كتاب " شعر الرثاء في عصر ملوك الطوائف في الأندلس " ، تأليف عبد اللطيف عيسى ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب شعر الرثاء في عصر ملوك الطوائف في الأندلس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثم يطالعنا شاعر أندلسي آخر هو أبو القاسم محمد بن هانئ الأندلسي (ت362) ولم أجد في ديوانه إلا ثلاث قصائد رثاء، وهو في رثائه لا يخرج عن سنة القدماء في افتتاح قصائدهم بالمقدمات([28] ) ؛ومقدماته حكيمة كتمهيد للرثاء، وشعره جزل وهذه الجزالة أضفت على مراثيه جوا من البرودة العاطفية، ومقارنة بسيطة بين مراثيه و مراثي أبن عبد ربه، تجعلنا نلمح بونا ً شاسعا بين الاثنين، وربما يعذر أبن هاني في هذا، لأنه يرثي أولي الأمر.
وأبّن جعفر عثمان المصحفي – وهو كاتب الناصر- عبد الرحمن الناصر-ٍِ فقال:
ألا إنَّ أَياما ً هـَفـَتْ بإمامـــــــها
لجائزة ٌ مشتطـَّة في احتكامها([29])
ويقول محمد بن سعيد بن مخارق الأسدي في رثاء أحد الأمراء: -
لا ساغت الراح لي من كف ساقيها
حتى تقترب نفسي من تمنيها( [30] )
وربما كانت هذه القصيدة دعوة لأخذ الثأر من كونها رثاء لأمير.
ومن خلال هذه المراثي وجدت الآتي:-
1. أن قصائد الرثاء تفتقر إلى حراقراءتها، والتي تثير الأشجان لمجرد قراءيعودوا. عدا رثاء الأبناء عند أبن عبد ربه.
2. الاتجاه إلى الحكمة وسيلة لتخفيف المأساة بالسلوان عمن مضى وكونهم لن يعودوا.
3. يتصف الرثاء بجزالة الألفاظ، وربما يعود ذلك إلى حداثة عهدهم بالفتح أو عدم تبلور شخصية الشاعر الأدبية.
4. تطول المقدمات في افتتاح القصائد ولا سيما لدى أبن هاني الأندلسيخاصة،ر تأثر الشعراء بالقرآن الكريم في ألفاظه ومعانيه.
هذا هو الرثاء قبل عصر الطوائف إذ امتازت مراثي كل شاعر بمميزات خاصة، حتى إذا هلَّ القرن الخامس الهجري برز فن الرثاء وهو يحمل شخصية تعبيرية عن بدء الآلام في فقدان النفس والوطن.