كتاب مسرحيتان " سيد الغار وجوز بلا لب " ، تأليف حازم قاسم حسن ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب مسرحيتان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
يتوقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وسط بقعة النور بعد أن اختفى... ولم يكن قد لاحظ أن نور الأمس قد ولى وان هذه الظلمة ستلد نوراً في الغد. نظر النبي إلى الأعلى... شعر انه لا يستطيع أن يجيب على كل هذه الأسئلة ... وان عليه أن يعرف الإجابة، لمن تراه سيذهب حتى يجد الجواب؟ لا يعرف من يجيبه.. جلس النبي من غير أن يتكلم... أخذ حجراً من على الأرض ورماه إلى الأعلى .. فنزل معه حجراً كبيراً .. صار الحجران تابع ومتبوع... اعتقد أن الحجران يمثلان حلالً له... غير أنهما لم يوحيا له بشيء. شعر ببرد خفيف. شعر بنسمة باردة تأتي إليه من داخل الغار... نظر لم يجد شيء. كانت النملة تراقبه وكان معها عشرة من أخواتها... صرن يرقبن منذ أيام وقوف النبي الأكرم في هذا المكان... كانت النملة تعرف أن هذا الرجل لي برجلاً عادياً فهو ليس كالرجال الآخرين ... فيه نور لم تآلفه النمل إلا في حديث أجدادها عن الملك سليمان الحكيم... يا ترى هل هو خليفة النبي سليمان الحكيم؟ قالت كبراهن:
نملة 1 : هل ترون يا أخوتي أن هذا الرجل نفساً لا يملكه أياً من الرجال؟
نملة 2 : انه كما قص علينا أجدادنا، يشبه ذلك الملك الحكيم... هل هو من يخلفه وسيحكم هذا الكون؟ هل سيصلح الله الكون من جديد؟
نملة 3 : لو كان كذلك فنحن نشهد على إن هذا الرجل خير من يخلف النبي الحكيم... فأن جلوسه وحيداً يعني إن له عقلاً رشيداً... وان ابتعاده عن الناس يعني إن ما قلبه لا ينزل على ما يشغل الناس... وحيث أن الناس انشغلوا بالمعاصي والكبائر فإذن إن هذا الرجل صالحاً.
نملة 4 : هل تؤمنوا بهذا الرجل؟
نملة 5 : نعم أني اؤمن به نبياً وهو نبي. وأعلم إن الأنبياء لا يولون النبوة إلا رجالاً، وعليه فان هذا الرجل إذا كان نبياً فسيبعثه الله لما يبلغ مبلغ الرجال وسينزل عليه الوحي.
نملة 6 : وهل سيكون لنا منه خبراً؟
نملة 7 : لا نعلم، الأنبياء يبعثون على ثلاث: على شعب أو أمة أو الكون بأسره، ولا نعلم أن الرجل سيبعث إلى العرب أم الجزيرة أو الكون كله. وعلى العموم فنحن منهم، عرباً ومن سكان الجزيرة، إما لو بعث للكون فنحن اصغر مخلوقاته. ونحن له طائعين.
نملة 8 : انظروا انه يقف، استمعوا له.
نملة 9 : بل انه يخرج... سيمر من فوقنا...
نملة 10 : لا تخافوا... موتوا تحت أقدام النبي خير لكم من أن تموتوا تحت الحجارة... واعلموا لو انه نبي لن يقتلكم ولو فعل وداس عليكم خطأ، فهذا من اجل الخير...
وقف النبي وتوجه إلى مساره خارج الغار... ولم يجد في هذا اليوم أي حلاً لأي سؤال... ترى هل سيعود؟ كانت النملات تتمنى أن يعود...


