كتاب " حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء " ، تأليف جون . سز ولينكسون ، ترجمة مجدي عبد الكريم ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء
وكان التحايل البريطاني في تفسير معاهدة 1913 حتى لا يمتد ابن سعود إلي ما يسمي البحرين الكبير "البحرين" وأن إنطلقت بريطانيا في موضع أخر وبادعاء ما يسمي امتيارزات حكومة صاحبة الجلالة أن مدت سلطة ابن سعود إلي المناطق الجنوبية الشرقية ـ عدا قطر ـ وحرمت بالكامل أي حقوق وهكذا ابطلت معاهدة 1913 أي ادعاءات لابن سعود تتجاوز الخط الأزرق، فإن معاهدة سنة 1914 أبطلت أي مطالبة وادعاءات له في اليمن.
ورغم أن ابن سعود...شأنه في ذلك شأن إمام اليمن لم يكن يعترف بالمعاهدتين أو الإتفاقيتين سالفة الذكر ويحتكم إلي ما يعرف "بشرعية وحقوق الآباء والأجداد" إلا أن اتفاقية مارس سنة 1915 أبطلت أي ادعاءات لابن سعود خارج ووراء الخط الأزرق. ثم عادو سنة 1949 وأصر علي حقوقه السابقة...
والكتاب وأن كان مختصاً بالأوضاع الحدودية الا ونزاعات الحدود إلا أنه يفرد جزءاً كبيراً منه لنشأة الدولة السعودية وأن كان في سياق الادعاءات السعودية للتوسع خارج وسط الجزيرة العربية ...نجد... تحديداً وهي المنطقة التي انطلقت منها الحركة الوهبية وتمركزت فيها النشأة الأولي والثانية للدولة السعودية.. وكذلك الدولة الثالثة.. ولكن سرعان ما حاولت الوهابية وفي غمار شعارات الإصلاح الديني وشمولية القيم والأهداف التي تسعي إليها حاولت تكون دولة، أو بالأدق إمبراطورية ممتدة الأطراف لا تكتفي فقط بنجد وماحولها.
بيد أن هناك ظروفاً وملابسات حالت دون استمرار الدولتين الأولي والثانية أما الثالثة فقدر لها الاستمرار منذ أن نشأت علي يد عبد العزيز بعد معاودته فتح الرياض سنة 1902 والقضاء علي نفوذ آل راشد بها .. وتطورت حتى صارت ما يعرف اليوم علي المسرح السياسي الدولي... بالمملكة العربية السعودية.. والتي يحكمها خلفاء عبد العزيز من أبنائه واحد تلو الآخر. ولعل أهم، ما ورد في هذا السياق ...هو إصدار ايام أجداده وأن هناك اتفاقاً لعلاقات الصداقة بينهما تحقق بين (بلي وفيصل بن تركي) ويهتم الكتاب بهذا الأمر ويحاول الاستناذ إلأي الوثائق وأرشيف الخارجية البريطانية للتحقق من صحة زعم بن سعود.
وكان ذلك مدخلا لدراسة العلاقات البريطانية مع آل سعود والدولة السعودية الثالثة بكل تعقيداتها قبل وبعد الحرب العالمية الأولي. وتبرز قصة الصراع السعودي مع اليمن حول الحدود واستيلاء ابت سعود علي عسير ونشوب الحرب بين اليمن والسعودية سنة 1930 ـ 1931 حتى كانت اتفاقية الطائف والتي تم الاتفاق فيها علي وقف الحرب واعتراف كلا الشيخين بالحدود بينهما إلا أن ابن سعود قد كسب من هذه الجولة قطاعاً لا بأس به من عسير، وعند عملية الترسيم الفعلي علي الأرض كان ابن سعود جائراً وتحديد فيما أكثر مما هو متفق عليه وبقي "الحد الشرقي" بين اليمن والسعودية غير محدد فاتحاً الباب لمزيد من الصراعات مستقبلاً لغياب مثل هذا التحديد وقد يمتد ليشمل عدن في منطقة مشتركة بين الثلاث دول تسمي.. منطقة الريان.
وتزايدت النزاعات الحدودية.. موضوع الكتاب .. في علاقتها بالدور البريطاني والخط الأزرق في غمار تطور المصالح البريطانية في الجزيرة العربية وخاصة جزءها الشرقي مع اكتشاف النفط في البحرين في نهاية مايو سنة 1932 وبذلك دخلت المسألة الحدودية والنزاعات حولها منطقاً جديداً. فهذه المرة لم تكن القضية ـ تجارة ونفوذاً ـ وتأمين ملاحة بحرية.. بقدر ما كانت الطاقة وأهميتها.. التي يدركها الغرب في حينه جيداً.. وصارت للرمال والصحاري معني.. واستبقت الشركات للحصول علي الامتيازات في تلك المنطقة العائمة علي كنوز النفط.
وتبرز أسماء شركات أرامكو ـ كاليفورنيا ستاندار أويل ـ شركة بترول فارس ـ شكرة بترول العراق.. وكلها حينما راحت تتسابق للحصول علي الامتيازات برزت أمامها الحدود في مواقع بحثها.. واحتكمت إلي الخرائط...التي كان لبييرسي كوكس "الموفض البريطاني" في الخليج فضل التأثير عليها بقلمه كما ذكرنا محدداً الخطوط وموزعاً الكيانات السياسية المتقطعة.. وثارت مشكلات و مواجهات.. وعقدت مفاوضات للتوصل إلي حلول لتلك المشكلات.. ولعل أبرز ما أشار إليه الكتاب.. هو الدور البريطاني في تعقيد عملية الحدود مما جعلها بؤرة ذات طاقة كامنة للنزاع بين الأطراف المختلفة نتيجة التدخل القاسي في رسم الحدود عبر رمال الصحراء.. وإقامة مشيخات "دول" أو إمارات.. لم تعرف من ذي قبل أي معان للحدود السياسية أو الجغرافية.. وكانت الشرعية الوحيدة المعترف بها شرعية الإنتماء القبلي فحسب...