كتاب " الأوركيديا " ، تأليف علياء بيضون ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب الأوركيديا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الفصل الثالث
لقد كان آدم متحمساً جداً وهو يقرأ دفاتر نادر، ليتعرف إلى أفكاره الشخصية. وبعد ساعة من الوقت كان التأثر بادياً على وجهه، إذ لم يتصور أن نادراً كان بهذه التعاسة. كانت كل الأشعار والخواطر يائسة وسوداوية جداً. ومنها:
«لم تعد الأرض تستطيع حملي فحزني يزيد أطناناً.
كثرة الاحساس تقودك إلى فقدانه.
ليتنا نستطيع الاختفاء دون أن نجرح الأحباء.
اليوم يمضي وبكائي لا يشفي،
حتى الشمس سئمتني وحجبت شعاعها عني.
زحمة أفكاري لا تجعلني ألاحظ أي منظر جميل أمامي.
فكري مليء بالسموم، مما جعل دموعي تساكنها الهموم.
تحليلي بسيط ولكنهم يشعرونني إنني غريب.
ولو لبضع ثوانٍ، التدخين ينسيني آلامي.»
من كتاباته أيضاً:
«الجميع يتهمني بالغرور ولكن الحقيقة التي لا يعلمها أحد، أنني أحاول السيطرة على الوحش الذي يسكنني، ذلك الوحش البشع الممتلىء بالحقد لا يكف عن جلدي يومياً. لقد فقدت الشعور بالخوف من الموت، بل أصبحت أتمناه الآن مما جعل مشاعري مجردة من الإحساس. هذه الحياة لم تعد بالنسبة إليّ حياةً بل نفقاً مظلماً لا ينتهي...»
كتب نادر قصائد عدة عن التدخين، فهو ملاذه الوحيد. كان يحب منظر الدخان المتصاعد، إذ يرى فيه أشكالاً عدة ويغوص في تلك الأشكال ويتخيلها كهمومه التي ينفثها. بدأ آدم يشعر أن نادراً لربما قد انتحر، ولكن كان عليه وضع جميع الاحتمالات أمامه، فهو شاب يحظى بنجاح كبير منذ سن التاسعة عشرة وبالطبع لديه الكثير من المنافسين.
ولكن كان من دون ريب وحيداً وانطوائياً، بالرغم من شهرته الواسعة:
«التدخين يحررني من ذاتي
صديقي الوحيد الذي يخفف أعبائي
يفهمني ولا يبالي بأخطائي
أهرب إليه فأتخفف من سخطي ومعاناتي.»