أنت هنا

قراءة كتاب الثقافة والمجتمع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الثقافة والمجتمع

الثقافة والمجتمع

كتاب " الثقافة والمجتمع " ، تأليف د. سمير إبراهيم حسن و تقديم أ.د خضر زكريا ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

ويتوقف المؤلف بوجه خاص عند ما يطلق عليه (الثقافة الجماهيرية) التي تنتشر كثيراً هذه الأيام في العالم كله وفي بلداننا العربية بوجه خاص. هل ما يقدم اليوم في وسائل الإعلام - وبخاصة في المحطات التلفزيونية الفضائية - من أغان ورقصات وأزياء وأنماط سلوك... مجرد نزعة تجارية ترافق العولمة الثقافية أم إن لها أغراضاً سياسية وأيديولوجية؟ هل نقبل بما يرغب به الناس (الجماهير) أم إن الثقافة شأن (النخبة) التي تنتج ثقافة راقية وتفهم تلك الثقافة؟ هل على وسائل إنتاج الثقافة أن تلبي رغبات أكثرية الناس أم عليها الارتقاء بذائقتهم الثقافية وعدم تقديم إلا ما يساعد على ذلك الارتقاء؟ تلك أسئلة قديمة حديثة طرحت من أيام أفلاطون والغزالي وابن رشد وبحث فيها لينين وغرامشي ولوكاتش وأدورنو وهابرماس وموران ومهدي عامل والطاهر لبيب وغيرهم وغيرهم... ولكن الثقافة الجماهيرية كما يرى سمير حسن "تغذ السير في اتجاهها الصاعد" غير عابئة بكل ذلك، ترسم "مرحلة تاريخية جديدة من المعرفة والاتصال الثقافي" كما فعلت ذلك قبلها الكتابة ثم الطباعة والكتاب.

ولا ينتهي الفصل الأول قبل التعرض لمسائل مثل "البيئة الثقافية"، "التخطيط الثقافي"، "التثاقف"، حيث يعرض المؤلف آراءه في صدام الحضارات وحوارها وفي قضايا التبعية الثقافية والعولمة الثقافية وغيرها من قضايا العصر الثقافية الهامة.

في الفصل الثاني يبحث الكتاب في علم اجتماع الثقافة موضوعاته، وأطره النظرية، وإشكالياته، وعلاقته ببعض فروع علم الاجتماع الأخرى، وتساؤلاته الرئيسية، وأهم رواده، كما يبحث في التوظيف العملي (التطبيقي) لهذا العلم مقدماًً نماذج جميلة للدراسة السوسيولوجية للرواية والقصة والشعر تدل على سعة اطلاع المؤلف، وذوقه الأدبي الرفيع، وقدرته على التحليل الاجتماعي للأدب، بإيضاح العلاقة بين العمل الأدبي والواقع الاجتماعي الذي يعبر عنه.

"ما العلاقة بين أساليب الفكر وأنماط الحياة الاجتماعية؟ هل الصراع الاجتماعي بين الفئات والطبقات الاجتماعية هو الذي يؤدي إلى اختلاف الأفكار والإيديولوجيات، أم إن الإيديولوجيات هي التي تؤدي إلى الصراع الاجتماعي؟ وما العلاقة بين تغير الثقافة ومنظومات القيم وتنوع أشكالها وتطور الأبنية والأنظمة الاجتماعية وتنوعها؟..." هكذا يحدد المؤلف السؤال الأساسي لعلم اجتماع الثقافة، هذا السؤال الذي تنبثق عنه أسئلة فرعية عديدة تتناول تفاصيل تلك العلاقة بين حياة الناس المادية وحياتهم الثقافية، مطبقاً ذلك على الثقافة العربية وأسئلتها الكبرى، مثل "ما لتفسير الاجتماعي الممكن لاهتمام الفكر العربي في العقد الأخير بمسائل الديمقراطية والليبرالية والمجتمع المدني؟".

وفي بحثه العلاقة بين الثقافة والإيديولوجيا والسياسة يطور النقاش حول العلاقة بين "المثقف والأمير" إلى آفاق جديدة، مبيناً أهمية الدراسة السوسيولوجية لهذا الترابط الجدلي بين النظري والتطبيقي على هذا الصعيد. "وإلا فماذا يمكن أن يعني تراجع أهمية الكتاب مثلاً لصالح الوسائل السمعية والبصرية وقوة إيحاءات الصورة في زماننا؟ أم لعله الانحياز الفكري النخبوي، ما يجعلنا نرجع أهمية الكتاب والأفكار النظرية التجريدية، وامتياز المثقف على السياسي؟". وفي هذا الإطار يبين المؤلف أهمية علم اجتماع الثقافة في العلاقات الدولية مما صارت تأخذه أقسام الشؤون الدولية في الجامعات بعين الاعتبار أكثر فأكثر. فالتحليل العلمي الاجتماعي للمنظومة الثقافية لأمة من الأمم يمكّن من تحديد الطابع الاجتماعي الحضاري لشخصية الشعب وفهمه، مما يسهل التعامل السياسي والاقتصادي في العلاقات بين الدول.

الصفحات