أنت هنا

قراءة كتاب الوجيز في القانون الدولي الإنساني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوجيز في القانون الدولي الإنساني

الوجيز في القانون الدولي الإنساني

كتاب " الوجيز في القانون الدولي الإنساني  " ، تاليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 6

ثانياً: نظرية الصراع الدولي

حيث يشير البعض إلى الصراع على أنه اختلاف في وجهات النظر بين طرفين أو أكثر حول موضوع معين بحيث يدرك أحدهما بوجود تناقض واضح لهذا الأمر، مما يترتب عليه سلوك من أحد الأطراف كرد فعل على التناقض الحاصل([10]). وهنالك الكثير من الخلط ما بين الصراع والحرب، على أن الأخير يشكل أعلى مراحل الصراع، كون الصراع لا يعني بالضرورة الحرب، بل أنه تنازع الإرادات الوطنية، وهذا التنازع الناتج عن اختلاف دوافع الدول في تصوراتها وأهدافها وتطلعاتها ومواردها وإمكانياتها، يقود إلى اتخاذ قرارات أو انتهاج سلوك وسياسات خلافية تقود بعضها إلى حالة الحرب والعداء([11]).

ومن هنا فإن الصراع كمفهوم يأخذ جوانب كثيرة وصوراً عديدة، بصورة منافسة أو نزاع، سواء أخذ جانب المواجهة المباشرة من خلال استخدام القوة سواء اقتصادية أو عسكرية، أو على شكل نزاع دون أن يأخذ مواجهة عسكرية مباشرة ومثال ذلك: الصراعات الدولية على الموارد المائية، أو النزاعات الدولية على الحدود المشتركة مابين الدول، بل أنه امتد إلى صور أخرى مثل: الاحتجاجات والمظاهرات والاضطرابات التي تنشأ داخل الدول- تقود بعضها إلى نزاعات داخلية أو حالة تدخل دولي. كذلك فإن الصراع تتنوع أدواته بين الإيجابية والسلبية، مثل: الضغط، والحصار، والاحتواء، والتهديد، والعقاب، والتفاوض، والمساومة، والإغراء، والتنازل والتحالف، والتحريض، والأعمال الثأرية، والتخريب، والتآمر، والتجسس.

لذلك اهتم العديد من المفكرين بالصراع الدولي والذي ظهر منذ القدم وبصورة أكثر فعالية بظهور الدول القومية وما صاحبها من مصالح وتناقضات، فأصبح الصراع أكثر شمولية وتأثير في حياة الدول، فكان الصراع بين الشرق والغرب والذي شكل جانباً مؤثراً في العلاقات الدولية، يمكن من خلاله تفسير الصراعات والحروب القائمة حتى يومنا هذا([12]).

كما أنه سلوك واضح داخل النظام الدولي يحدد حركة الدول في محيطها الداخلي والإقليمي والدولي، ويساعد على فهم التناقضات القائمة بين الدول، وتوجهها نحو الحرب، وإمكانية التنبؤ بتصرفاتها وطبيعة علاقاتها مع شعوبها ومع الدول الأخرى([13]).

هنالك العديد من المداخل والمنطلقات النظرية في دراسة وتفسير الصراع في العلاقات الدولية والتي تتركز على المداخل الرئيسية التالية: (السيكولوجي، والإيديولوجي، والمصالح القومية، والاقتصادي، وسباق التسلح... الخ).

تبرز أهمية نظرية الصراع الدولي كأحد النظريات المفسرة في العلاقات الدولية في دراسة القانون الدولي الإنساني من خلال تناول تحديد طبيعة الصراع القائم بين الدول، والسلوك المترتب عليه في ضوء إمكانية الوصول إلى ترتيبات خاصة تضمن بقاء أو انتهاء حالة الصراع، والنتائج المترتبة علية، ومدى التزام الدول في تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني وكفالة احترامه.

فالصراع العربي الإسرائيلي كصراع دولي شكل نموذجاً متناقضاً في بعده الداخلي والإقليمي والدولي، الأمر الذي ترتب عليه سلوكيات مختلفة، تنبأت بخيارات الانفراج والتعقيد في حل الصراع، وأبرزت الضعف الواضح في تطبيق القانون الدولي الإنساني وعدم التزام إسرائيل بقواعده.

نجد في قراءة السياسة الخارجية الإسرائيلية أن القوة المسلحة واللجوء إلى حالات التهديد والحرب، هي أحد أدواتها وهدفاً رئيساً تسعى من خلاله إلى تحقيق مصالحها، على الرغم من عدم مشروعيتها، والآثار المترتبة عليها من ارتكاب انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني بحق الفلسطينيين.

الصفحات