كتاب " حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي " ، تأليف الاب يواكيم مبارك ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي
4 . جملة اقتراحات
كما ترون ، لقد وفيت بوعدي . إن تركت جانبا ً أحيانا ً عمق المدى التاريخي لاعتبارات الأوضاع الراهنة ، فإني لم أقم بها إلا على شكل اقتراحات طوباوية الطابع لا بد ّ للبعض أنه سيتكر َّ م بالقول بأنها م ُ بهمة بقدر ما هي سامية نبيلة .
ولكن مع هذا ، إن ألح البعض علي ّ بتنفيذ المساعي الثلاثة التي وضعت ُ صيغها الأولية، وأن أضع اليوطوبيا على محك التجربة اليومية ، فإني أ ُ ذعن لهذا الطلب بكل رغبة وطيبة خاطر تاركا ً على الهيئة المنظ ِّ مة لهذا اللقاء مشاريع ثلاثة قيد الإعداد ، إضافة إلى مشروع رابع لم ينته ِ كليا ً أهديه بشكل خاص إلى أصدقائي الفرنسيين الحاضرين بيننا .
4 . 1 فيما يتعلق بالعودة إلى الكنيسة الإنطاكية ، لقد أسهمت في إطلاق المطالبة بإقامة مجمع إحياء تحديثي للكنيسة المارونية . إلا أني أرى حاليا ً ضرورة تنظيم مجمع إنطاكي يلب ّ ي أمنية غبطة البطريرك أغناطيوس هزيم التي أعرب عنها منذ حوالى عقدين . لقد تشاورنا حديثا ً، موارنة وأرثوذكس ، بشأن هذا الموضوع ، واجتمعنا سويا ً مع سيادة المطران جورج خضر بضيافة السيد غسان التويني . خلال هذا الاجتماع ، أ ُ تيح لي أن أعرض فكرة عقد مجمع رعوي إنطاكي عند الدخول في العام 2000 . وأقصد بالمجمع الرعوي مجمعا ً لا يكون عقائديا ً ولا كنسيا ً، بل يطرح تعليما ً دينيا ً مشتركا ً قائما ً على أساس الاهتداء الروحي العميق ، ويصوغ صلاة مشتركة ومصالح ت ُ لزمنا العمل سوية على تحرير الإنسان في ديارنا وتأمين تقدمه .
4 . 2 أما فيما يتعلق بإعادة بناء لبنان ، منكم من يعرف أني أوصي بعقد مؤتمر لبناني للسلام في باريس ، مع العلم أنني سأكون أول من يبتهج لرؤية مؤتمر وطني ينعقد في لبنان . ولكن حتى لو حصل ، لا أثق في أن ينعقد المؤتمر في ظروف توفر حرية واستقلالية جميع اللبنانيين الذين يريدون سوية بناء لبنان . وإني لا أزال أظن أن مؤتمرا ً لبنانيا ً للسلام ، يتقدم مؤتمرا ً عن الشرق الأوسط ويمه ّ د له دون أن يرتبط به ، لن يتمكن ، في حال انعقاده في غير مدينة باريس ، من بلورة إجماع وطني على نطاق واسع ، ومن جعل هذا الإجماع يحظى بدعم دولي يحتاج إليه على المستوى الدبلوماسي والإعلامي .
4 . 3 أخيرا ً، فيما يتعلق بإحياء النهضة العربية ، فإني أظن أن باريس هي مرة جديدة أنسب مكان لاستقطاب أعمال مؤسسة ( Fondation ) ت ُ كرس من أجل التنمية العربية للثقافة ، وتأخذ في الاعتبار التراث الإنطاكي بكل أهميته بهدف إحيائه . لكن أيا ً كان مقر هذه المؤسسة ، فإنه في باريس قد سبق واتخذ العرب والمسيحيون والمسلمون مبادرات عديدة في مجال الصحافة والنشر . فهي إذا ً ، محور استقطاب مميز يجمع حوله كل من يريد إعادة النظر في النهضة العربية وإعطاءها وسائل تنعشها يوم تزول ح ُ مي ّ ات التعصب . من ناحية أخرى ، مع كل التقدير الذي أكنه لمؤسسات مثل مكتب الجامعة العربية ومعهد العالم العربي ومؤسسات أخرى على غرار اليونسكو أو وكالة التعاون ، فإنه من البديهي أن المؤسسة التي أتطلع إليها لا بد ّ من أن تكون مؤسسة مستقلة كل الاستقلال عن الدول ، تكفل مستواها مكانة المراجع الدينية والأخلاقية التي قد تقدم على رعايتها ، ونزاهة الأشخاص الذين قد يقبلون على تمويلها ، ومنزلة النخبة المثقفة التي تسهر على وضعها قيد العمل والتنفيذ .