أنت هنا

قراءة كتاب الوجيز في القانون الدولي الإنساني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوجيز في القانون الدولي الإنساني

الوجيز في القانون الدولي الإنساني

كتاب " الوجيز في القانون الدولي الإنساني  " ، تاليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 3

الفرع الأول: القانون الدولي الإنساني وعلم العلاقات الدولية

من الملاحظ أن استخدام القوة في العلاقات الدولية ما زال يشكل ظاهرة مستمرة في تاريخ العلاقات البشرية حتى يومنا هذا. وأبلغ دليل على ذلك نشوب (58) حرباً، أو تدخلات عسكرية خطيرة في الفترة الممتدة من عام (1945- 1989)([2]).

بعد الحرب الباردة زادت حدة النزاعات والتدخلات الدولية على المستوى الدولي والداخلي (حروب أهلية) لأكثر من (50) صراعاً مسلحاً، اشتركت فيه أكثر من (40) دولة، نتيجة الإرهاصات السابقة للنظام الدولي، والتطورات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستخدامات المتطورة للأسلحة، وزاد الاهتمام الدولي بدور القانون الدولي الإنساني في ضمان الحماية وإيقاع العقوبات، وفي توقع سلوكيات الدول بحيث تكون أكثر التزاماً بمبادئ الشرعية الدولية والاتفاقيات الدولية.

كل هذه الحقائق شكلت وتشكل تحدياً حقيقياً للقانون الدولي الإنساني في القدرة على التعامل مع الواقع بعيداً عن الإطار النظري، وفي مقدرته على الخروج من تأثير العوامل السياسية في تحديد مجالات التطبيق والتفسير والالتزام بقواعده من قبل الأفراد والدول والمنظمات.

وتتضح الأهمية السياسية للقانون الدولي الإنساني في دراسة أهم الجوانب والظروف الدولية المحيطة بنشأة قواعد القانون الدولي الإنساني، وتداعيات استخدام القوة ضد الدول والأفراد، ومعرفة مدى تأثير الاعتبارات السياسية في تحديد مجالات التفسير والتطبيق والالتزام والانتهاك لقواعد هذا القانون، والآليات الدولية الكفيلة بضمان الحماية واحترام حقوق الأفراد والجماعات فترة النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية. إضافة إلى تحديد الشروط القانونية والسياسية في تحديد صفة الحرب والنزاع وأطرافه، وخيارات الحماية والمسؤولية الدولية، والعقوبات المترتبة على حالة الانتهاك على الدول والأفراد، ضمن الظروف الخاصة لنشأة وتطور نظام الجزاءات الدولية في إطار التكيف القانوني والسياسي لنشأة المحكمة الجنائية الدولية الخاصة والعامة.

الفرع الثاني: مجالات اهتمام علم العلاقات الدولية

ينظر الكثير من الباحثين إلى أن علم العلاقات الدولية - وهو أحد الفروع الرئيسة للعلوم السياسية إلى جانب فروع النظرية السياسية والنظم السياسية- أنه علم المنتصرين، في الإشارة إلى أن أسس وقواعد هذا العلم وضعت من قبل الدول القوية والفاعلة في النظام الدولي خلال فترات تطوره المختلفة. وتعددت مفاهيم علم العلاقات الدولية لدى الكثير من المفكرين، فمنهم من عرفها بأنها "قواعد قانونية تنظم العلاقات بين مجموعة من الدول فترة السلم والحرب"([3]).

والعلاقات الدولية هي انعكاس لطبيعة العلاقة بين الأفراد والجماعات داخل الدولة، وهي تشمل كافة العلاقات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والإيديولوجية، والعسكرية والقانونية، على مستوى الدول ومجموعة الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، والشعوب والأفراد([4]).

ويرى دي كولارد "أن دراسة العلاقات الدولية تغطي العلاقات السلمية والحربية بين الدول والمنظمات الدولية وتأثير القوى ذات البعد الدولي، وجميع المبادلات والنشاطات التي تتعدى حدود الدول". ويعرف الدكتور علي شفيق علم العلاقات الدولية: "بأنه العلم الذي يهتم بتحليل وتفسير مختلف الظواهر الدولية والعوامل التي تؤدي إليه، ومعرفة آثار ذلك على سلوك مختلف أطراف المجتمع الدولي"([5]).

ويمكن تحديد دوائر ومجالات اهتمام العلاقات الدولية في النقاط التالية([6]):

1- تحليل طبيعة النظام السياسي الدولي، وتحديد الكيفية التي يعمل فيها.

2- تحليل العوامل المؤثرة في الدولة وقوتها.

3- التعرف على أبعاد الدور الذي تقوم به الدول الكبرى في النظام الدولي.

4- دراسة تاريخ العلاقات الدولية الحديثة والمعاصرة.

5- البحث عن أنسب الطرق لتحقيق السلم والأمن الدولي.

الصفحات