كتاب " حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء " ، تأليف جون . سز ولينكسون ، ترجمة مجدي عبد الكريم ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء
الظاهرة الوهابية
الإمبراطورية الوهابية الأولي
لم يكن ثمة شيء في الوضع الإقليمي لنجد ينبئ أنها ستصبح قلب الدولة الجديدة.. المملكة العربية السعودية.. وهذا ما دفع كذلك إلي القول أن الدولة التي تكونت في الجزيرة العربية إنما قامت علي بعض مصادر الثروات الطبيعية الموجودة في الحجاز، واليمن وعمان وأحياناً البحرين.. أما أن تصبح الدولة البازغة قادمة من قلب صحراء الجزيرة العربية فإنها اعتمدت علي شيء آخر.. الإيمان.. أي حملة الإصلاح الديني التي قادها محمد بن عبد الوهاب.
هذا بخلاف أن نجد ذاتها لم تكن موحدة أو متجانسة إقليمياً.. حتى أن ذلك تطلب من آل سعود 40 عاماَ حتى تمكنوا من إخضاع المناطق المتنافسة والمتصارعة شيئاً ما .. وبعد سنة 1744 حين تعهد أمير الدرعية تقديم المساعدة للسلطة الجديدة.. وهذا الوضع التنافسي في نجد استنفذ طقة الوهابية وآل سعود في محاولات فتح وضم المناطق الموزعة في نجد مثل الوشم ـ السدير والتقيم.. الخ. أو حتي بعض المراكز المستقلة مثل الرياض والدرعية. حتى يمكن إخضاعها لسطةٍَ موحدة. وهذا يخالف كثيراً الطريق الذي سلكه الأمام أحمد بن سعيد ـ إمام عمان ـ في نفس الفترة تقريباً.. وطرد الفرس وإعادة بناء بلاده كقوة سائدة في الخليج وسيطرة علي التجارة.. في المحيط الهندي.
وهكذا فإن الدولة السعودية في وسط الجزيرة العربية افتقرت إلي الأسس والدعائم وحتى الطاقة التكاثرية كانت علي وشك أن تلعب دوراً مفجراً للخصومات والنزاعات الأسرية التي أحدقت بالدولة الوهابية.. كما حدث مع أسرة آل راشد الأتية من منطقة جبال شمر شمالي القصيم، والحرب الأهلية التي أدت إلي سقوط الدولة السعودية الثانية بعد عام 1871. وقد استثمر محمد بن عبد الله بن راشد الأوضاع التي أرساها والده ليصبح القوة المهيمنة في وسط الجزيرة العربية.. وبعد أن استدرت الحرب آل سعود مع حلف بن راشد. وأن لم يستمر هذا الوضع في سنة 1921 حين أخضعت قوات آل سعود حلف آل راشج لسلطانهم نهائياً. بعد أن وحد آل سعود قوتهم.
وتصرف الوهابيون.. في تلك المرحلة.. علي نحو مدمر وقاسٍ.. وأصبح سعود(1) قادراً علي تحويل اهتماماته إلي الأطراف.. وهذا ما سندرسه في موضع آخر. وتعرَّرف ابن سعود علي نحو نسبة كثيراً ما حدث في السنوات الأخيرة في القرن الثامن عشر.. علي عهد الدولة الوهابية الأولي.. حيث طرد آل سعود بن خالد في البحرين الكبير (شمال شرقي الجزيرة العربية).. وهددت عمان مع بداية القرن التاسع عشر وكانت تلك المرة الأولي والوحيدة حتى بدأت أرامكو التنقيب عن النفط في الربع الخالي بعد الحرب العالمية الثانية.
وأقامت بذلك وجوداً في جنوب الجزيرة العربية.
وفي عام 1850 استولي آل سعود علي المدن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.. وبسط آل سعود نفوذهم علي مجمل الجزيرة العربية فيما عدا مناطق القلب في اليمن.
ومن المفيد.. أن نلاحظ أن صاحب (لمع الشهاب). والمعاصر لآل سعود في تلك الأثناء والمعاصر أيضاً لما قبل ظهور البحرين الكبير قد أورد بعض المؤشرات التي لا تحمل بذاتها أي دلالات إلا أنها يمكن أن تكون ذات أهمية شديدة عند تحديد الفوائض والعوائد المستخرجة من سكان تلك المناطق كانت عوائد اليمن 270 ألف ريال(2) (ضمنها 120 ألف ريال من القواسم).