أنت هنا

قراءة كتاب التعليم المعرفي واستراتيجيات معالجة المعلومات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التعليم المعرفي واستراتيجيات معالجة المعلومات

التعليم المعرفي واستراتيجيات معالجة المعلومات

كتاب " التعليم المعرفي واستراتيجيات معالجة المعلومات " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 8

استراتيجيات الإدراك المعرفية ومنشطاتها

إنَّ تمثيل فقرات محددة للمعرفة في الذاكرة تظهر بعمليات معرفية خاصة وكذلك تكون محكومة بتنظيمات أوسع من المعرفة ذاتها، هذه الأبنية من المعرفة يُشار إليها بمفهوم المخططات (Schemas)، إن مصطلح سكيما (المخطط) يعرّف بأنه: تنظيم نشط للمعرفة السابقة والتي تفترض أن تصدر استجابة مناسبة. وأن تلك المخططات هي أبنية للبيانات التي تمثل مفاهيم عامة (Generic) التي تصنف تحت فكرة الأشياء، والأحداث والأفعال.

وإن أهمية المخططات تعكس وظائف للذاكرة الطويلة المدى وليس عملها كمخزن للمعلومات. وهذه الوظائف هي:

1- تزويد الأشكال التي تناسب المعلومات المنظمة لفهمها.

2- تعمل كمرشدة لتوجيه الانتباه ولتنفيذ بحثه الموجه نحو الهدف.

3- ملأ الفراغات في المعلومات المستقبلة من البيئة.

يستنتج من ذلك أن للمخططات دوراً رئيساً في فهم وإدراك المعلومات.

كما إن الافتراضات الأساسية لنظريات تطور المعرفة، تشير إلى أنَّ الذاكرة الإنسانية نشطة وهي منظم معقد معالج للمعلومات، وإن المعرفة الموجودة في الذاكرة هي ثنائية الترميز وتتضمن تصورات لفظية وبصرية، باستخدام الدوائر والخطوط لتمثيل الرابطة بين الترميزات المخزونة في الذاكرة طويلة المدى. وإن النشاطات اللازمة لإدخال المعلومات في الذاكرة تصف عملية التعلم المعرفية ضمن ثلاث مراحل هي:

1- الانتباه للمثيرات Attending to Stimuli.

2- ترميز المثيرات The Encoding of Stimuli.

3- التخزين واسترجاع المعلومات ((Storing and Retrievin Information

وقد عرف ( أبو رياش، 2007) (السكيما Schema): بأنها بناء عقلي معرفي أو عمليات أو إستراتيجيات، تتضمن أفكاراً تعكس معرفتنا عن الأشياء والمواقف والأحداث. فالسكيما هي أنماط وبناءات معرفية. وهي أطر ترميز المعلومات تساعد المتعلم على فهم هذه المعلومات وخزنها في الذاكرة طويلة الأمد. وهي تساعد في تصنيف المعلومات وتنظيمها في آنٍ واحد وهي الفهرس لها، كما أنَّها عمليات عقلية تساعد على إعطاء الإحداث والأشياء قيمة ومعنى. وقام بتحديد نوعان للسكيما هما:

أولاً- سكيما المعرفة أو المعلومات: وهي المعلومات المخزونة في الذاكرة من حقائق ومفاهيم ومبادئ والأحداث والأشخاص.

ثانياً- سكيما العمليات أو الإجراءات: وهي طريقة خزن المعلومات في البناء المعرفي، وكيفية تنظيمها وترميزها أي (معالجة المعلومات).

وينظر أوزبل Ausuble)) على أنها المحتوى الشامل للمعرفة البنائية وخواصها التنظيمية التي تميز المجال المعرفي للفرد. وتسمح السكيما (Schema) بربط المعلومات مع بعضها وتحويلها إلى حزم ذات معنى، إذ تشغل حيزاً أقل في الذاكرة، مما يسمح لها بمعالجة عناصر معرفية أكثر وتعلم أوسع.

ويضيف ( أبو رياش، 2007 ) من الذين اهتموا بدراسة الانتباه والإدراك وعلاقتهما بالسكيما، مثل (Trizman, 1993) إذ توصل إلى ما يأتي:

- تكون المعالجة بشكل متوازٍ أحياناً لكل أجزاء الموقف وفي الوقت نفسه.

- تكون المعالجة لأجزاء الموقف، ضمن سلسلة متتابعة الواحدة بعد الأُخرى.

- ضرورة تركيز المعلومات قبل ترتيبها أو إنتاجها في أنماط. وإن البحث البصري في الحقيقة المفردة أسهل من ارتباط الخصائص.

وعليه فإن تفاعل عناصر المعلومات يعتمد على المعرفة السابقة للموضوع سكيما (Schema) كما يعتمد على تنظيم المادة التعليمية. وهي سمة التعلم الفعّال. وهو عكس التعلم غير الفعّال الذي يتميز صاحبه بعدد قليل من السكيمات (Schemas) وقدرة ضعيفة على إنجاز المهمات وعدم تنظيم للمعلومات مما يزيد من العبء على الذاكرة في الاسترجاع.

وباختصار فقد أصبح دور الطالب في العملية التعليمية معالجاً للمعلومات ومنظماً لها وموظفاً لعملياته العقلية ومهاراته الذهنية (الإستراتيجيات الإدراكية) بشكل إيجابي وفعّال بشكل يؤدي إلى التعلم الفعّال وتحقيق أفضل النتائج التعليمية في أقصر وقت وأقل جهد. فما هي إستراتيجيات الإدراك ؟

إنَّ الإستراتيجية تعني العملية التي توظف لتحقيق هدف معين، أما الإدراك فهو التبصر أو المعرفة والرؤيا أو الاستيعاب فهو عمليات عقلية داخلية. وعليه فإن إستراتيجية الإدراك تعرّف بأنها: ما تقوم به ذاكرة المتعلم من عمليات تؤدي به إلى الفهم والتبصر ثم الاسترجاع والتذكر. فهي خاصية أو نمط عقلي يميز الفرد عن غيره، مما يجعل الأفراد يتباينون في طريقة تفكيرهم ويتصفون بطابع معين.

فالغرض الرئيس منها هو أن تعلم الطلبة كيف يتعلموا معتمدين على أنفسهم، ويمكن وصف تعلمهم بالتعلم (المستقل ـ الإستراتيجي ـ المنظم).

وإنَّ إستراتيجيات التعلم المعرفي تتضمن: إستراتيجيات الإدراك المعرفية وإستراتيجيات الإدراك فوق المعرفية.

ويقصد بالإستراتيجيات المعرفية أنها عمليات وطرائق يقوم بها الطالب من أجل تذكر وإدراك ومعالجة المعلومات وعمل الارتباطات بين المعلومات الجديدة والقديمة، وتخطيط الخبرات التعليمية لتحقيق أهداف محددة. فهي خطوات تعتمد في حل المشكلات وتتطلب تحليلاً وتركيباً لمواد التعلم لاكتساب المعلومات وترميزها ومعالجتها عقلياً.

ويحدد ( أبو رياش، 2007) إحدى إستراتيجيات التعلم المعرفي بـ (إستراتيجية السكيما Schema Strategy) وهي امتلاك المتعلم لمعرفة واسعة عن موضوع ما، تمكنه من تعلمه بشكل فاعل وسعة عقلية في الذاكرة العاملة اللازمة لعملية التعلم، وإمكانية معالجة عدد أكبر من العناصر المعرفية بقليل من الجهد والوقت والانتباه. مما يسهل عملية التعلّم الجديدة ويفعلها وتنمية مهارات التفكير العليا والتحكم بها. وتوجد اختلافات فردية في طبيعة السكيما من حيث:

1- إن الخبير في مجال معين يكون لديه تفاصيل ومعرفة عميقة فيه، أكثر من غيره.

2- المعرفة السابقة التي يتعلمها الفرد بشكل جيد ومتقن، يمكن استرجاعها بسهولة وآلية، فالمتعلم المبتدئ في القراءة تكون قراءته بطيئة وفيها كثير من الأخطاء. لكن بعد مدة تصبح سهلة وسريعة بشكل آلي.

وقد عرفت ( دروزة، 1995 -أ) الإستراتيجيات المعرفية بأنها نمط أو أسلوب عقلي يتميز به المتعلم عن غيره، وان العقل البشري يشترك في عمليات عقلية كطريقة للفهم والتبصر والتعلم كالتحليل والتكرار والتخيل.

ويرى (الشرقاوي، 1992) بأنها طرائق عامة تستخدم للإدراك والتفكير وتكوين المعلومات. ومساعدة المتعلم على تحقيق هدف معين مثل: فهم النص.

أما (جابر، 1999) فيرى بأنها أنماط سلوكية وعمليات التفكير التي يستخدمها الطلبة وتؤثر في تعلمهم. فإنها تحقق أهدافاً تعليمية معرفية أكثر منها سلوكية.

وقد أشار( أبو رياش، 2007) إلى إستراتيجيات الإدراك المعرفية بأنها مجموعة من الإجراءات المحددة التي يقوم بها المتعلم لجعل عملية التعلم أكثر سهولة وسرعة ومتعة وقابلية للانتقال إلى مواقف جديدة. وإنها خطط موجهة لأداء المهمات بطريقة ناجحة وإنتاج نظم لخفض مستوى التشتت بين المعرفة الحالية للمتعلمين وأهدافهم التعليمية. وتتضمن الإستراتيجية أنشطة مثل اختيار المعلومات وتنظيمها وتكرار المادة المراد تعلمها، وربط المادة الجديدة بالمعلومات المخزونة في الذاكرة لتعزيز التعلم ذي المعنى.

أما ما ورد عن ( قطامي، 2001 ) كما ذكر في (أبو رياش، 2007) بأنها مجموعة العمليات المعتمدة في مواقف التعلم والتعليم، وتتضمن المبادئ والقواعد المتداخلة لتنظيم خبرات التعلم وتحقيق النتاجات المرصودة، فهي طريقة عامة في التدريس يتم إتباعها في ضوء مبادئ أو مرجعية محددة، وتكون محكومة بطبيعة العلاقة بين الطالب والمدرّس.

الصفحات