أنت هنا

قراءة كتاب النشر الالكتروني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النشر الالكتروني

النشر الالكتروني

كتاب " النشر الالكتروني " ، تأليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 9

ثالثاً: الخيال والواقع.. بلا حدود!

إن المواد التلفزيونية يمكن ترتيبها على طول محور، يبدأ بالبرامج الواقعية، وينتهي بالبرامج الخيالية، وبين طرفيه تتوزع أنواع أخرى من البرامج الصورية، وأن الأثر المترتب على صفة الاستمرارية، في عرض تلك البرامج، من أجل الترفيه، هو (الخلط) بين هذه الأنواع المختلفة من الصور، فقد يأتي مشهد من الحرب فيه جنود حقيقيون، يموتون فعلاً، قبل أو بعد، مشهد من تمثيلية، يقوم فيه ممثلون بأداء مسرحية تصور الحرب، وقد يعرض برنامج يحاول فيه احد رجال السياسة أن يثير مشكلات حقيقية، لكي يصدر عليها الناس أحكامهم، قبل أو بعد، برنامج آخر يقوم فيه أحد الممثلين الهزليين باستغلال مواهبه الفنية للترفيه عن المشاهدين.. والمهم في ذلك كله، أن الجمهور، ينظر إلى التلفاز على أنه أساساً وسيلة للترفيه، ويترتب على ذلك حتماً اختلاط العناصر الحقيقية بالعناصر المصطنعة، ولو على المستوى اللاشعوري، أما النتيجة الخطيرة فهي التداخل، بين هذا وذاك، ومن ثم يصبح التقدير النهائي لمستوى جودة البرامج، أو رداءتها، قائماً على أساس القيم الترفيهية، وهكذا فانه غالباً ما يحدث الخلط اللاشعوري، فينظر إلى الجنود الحقيقيين الذين يموتون في الحرب على أنهم اقل أو أكثر إثارة أو إقناعاً أو ترفيهاً من الممثلين الذين يقومون بأدوارهم في تمثيلية عن الحرب، كما يحكم المشاهدون على أداء المفكر السياسي، من خلال مقارنته بأداء الممثل الهزلي، ويصدر الحكم في ضوء قيمة الترفيه والتسلية فقط!

بهذه الطريقة أصبح التلفاز يلعب دوراً واضحاً في تكوين (الصورة الذهنية) عن الأفراد والدول والمواقف والأحداث، بل يمكن القول انه بات يؤثر ويتحكم في عمليات الإدراك والتفكير والسلوك الإنساني.

ولعل عملية المزج بين الواقع والخيال والتلاعب بالصور، تبدو أكثر تعقيداً، في ظل التقنيات الإلكترونية، واستخدام الحاسوب في إنتاج الصور التلفازية، وتصنيع الواقع الافتراضي، حتى أصبحت الحقيقة الصورية مسألة نسبية، وليست مؤكدة، ولم يعد مستغرباً الشعور باللاحقيقة حيال أحداث حقيقية أو بالعكس، وسوف تسمح تقنيات التمثيل وتصنيع الصور أن نضع في المشهد، لغايات دعائية، أحداثاً ملفقة، يتفاعل معها الناس، ويعتبرونها أحداثاً حقيقية تماماً!(4)

الصفحات