أنت هنا

قراءة كتاب في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم

في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم

كتاب " في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم " ، تأليف نزار أباظة ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

إلى قُباء

قال زيد:

وما هي إلا ساعة من نهار حتى قام رسول الله، فقام الركب الذين معه، فمال بهم إلى قباء، ولم يدخل المدينة.. فلحقناه نمشي خلفه، لا يتقدمه منا أحد، فلما وافاها نزل على بعض الصحب..

وما استقر به المقام فيها حتى توجه إلى مكان تخيّره، يريد أن يبني فيه مسجداً، فقال لمن حوله:

- يا أهل قباء ائتوني بأحجار من هذه الحرّة.

فتسابق الناس ينقلون أحجاراً كثيرة يبتغون مرضاته، فقام إلى موضع المسجد، فخطّ فيه القبلة بعصاه.. ثم أخذ حجراً من الأحجار السوداء المركومة، فوضعه في أساسه، كان يحمل الصخرة أو الحجر الثقيل، يميل جسمه منه، ويجهد في رفعه، ويتعرض للغبار الذي يُرى على بطنه، فكان يأتيه الرجل، يريد أن يحمل عنه، فيقول له:

- بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. أعطني عنك أَكْفِكَ، وأحملْ عنك.

فيمتنع النبي منه، ويردّ عليه:

- لا.. خذ مثله!

وهكذا حتى أقام أساسه ورفع بنيانه، فجعل طوله وعرضه سواء، ستاً وستين ذراعاً في مثلها[7] وعلا بنيانه بضع أذرع قليلة. وكان طول رحبته التي في جوفه خمسين ذراعاً، وعرضها ستة وعشرين، وارتفع فيه ثلاث وثلاثون أسطوانة من جذوع النخل، وجُعل له ثلاثة أبواب.

وقد نزل فيه فيما بعد قول الله تعالى يمتدح صنيعه وهمّة المؤمنين، ويثني على أهل قباء خاصة {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 9/108] وقام معاذ بن جبل بعد ذلك إماماً يصلي للناس فيه.

ورغَّب الرسول الناس في الصلاة بمسجد قباء، فقال:

- من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء، فصلى فيه صلاة، كان كأجر عمرة[8].

الصفحات