كناب " التعليم البنائي والتحصيل المعرفي والحركي للمهارات الحركية بكرة القدم " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب التعليم البنائي والتحصيل المعرفي والحركي للمهارات الحركية بكرة القدم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

التعليم البنائي والتحصيل المعرفي والحركي للمهارات الحركية بكرة القدم
"وتعد عملية التعليم بشكل عام من أهم العمليات التربوية التي تحتاج إلى التخطيط العلمي السليم لكي تصل الى أهدافها، وهي توصيل المعلومات إلى المتعلم بأفضل أسلوب ممكن، ويعتمد التعلم الحركي على مدى فاعلية الأساليب المستخدمة في تعليم المهارات الحركية للوصول إلى المستوى المقبول في الأداء ضمن الوقت المحدد لها، مما دفع العاملين في مجال التعلم الحركي إلى البحث عن افضل الأساليب التعليمية الحديثة في تحقيق هدف تعلم المهارات الحركية"([2](.
إن" الوحدة التعليمية التي تحتوي على عدد من التمارين لابد أن تتم بوضع برنامج علمي مقنن لتطبيقها وممارستها من حيث تسلسل التمارين وطرق تنفيذها وتكراراتها وأوقات العمل والراحة فيها، لكي يمارسها المتعلمين بدافعية ونشاط أكثر مما هي عليه، وأن لا يتم إستخدامها بشكل رتيب بحيث يبعث الملل في نفوس المتعلمين، إذ إن الأسلوب العلمي الحديث الذي ينادي به خبراء التعلم الحركي وطرائق التدريس هو الدعوة إلى التنويع في الأساليب والطرائق التعليمية والتدريسية "([3]( لذا ظهرت العديد من الوسائل الجديدة والحديثة التي يمكن من خلالها دفع العملية التعليمية والتدريبية التي يمثل كل منها مضموناً ومحتوىً تطبيقياً لنظرية من نظريات التعلم الحركي الكثيرة والمتنوعة.
وقد قام الباحث بإجراء التداخل بين هذه الأساليب للخروج بأساليب جديدة إذ إن التداخل هو"عبارة عن إندماج في أسلوبين أو اكثر من أساليب التمرين بحيث تظهر على شكل أسلوب واحد هدفه الوصول إلى تحقيق أفضل تعلم "([4]).
وجدولة التمرين هي إحدى هذه الوسائل التي لاقت الإهتمام من قبل المعنيين بالعملية التعليمية لأنها تسهم بشكل إيجابي في تحقيق التنوع في التمارين المستخدمة وأساليب تنفيذها و تسهيل عملية التعلم " ففضلاً عن الطرائق الخاصة بالتعلم وهي الجزئية والكلية والمختلطة، فقد برزت أساليب تعليمية جديدة تطبق داخل التمرين لغرض تطوير التعلم وتحسين الأداء، ومن ضمنها الأسلوب المتسلسل والعشوائي، والموزع والمكثف، والثابت والمتغير وغيرها من الأساليب([5]) "([6]).
وتعد كرة القدم إحدى الألعاب الجماعية التي تتطلب تعلم المهارات الحركية وإتقانها بحيث تساعد على تطبيق الأمور الفنية وتنفيذ الواجبات المطلوبة لإستخدامها بشكل صحيح والأقتصاد بالجهد، ويحتاج التعلم الصحيح الى التكرار و الممارسة بأساليب منتظمة حتى تصبح المهارة نمطا من أنماط السلوك الحركي الذي يظهر لدى المتعلم بشكل تلقائي بكفاية وسهولة، مما دفع الكثير من الباحثين الى القيام بالبحوث والدراسات لإيجاد أفضل وأنسب الطرائق للنهوض بها والوصول إلى أفضل المستويات.
ومادة كرة القدم هي إحدى المواد التي تتضمنها مناهج كليات التربية الرياضية وأقسامها، والتي تشتمل على عدد من المهارات الحركية التي ينبغي على الطالب أن يتعلمها ويتقنها بشكل جيد بغية رفع المستوى الرياضي وإعداد الكوادر العلمية، ولتحقيق ذلك الأمر لابد من الإعتماد على الخبراء والمختصين في وضع البرامج التعليمية والتدريبية بصورة مقنعة معتمدةً على الأسلوب العلمي في تخطيطها وتنفيذها من أجل رفع المستوى وضمان تحقيق الأهداف التعليمية.
لذا يمكن النظر في أهمية البحث من خلال إسهامه في تزويد مدرسي التربية الرياضية بنموذج التعلم البنائي الذي قد يساعدهم في زيادة التحصيل المعرفي والمهاري لطلبتهم، فضلا عن تطوير نماذج وطرائق التعلم لما ينادي به المربون في الوقت الحاضر من ضرورة تقديم المادة الدراسية بمداخل تدريسية جيدة وحديثة تؤكد التفاعل بين المتعلمين من جهة والمعلم والمتعلم من جهة أخرى ، ويكون للطالب دور ايجابي في العملية التعليمية، وقد أسهم البحث في ذلك من خلال أقران التعلم البنائي بعدد من أساليب جدولة الممارسة، كما يعين طلاب عينة البحث في إكتساب بعض الجوانب المعرفية والمهارية بكرة القدم من خلال مراحل (الدعوة والاستكشاف واقتراح الحلول وتفسيرها واتخاذ القرار وتطبيقه وفق جدولة الممارسة) وما يتوفر لديهم من معلومات تخص المهارات الجديدة.