قراءة كتاب حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي

حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي

كتاب " حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي " ، تأليف الاب يواكيم مبارك ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

وضمن إطار ولائه الكامل لكنيسة روما، فإنَّه كان يحثها باستمرار على الانفتاح على سائر الكنائس الشرقية، كما وعلى المسلمين. وكان حريصاً على الحفاظ على التقاليد الشرقية الخاصة الإنطاكية الجذور، أمام كنيسة روما. وقد كرَّس العقد الأخير من حياته إلى إقناع كلٍّ من كنيسة روما والبطريركية المارونية بضرورة انعقاد مجمع ماروني ينظر في كل القضايا والتحديات التي تواجهها الكنيسة المارونية في العصر الحديث، خصوصاً بعد أن انقضى قرنان ونصف منذ آخر مجمع للكنيسة المارونية الذي انعقد في اللويْزة عام 1736 . وهو المجمع الذي دبَّ فيه الخلاف بين أنصار لتْيَنة ( latinisation ) الكنيسة (أيْ جعل طقوس الكنيسة متشابهة تماماً مع طقوس الكنيسة الرومانية) و أنصار التمسك بالطقوس على الطريقة السريانية.

وقد كان الأب مبارك يتألَّم من تدهور أوضاع الكنيسة المارونية ومن فقدانها الدور المعنوي والأخلاقي والروحي الذي تميَّزت به في عصورها الذهبية، والتي كانت عنصراً من عناصر مجد تاريخ جبل لبنان. ولقد كان يصرّ على أن ينعقد مثل هذا المجمع لترتيب البيت قبل أن تبادر كنيسة روما إلى عقد سينودس للموارنة في روما. وقد تعب الأب مبارك وأنهك صحته عندما أتى إلى لبنان وعمل في البطريركية المارونية لتحضير هذا المجمع. وقد أصابته خيبة أمل كبيرة عندما تأخر انعقاد المجمع الماروني في لبنان لسبب إعطاء الأولوية إلى انعقاد سينودس ماروني في روما. فعاد حينئذٍ إلى فرنسا حيث توفي بعد سنين معدودة، ولم يشهد مداولات المجمع الماروني الذي انعقد في لبنان بين عاميْ 2003 و 2005 بعد انعقاد السينودس الماروني في روما عام 1997 . وقد كان للأعمال التحضيرية لهذا المجمع التي قام بها الأب مبارك أثر كبير على مداولات المجمع وبعض أوراقه.

إنَّ هذا الكتاب، كما ذكرت، لا يجمع إلا القليل من فكر الأب مبارك (1) لكيْ يتمكَّن القارئ اللبناني وكذلك العربي من بدء التعرّف على غنى فكره وأبحاثه ونظرته الممتلئة بالحب والتعاطف للشرق العربي وللعُرْبة (2) وللبنان وفلسطين والطموح في نهضة هذه المجتمعات التي لعبت دوراً هاماً في التاريخ الإنساني.

إنَّ الأب مبارك حقاً معلّم وموسوعي، إذ إنَّ جميع دراساته وأبحاثه تجمع بين علم اللاهوت وعلم التاريخ وعلم الاجتماع وعلم السياسة. لذلك فإنَّ هذا الفكر يصيب دائماً في وصفه الدقيق لحقيقة المشاكل التي تفجِّر النزاعات الحديثة في الشرق الأوسط وتوظَّف أديانه فيها، كما هو فكر تفكيكي لكل المواقف المتصلِّبة والمتعصِّبة والمنافية لمبادئ الأخلاق الوضعية وطوائفه ومذاهبه الدينية في آنٍ معاً.

إننا نأمل مستقبلاً أن تتمّ ترجمة المزيد من نصوص الأب مبارك وربما جمع النصوص المكتوبة أصلاً باللغة العربية.

ولا بدّ هنا من شكر السيدة سلام دياب، مديرة تعليم اللغة العربية في مدينة ليون التي تطوَّعت في ترجمة النصوص التي اختيرَت في هذا الكتاب.

الصفحات