كتاب " مقالات في النقد المعاصر الأدبية والاجتماعية والفكرية والثقافية " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب مقالات في النقد المعاصر الأدبية والاجتماعية والفكرية والثقافية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقالات في النقد المعاصر الأدبية والاجتماعية والفكرية والثقافية
مقدّمةُ الكتاب
المقالة جنس أدبي نثري ظهر في القرن الماضي, في مصر ولبنان والشام والعراق, وانتقل إلى باقي الدول العربية, حتى اصبحت تنافس باقي أشكال الأدب, ولاسيما القصيدة والمسرحية والرواية. إن لم تتفوق عليها وتتغلب.
والمقالة. فكرة وموضوع.فمن جهة الفكرة, فهي تطرح شيئا ما يريده الكاتب, ويسعى لبيانه للمتلقي وللقارئ, تخصّ مجتمع الكاتب أو حياته الشخصية, وأحداثها وملابساتها.
ومن جهة الموضوع, فهي إما تكون مقالة سياسية, أو مقالة اجتماعية, أو مقالة أدبية, أو مقالة نقدية, أو مقالة فلسفية, أو تعرّف بكتاب, أو جهد, أوتحكي سيرة شخص مهم للكاتب ولعصره, أو آثار ذلك الشخص, أو تحلل قصيدة أونصّا شعريا, أو تشرح رواية, والى غير هذه الموضوعات التي عرفت بالمقالة, وقرأ فيها الناس هذه المسميات, ومفهومها, وآثروها بالعناية والمتابعة على باقي أجناس الأدب, مارّة الذكر والتفصيل.
ولعلّ سائلا يسألنا, وذلك من حقّه, ما الفرق بين المقالة الأدبية والمقالة النقدية؟ فنقول:إنّ المقالة الأدبية غالبا ما تختصّ بأمور التراث, أو المعاصر المرتبط بالتراث.وأمّا المقالة النقدية فهي التي تلك التي تخصّ الشكل الجديد من أنواع النظم والقصيد, أو النص الروائي, أو قصيدة النثر ومن هنا فرّقنا باجتهاد شخصي بين هذين النوعين من المقال.
إنّ النقد المعاصر - البنيوي والأسلوبي- ظهر من خلال المقالة النقدية وقد عرّفت هذه المقالة بهذه النصوص, ولاسيما في قصيدة النثر, وأشهرت أصحابها وكاتبيها, ومن هنا استحقت المقالة هذا الدور الريادي الكبير على الساحة الأدبية في القرن الماضي والقرن الحالي, وسارت جنبا إلى جنب مع الشعر والرواية في الشهرة, والمتابعة والاهتمام من قبل القرّاء والباحثين والدارسين.
ولابدّ للمقالة من عنوان يختاره كاتب المقالة, ولابدّ للعنوان أن يوافق فكرة المقالة ومضمونها, اللذين يريدهما الكاتب من مقالته, ومن عنوانه الذي أختاره لهذه المقالة.
ولابدّ أن تكون المقالة مكتوبة بلغة صحيحة وسليمة ومفهومة, بعيدة عن الإطالة والتكرار والملل الذي ينتج منهما, وان تكون سهلة الشرح والمضمون, لا أن تتكون من النقاط المتسلسلة أو الكثيرة والمعقدة, إذ تفقد تركيز القارئ وتجلب له الكره لها ولصاحبها وناشرها.
إنّ هذه المقالات لهي جهد سنين طوال لصاحبها, وقد نشرت في صحف ومجلات عراقية كثيرة, تابع فيها الأحداث الأدبية التي جرت على الساحة العراقية, وتكلم فيها عن أساتذته, أو ما شاهده, أو ماسمعه, فكانت مقالته متنوعة وشاملة- كما سيلحظ القارئ الكريم- للأمور الأدبية والاجتماعية والفكرية والثقافية.
وقد خلت هذه المقالات من الأمور الدينية, ومن الأمور السياسية تماما, إذ إنّها ليست من شأن الكاتب, وكثيرا ما يحرص على مجافاتهما, وتركهما للغير, ممن يختص بهما أو يعرف بكتابتهما, ومن الله التيسير, انّه نعم المولى ونعم النصير.
الدكتور محمد عويد محمد الساير