أنت هنا

قراءة كتاب حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء

حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء

كتاب " حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء " ، تأليف جون . سز ولينكسون ، ترجمة مجدي عبد الكريم ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 9

الإمبراطورية الثانية

طرد تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الحامية المصرية بالرياض في سنة 1824. وبعدها بقليل استطاع القضاء علي بني خالد، والذين نجحوا في تحقيق درجة من التجانس والتوحيد في الإحساء إبان أفول الوهابية.

وقد قاد ذلك إلي التنافس من أجل الاستيلاء علي المناطق الساحلية مع حاكم البحرين والذي كان يلقي المساعدة في تحقيق مسعاه من أجل السيطرة أيضاً من بين آل سعود أنفسهم.. وأخيراً ظهر فيصل بن تركي كأمير وقائد من بين آل سعود.

وعمل علي توحيد طاقته في توطيد وتأكيد السيادة الوهابية ومرة أخرى أصبح آل سعود القوة المهيمنة في الجزيرة العربية.. وأستأنف شيخ البحرين وأبو ظبي والقواسم وسلطان مسقط دفع الزكاة بانتظام إلي الأمير الوهابي.

وكان الوالي المصري,, مصراً علي ادعاءاته ومطالبة في السيادة العثمانية علي المنطقة.. وأرسل حملة من الحجاز للمعاونة في دعم أحد العناصر المناوئه والمنافسة لآل سعود في نجد. وبعدها أسر فيصل علي يد القائد المصرى خورشيد باشا. بطل الادعاء الوهابي وبدأ خورشيد في نصب المكائد حتي يحصل علي تسليم وإذعان البحرين.. وحتى عمان أيضاً...وعندئذ قررت بريطانيا التحرك بوضوح لاحباط الاطماع المصرية ـ التركية.

ولذلك.. زار الكابتن هامرتون... بوريمى عام 1840.. وكان أول أوربي يقوم بذلك.

وعملت بريطانيا وبكل نفور في الجنوب الغربي من الجزيرة العربية ومدت نفوذها والمعتمد علي قوتها، إلي المناطق الداخلية من عدن.. وأدى انهيار امبراطورية محمد علي سنة 1840 إلي انسحاب المصريين من نجد.. ولو أن الباب العالي تمسك بالإبقاء علي سيادته في المنطقة.

في عام 1834. هرب فيصل بن تركي من مصر حيث ظل سجيناً منذ أن أَسَرة خورشيد باشا منذ خمس سنوات مضت... وأزاح فيصل عبد الله بن توينان ليعيد تأكيد سلطته علي نجد، ومرة أخرى أخضع الإحساء لسيطرته. وتعامل مع البحرانيين في القطيف.. وجهز حملة وسيّرها إلي عُمان.

وكانت بريطانيا قد استعدت لمواجهة النفوذ والتهديد المصري في بوريمي... لكن لم تفعل ذلك مع فيصل.. وأنها عادت إلي تأكيد سياساتها القديمة.. وهي ترك الداخل وشئونه لحيل وتدابير فيصل. ولكن غارات الوهابية باتجاه الساحل، بعد إحتلال بوريمي سنة 1845 أدى إلي نشر قوات الأسطول الإنجليزي.

وجرى تبادل رسائل بين هامة بين الوهابي و الوكيل السياسي المقيم وطلب فيصل فيها ضرورة استمرار دفع الزكاة التي كان يدفعها السلطان لأجداده وأبيه سعود، وعبد الله بن سعود ووالده تركي. وكتب فيصل خطاباً بهذا المعني في 16 يوليو سنة 1845 جاء فيه [من الضروري استعادة السلطة والسيطرة علي كل أولئك الذين امتنعوا عن دفع الزكاة والخراج.. وبالنسبة إلي البحر حيث متبوعات التاج البريطاني وقد عقدنا العزم أن نتجنب كل الأشياء التي من شأنها إزعاجهم ومضايقتهم من واقع الاتصالات في الماضي والصداقة في المستقبل].

وتوصل القويني حاكم عمان وباسم والده السيد/ سعيد المقيم في زنجبار إلأي اتفاق حول دفع الزكاة، فعل محمد بن خليفة حاكم البحرين نفس الشئ.. وكان فيصل لا يزال يواجه مشكلات في الداخل مع شريف مكة.. وكان الشريف تابعاً للدولة العثمانية، وحاول فيصل لذلك تجنب المأزق معها بإثارة إنكاره للمطالب والإدعاءات التركية ـ المصرية في السيادة.

وعندما بدأ الأتراك محاولة بسط سيطرتهم علي الحجاز، كان فيصل مشغولاً بتوطيد دعائم دولته في شرق الجزيرة، وقعت غزوة بقيادة محمد بن آل عون شريف مكه.. وتوصل فيصل إلي تسوية للأمر في سنة 1847، ووافق علي دفع الجزية المنتظمة بواقع عشرة الآف ريال... علي أن يحول هذا المبلغ إلي الأتراك ولابن عون.

وتورد بعض المؤشرات أن الجزية قد تضاعفت خلال العامين التاليين وواجه فيصل مشكلات في دفع المبالغ المطلوبة منه.

الصفحات