أنت هنا

قراءة كتاب الدماغ البشري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدماغ البشري

الدماغ البشري

كتاب " الدماغ البشري " ، تأليف سامي أحمد الموصلي ، والذي صدر عن دار دجلة

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
الصفحة رقم: 4

لقد اكتشف عدد من علماء جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس بعد إخضاع عشرة من الديمقراطيين ومثلهم من الجمهوريين للتقنية عقب مشاهدتهم لصورتي مرشحيهم المفضلين جورج بوش وجون كيري ازديادا في نشاط المنطقة المسؤولة عن التقمص العاطفي وبدأت معدلات تدفق الدم على المنطقة التي تتحكم في العواطف في الارتفاع مع عرض صور المنافس المناويء لكلا المجموعتين .

وفي هذا السياق قال أحد العلماء المشاركين –الناس يصدرون الأطنان من القرارات أحيانا دون مبررات واضحة ، فأغلبية صنع القرارات يصدرها العقل اللاواعي وتقنية مسح الدماغ ستستخدم في المستقبل القريب لفهم واختيار السياسيين -.

على أن التقدم الحاصل في علم النانوتكنلوجي فتح آفاقا واسعة أشبه بالخرافة منها بالعلم بمنطقه القديم، فالنانوتكنلوجي الذي يتعامل مع جزيئات وذرات المادة المفردة ، يحاول القفز بين المادة اللاعضوية والمادة العضوية ، لقد فاز العالمان الفرنسي ألبرت فير والألماني بيترغرونبغ بجائزة نوبل لعام 2007 على ما يرتبط بهذا العلم وتطبيقاته في الأقراص الصلبة وهو أول تطبيق فعلي للعلوم النانوتكنلوجية، هذا العلم يتعامل مع الأشياء على مستوى النانو الذي يتضمن جزءا من البليون، فالنانو ثانية هي جزء من بليون من الثانية والنانومتر هو جزء من بليون من المليمتر وهكذا دواليك ، أي أن هذه التكنلوجيا تعد بإعطاء الإنسان التحكم الأقصى بالمادة حيث استطاع البشر الإمساك بالذرات والجزيئات وهي اللبنات الأساسية التي تتألف منها الأشياء كلها بحيث يصبح في الإمكان صنع أي شيء من أي شيء وبأي حجم، يمكن صنع مواد لا تخطر في البال مثل غواصة أو مركبة فضاء بحجم لا يزيد عن ظفر الإصبع أو صنع ورق أقوى من الحديد وهكذا .

ففي إطار التطبيقات التكنولوجية-البيولوجية يعمل العلماء في وادي السليكون على محاكاة الجهاز العصبي للإنسان في الأجهزة الذكية بما فيها الروبوت ،ويتوقع بعضهم تكوين بدائل للأعصاب وأنسجة الدماغ لتوضع في أجهزة الكمبيوتر والرجال الآليين ، وفي المقابل يمكن صنع ألياف متطورة لتحل محل الأعصاب في الإنسان ، كما يسعى البعض إلى تدعيم عمل الدماغ البشري بأنواع متطورة من الرقائق الالكترونية.

على أن ابعد تصور يأتي من محاولة دمج التركيب العضوي باللا عضوي الذي قد ينعكس على الإنسان والكمبيوتر بالشكل التالي : جسم الإنسان يتجدد فمعظم خلاياه تحتوي على خريطة الجينات الوراثية لصناعة كل خلايا الجسم المؤلف مبدئيا من عشرة تريليونات خلية تقريبا ، وتستطيع كل من هذه الخلايا أخذ الصفة لاستبدال نفسها كل بضع سنوات ، هنا يأتي دور تكنولوجيا النانو لأنها قد تتطور إلى حد اقتباس تقنيات عمل الخلايا واستعمالها في تجديد مكونات جهاز الكمبيوتر وهذا يعني أن يجدد الحاسوب -خلاياه-كل فترة خصوصا إذا نجح علم النانوتكنلوجي في مزج المواد العضوية مع غير العضوية فتتصرف المكونات الالكترونية في الحاسوب وكأنها خلايا فعلا .

إن كمبيوتر النانو المقبل يهتم بإدخال مواد بيولوجية من الكائنات الحية لتندمج الأسلاك وسائر أنواع الموصلات ما يجعل منها عناصر ذكية قادرة على التجاوب والتفاعل مع بقية الأجهزة التي يتألف منها الحاسوب ، مثلا لنفكر بالإمكانيات الهائلة للحامض النووي للوراثة الذي يحمل بلايين المعلومات في حجم فائق الصغر في قلب الخلية ، هل يمكن صنع نانو كمبيوتر يشبه الحامض النووي وقدراته ـ وان تضاف إليه قدرات الذكاء الاصطناعي للحواسيب ؟ يعطي هذا السؤال مثالا للتطبيقات التي يحاول العلماء تحقيقها في مجال الاندماج بين البيولوجيا والكمبيوتر من خلال النانو تكنلوجي.

هذا هو المدى الخرافي والسحري العجائبي الذي يصل بين الدماغ الحي والعقل الالكتروني عبر النانوتكنلوجي ، ولاشك أن هناك في الدماغ الحي أبعادا أكثر عمقا مما حدا باليابان أن تخصص هذا العقد من القرن الحادي والعشرين للدماغ دراسة وتخصصا وتعمقا بضوء ما لديها من تقنيات الكترونية ونانوتكنلوجية ولازالت البحوث جارية على قدم وساق في كل أنحاء العالم عن هذا الدماغ الذي تكمن فيه فرادة وتميز الإنسان، وفيه اكبر معجزة خلقها الله هو العقل الناتج عنه ، وهو سر تكليف الله لعباده وسر إعطائهم حرية الاختيار والإرادة دون سائر الموجودات من أبسط ذرة في العالم المادي إلى أعلى ملك في العالم الروحاني عالم الغيب والشهادة على السواء .

حول هذه المواضيع يدور هذا الكتاب أفلا يستحق إذن أن يكون كتاب قراءة لكل إنسان له دماغ فيه هذا التميز والفرادة؟

الصفحات