسألهم عن المسألتين. انتظر الطالب انتهاء المحاضرة بفارغ الصبر، ثم توجه إلى الأستاذ وقال له: لقد عملت على حل الواجب يا أستاذ، فحللت المسألة الأولى في أربعة أيام، ولكن لم يتبق لدي وقت كاف لأحل الثانية. فتعجب المدرس وسأل الطالب: أي واجب وأي مسألتين؟ فأجابه الطالب: المسألتان اللتان كتبتهما لنا على السبورة في آخر محاضرة قبل العيد يا أستاذ. اتسعت عينا الأستاذ من الدهشة وقال: ولكني لم أعطكم أي واجب! والمسألتان اللتان كتبتهما على السبورة عبارة عن أمثلة عن المسائل التي عجز العلم عن حلها!.
هذه القناعة السلبية جعلت الكثير من علماء الرياضيات لا يفكرون حتى في محاولة حل هذه المسألة، ولو كان هذا الطالب مستيقظاً، وسمع كلام الأستاذ، لما فكر في حل المسألة. ولكن رُبَّ نومة نافعة... وما زال حل هذه المسألة بخط الطالب معروضاً في الجامعة إلى يومنا هذا.. حقاً إنها القناعات.
والأكثر إحباطاً من منظر الطالب المتلهي في قاعة الامتحانات، أن ترى شخصاً في لعبة الحياة يتجمد أيضاً في مكانه، ولا يبذل ولو محاولة واحدة حقيقية من أجل النجاح. بل تراه يتلهى فيما لا يضر ولا ينفع، أو فيما -وهو الغالب- يضر ولا ينفع. إن مثل هذا الشخص لهو أكبر الفاشلين على الإطلاق، لأنه لا يحاول مطلقاً. فإذا حاولت وخسرت فإنك تستطيع التعلم من الخسارة، وهذا التعلم يقلل حجم الخسارة إلى حد كبير. إن الأشخاص الذين يرفضون القيام بأي شيء أو محاولة، يقومون بدور القاضي، ويحكمون على أنفسهم بالحياة في سجن التواضع والضآلة. إنهم لا يخوضون لعبة الحياة بتاتاً، ولا يبذلون محاولة حقيقية صادقة من أجل النجاح. وهم بذلك يكونون أسوأ وأعتى أعداء لأنفسهم وأكثر القضاة ضلالة وظلماً. إن صورة ذاتهم هي صورة لشخص يسقط، يخفق، أو ينهزم، وللأسف فإن ذلك هو ما يتحقق على أرض الواقع، وبذلك ينضم شخصٌ آخر، صاحبُ قدرة حقيقية، إلى ركام الخردة، ويصبح من هؤلاء الذين ينطبق عليهم قول: كان يمكن أن يكون.
قصة رجل قتله وهمه
دخل موظف يعمل في شركة لصناعة المواد الغذائية، إلى غرفة التبريد الضخمة، التي تستخدم لحفظ منتجات الشركة؛ ليضع مجموعة من المنتجات بداخلها. وفجأة، وبالخطأ أُغلق الباب على هذا العامل. ارتعب العامل كثيراً، وبدأ يطرق الباب بقوة كبيرة ويصرخ، ولكن لسوء حظه لم يسمعه أو يشعر به أحد. وما زاد من رعب العامل ويأسه أن هذا حدث في نهاية يوم العمل وفي آخر أيام الأسبوع، واليومان القادمان عطلة. عرف الرجل أنه سوف يهلك لا محالة؛ فلا أحد يسمع طرقه للباب. وجلس ينتظر مصيره... وبعد يومين فتح الموظفون الباب، وفعلاً وجدوا الرجل قد توفي، وبجانبه ورقة سجل فيها ما كان يشعر به قبل وفاته... وقد كتب فيها: «أنا الآن محبوس داخل غرفة التبريد...أشعر بأن أنفاسي تضيق علي، والبرد يزحف إلى جسدي... لقد بدأت أطرافي بالتجمد... أشعر بتنمل في ساقي... البرد يمتد إلى كامل جسدي... أشعر أنني لا أستطيع أن أتحرك... أشعر أنني أموت من البرد...»، وبدأت الكتابة تضعف شيئاً فشيئاً حتى أصبح الخط باهتاً ومن ثم توقف.
العجيب أن الكهرباء كانت مقطوعة عن غرفة التبريد نتيجة خلل كهربائي ولم تكن الغرفة باردة إطلاقاً!. ترى ما الذي قتل هذا الرجل؟؟
حقيقةً، ما قتل العامل هو (الوهم) الذي كان يعيشه... لقد قتله اعتقاده أنه ما دام في غرفة التبريد فالجو بارد جداً إذن، وأنه سوف يتجمد ويموت، واعتقاده هذا جعله يموت حقيقة!.
وبغض النظر عن مدى صحة هذه القصة، إلا أنها توضح حقيقة الدور الذي تقوم به قناعاتنا واعتقاداتنا في حياتنا. لذلك، لا تدع الأفكار السلبية، والاعتقادات الخاطئة عن نفسك، تتحكم في حياتك؛ بل قم بمناقشتها ومجادلتها، وارفض أن تعتبرها أمراً مسلماً به. قد يحجم الكثير من الناس عن عمل شيء ما لمواجهة معتقداتهم الداخلية؛ لاعتقادهم أنها حقائق لا يمكن مناقشتها، مع أنها مجرد أفكار قد تكون صحيحة وقد لا تكون.
إن نقطة البداية لكل من النجاح والسعادة هي صورة الذات الصحية، فمفهوم الذات لدى الفرد هو جوهر شخصيته. إنه يؤثر في كل جوانب السلوك الإنساني، القدرة على التعلم، والقدرة على النمو والتغير، واختيار الأصدقاء، والرفقاء، والمهنة. وليس من قبيل المبالغة أن نقول إن صورة الذات القوية الإيجابية هي أفضل إعداد ممكن للنجاح في الحياة. عليك أن تتقبل ذاتك قبل أن تتمكن -بحقٍّ- من حب أي شخص آخر، أو قبل أن تتمكن من قبول حقيقة أنك تستحق النجاح والسعادة. إن التحفيز، ووضع الأهداف، والتفكير الإيجابي... إلخ؛ جميعها أشياء لن تفيدك إلى أن تتقبل نفسك. من المحتم عليك أن تشعر أنك تستحق النجاح والسعادة قبل أن تتمكن من تحقيق تلك الأشياء. فالشخص الذي لديه صورة سيئة عن ذاته يستطيع بسهولة أن يرى كيف أن التحفيز ووضع الأهداف و..... إلخ؛ هي أشياء تفيد الآخرين وتفلح معهم، ولكن ليس معه هو.
ملاحظة هامة جداً : نحن هنا -بالتأكيد- نعني القبول الصحي للذات ولا نعني العجرفة والتكبر، من قبيل "أنا أعظم الناس". فمن بين الأمراض المعروفة للبشر، يعد العجب والكبر أسوأها على الإطلاق. وفي الحقيقة فإن الشخص المتعجرف والمتكبر هو شخص يعاني صورةَ ذات سيئة إلى حد بعيد.
 

الصفحات