كتاب " التخطيط للعلاج النفسي مع اختبار (BTPI) " ، تأليف عادل عبد
أنت هنا
قراءة كتاب التخطيط للعلاج النفسي مع اختبار (BTPI)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

التخطيط للعلاج النفسي مع اختبار (BTPI)
المقدّمة
تخلق ممارسة العلاج النفسي Psychotherapy صعوبة بالغة أحياناً بسبب ندرة المعلومات ذات الصلة الوثيقة بالتخطيط لهذا العلاج والتي نحتاج إليها في المراحل المبكّرة له. وتعدّ قائمة بُتشر للتخطيط للعلاج النفسي Butcher Treatment Planning Inventory (BTPI) إحدى الوسائل الجديدة لدمج معلومات التقرير- الذاتي Self-report المشتقّة موضوعياً، إلى عملية العلاج عندما تصاغ النظرة العلاجّية التكتيكية ويحسم الوقت. إذ أن التقييم باختبار BTPI سوف يساعد المعالج على أن يحصل، وينظّم، ويوظّف مختلف المعلومات ذات الصلة بالشخصية والأعراض المرضية مبكراً في عملية العلاج النفسي.
كما تستند النظرة الخاصة بتقييم ومعالجة المفحوصين على فرضيتين أساسيتين؛ الأولى، هو أنه من المهم جداً أن يكون لدى المعالج، كمية كبيرة من المعلومات عن المفحوص، مبكراً في العملية العلاجية، كي يقرّر أفضل مدخل أو توجّه علاجي للمشاكل التي يواجهها المفحوص. والثانية، هو أنه من المهم جداً للمعالج أن يزوّد المفحوص بتغذية- راجعة Feedback دقيقة ومباشرة عن شخصيته مبكراً في عملية العلاج، حتى يستطيع المفحوص أن يكوّن صورة موضوعية عن وضعه الحالي وطرائق التعامل مع مشاكله.
وعلى الرغم من أن مساعدة الآخرين لفظياً، في الاحتمالات جميعها، تعود إلى بداية الاتصالات البشرية، إلاّ أن حقل العلاج النفسي قد بدأ رسمياً قبل حوالي مئة عام فقط. وأقتصر العلاج النفسي بعض الشيء على التطوّرات الجديدة في حقول علم النفس الأخرى. فعلى سبيل المثال، وبعد تطوير العلاج النفسي الدوائي Psychopharmacological في الخمسينيات من القرن الماضي، فقد تمّ النظر إلى استعمال العقاقير المختلفة للسيطرة على المشاكل الانفعالية نظرة شك في بادئ الأمر، لاسيما من بعض مدارس العلاج النفسي، وعدّت تلك العقاقير بأنها "انتهاكاً" صارخاً ضدّ طرائق العلاج النفسي. أما في أثناء العقد المنصرم، فقد تمّ النظر إلى هذين المدخلين بوصفهما أقل منافسة وأكثر تكميلاً، وبوصفهما مداخل متوافقة للهدف ذاته (Rush & Hollon, 1991). إن مدارس العلاج النفسي، على النمط ذاته، لم تنفتح بشكل موحّد لاستعمال معلومات الاختبار النفسي لفهم مشاكل مرضاهم. وبشكل مثير للانتباه، فأن بعض مدارس العلاج أبعدوا أنفسهم في حقيقة الأمر عن التقييم النفسي Psychological Assessment وعن استعمال بيانات الاختبار النفسي في التخطيط للعلاج. وقد قدّم البعض من المنظرين نصائح إلى المعالجين بشكل نشيط للعدول عن دمج بيانات الاختبار في التخطيط للعلاج، على أساس أنّ هذه المعلومات قد تحيّز المعالجين تجاه مرضاهم. وأنه في الآونة الأخيرة فقط، أصبح توظيف معلومات الاختبار في التخطيط للعلاج النفسي مستكشفاً بشكل أوسع. وأن نتائج دمج بيانات الاختبار النفسي إلى عملية العلاج وذلك بتوفير التغذية–الراجعة إلى المفحوصين كانت جديرة بالملاحظة فعلاً (Finn & Tonsager, 1992; Newman & Green way, 1997).
إنّ التقييم النفسي باستعمال اختبار BTPI هو مدخل موجّه سلوكياً للتعلّم عن المفحوصين. ويستند على الفكرة التي مفادها، أنه إذا أردت معرفة شيء عن مفحوص ما، فعليك أن تسأل وهو سيشترك في هذا السؤال ويجيب عنه. وهذا يعني، أن المفحوص سوف يُسأل ليعطي تشكيلة واسعة من المعلومات التي تخصّ أعراضهِ التي يعاني منها. علماً أنه يتمّ استعراض هذه المعلومات بموضوعية من منظور القياس النفسي (السيكومتري) وبطريقة ملخصة للمُعالج والمفحوص على حد سواء، وذلك للحصول على صورة معيارية واضحة للمشكلات المتناولة. وعلى الرغم من أن اتجاهات وسلوكيات المفحوص خاضعة لمراجعة الأعراض، فأن اختبار BTPI ليس بالضرورة أداة "سلوكية Behavioristic" بالكامل (Butcher & Perry, 2008, p.22)؛ وأن وصف المفحوص لمشكلاتهِ، يمكن أن يُستَعرض من مداخل علاجية أخرى تدمج إلى توجهات "دينامية" أخرى أكثر، أيضاً.