أنت هنا

قراءة كتاب شعر الرثاء في عصر ملوك الطوائف في الأندلس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعر الرثاء في عصر ملوك الطوائف في الأندلس

شعر الرثاء في عصر ملوك الطوائف في الأندلس

كتاب " شعر الرثاء في عصر ملوك الطوائف في الأندلس " ، تأليف عبد اللطيف عيسى ، والذي صدر عن

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 4

المقدمــة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله أجمعين وبعد:

فقد زادت الحاجة في السنوات الأخيرة إلى دراسة الحركة الأدبيالخضم، أندلس بعد أن أعرض كثير من الباحثين العرب عن الولوج في بحرها الخضم، بحجة كونها امتدادا ًللأدب المشرقي. ولم يمنعنا هذا من دراسة الأدب الأندلسي، لإبراز ما يتسم به من جوانب مشرقة، ولأن أدب الأمة كل لا يتجزأ، ولكن يتأثر ببيئته، فلابد أن يتميز الأدب الأندلسي عن الأدب المشرقي ببعض الخصائص والمميزات.

ومن هنا وقع اختياري على دراسة أدبية لجانب من الشعر الأندلسي بعد أن وجدت بين الموضوعات الأندلسية المعتمد في قسم اللغة العربية موضوع الرثاء، إضافة إلى ما أشار علي ًّ به الدكتور محسن جمال الدين باختيار فن الرثاء في عصر ملوك الطوائف، وبعد التداول مع الدكتور حكمة علي الأوسي أستاذ الأدب الأندلسي في القسم استقر الرأي على دراسة شعر الرثاء في عصر ملوك الطوائف؛ لتكامل الشخصية الأدبية للشاعر الأندلسي وظهور شعراء كبار تأثروا بالأحداث المأساوية التي مرت بها الأندلس، زد على ذلك أن مراثي هذا العصر من المصادر المهمة لدراسة الحياة الاجتماعية وتفهم حجم معاناة الشاعر الأندلسي في مأساة وطنه وشعبه وما ظهر في شعر رثاء المدن من تحذيرات واضحة ودلالات قاطعة على حجم الخطر الداهم على الوجه والكيان العربي الإسلامي.

ولا أخفي أن هذا الجانب العاطفي المتغلغل في كياني من بين الأسباب القوية التي دفعتني إلى هذه الدراسة، حين تقدمت إليها في هذه المرحلة الدراسية، ولقيت التشجيع من أستاذي الفاضل فشرعت في الكتاب بعد أن توكلت على الله راجياً منه التوفيق والسداد، لأن يكون جهدي خالصا لوجه الله تعالى.

وقد صادفتني صعوبات جمة، لا أرى موجبا – هنا – لذكرها، لأن الكتاب يتحمل هو وحده العبء فيما تطمح إليه نفسه.

وكنت أهدف من دراستي هذه إلى تقديم صورة ناصحة وثمانينل وجداني الأصيل لقصائد الرثاء المتناثرة في بطون المظان الأدبية، وجمع هذه المراثي لإبراز مواضع الإبداع فيها بعد أن وصم الأدب الأندلسي بالتقليد المطلق ومحاولة مناقشة وجه النظر هذه التي علقت بأذهان باحثينا الأجلاء سنوات طويلة وكان الشعر مادة دراستي، مما دفعني إلى الرجوع إلى أهم مصدر أدبي أحاط بعصر الطوائف هو كتاب الذخيرة لأبن بسام الثنستريني (ت 524ھ)؛ لأستمد مادة الكتاب منه قبل غيره، ثم جمعت قصائد الرثاء من دواوين شعراء هذه الفترة.وبلغ مجموع ما قيل من رثاء في عصر الطوائف سبعا ً وثمانين قصيدة وأربعا ً وسبعين مقطوعة إضافة إلى عدد قليل من الأبيات الرثائية. وقد تعاملت بحذر مع نصوص شعرية قضى أصحابها فترة قصيرة في عصر الطوائف كابن حمديس (ت525 ھ) والأعمى التطيــلي (ت 527) والحكيم أبي الصلت (529 ھ) وأبن خفاجة (529ھ). وحاولت استبعاد القصائد التي قيلت بعد عصر الطوائف.

ولم يكن اعتمادي لمنهج البحث عفوياً ، إذ لاحظت أتفاق المحاور الأساسية في الرثاء المشرق والأندلسي مما يعني تشابه هذين المنهجين، لذا التزمت في هذه الدراسة منهجا يقوم على تحليل النصوص الشعرية، للوصول إلى أهم النتائج، وطرح كل ما لم يوثق علمياً أما معاني المفردات الصعبة فقد اقتضت الحاجة مني الرجوع إلى المعاجم.

وتوجهت هذه الكتاب إلى الشعراء الذين ولدوا وعاشوا فيها، ولم أتعرض لاؤلئك الشعراء الذين ترددوا عليها بين الحين والآخر كالحصري القيرواني وأبن رشيق ودراسة فن الرثاء في عصر الطوائف أول بحث منهجي وآمل أن يأخذ مكانته في المكتبة الأندلسية، مع أن الرثاء الأندلسي درس بشكل عام من قبل الدكتور حسين خريوش الأستاذ بجامعة اليرموك الأردنية – إلا أن هذه الدراسة لم تطبع إلى يومنا هذا لرثاء في الأدب الأندلسي.([1])

الصفحات