أنت هنا

قراءة كتاب الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن

الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن

كتاب " الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن " ، تأليفد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

مقدمة

ما الإرهاب؟

من فوائد الإعلام، وانتشار وسائله واتساعها، أنه أطلع كل الناس على مايجري في العالم من أحداث ومستجدات، من ثورات علمية إلى ثورات شعبية وحروب، وتطور وتقهقر أصاب الإنسان ويصيبه في سائر أنحاء الأرض.نال الإرهاب حصته من هذا الاهتمام العالمي، فظهر على الساحة الدولية منذ الحرب العالمية الثانية، بصورة مازالت تتسع، حتى شغلت، في بعض الأحيان، العالم كله عما هو أخطر وأفظع.ولم يعد الإرهاب بمعنى الجريمة التي لها عناصر وأركان تميزها من غيرها من مفاهيم محرمة داخلياً ودولياً، من حيث إنها استخدام للعنف بصورة غير مشروعة، ضد مصالح محددة في خدمة أيديولوجية معينة[1]؛ بل أصبح مفهوماً أعم وأشمل.فهو إرهاب سياسي، اقتصادي، اجتماعي، انفصالي، أيديولوجي، وديني[2].كما أصبح مصطلحاً مألوفاً للتعبير عن كل ظاهرة غير مألوفة أو مزعجة..فهناك إرهاب في الموسيقى وفي الأدب؛ كما أنه يمكن أن يكون حرباً يُردّ عليها بحرب أخرى[3].

لهذه الأسباب وغيرها، وجب تجريد الإرهاب من الأثواب التي أرهقت كاهله، حيث أصبحالسبعينيات بخطف الطائرات، وخرق قواعد القانون الدولي في هذا المجال؛ أو عندما قام جورج إبراهيم عبد الله باغتيال عميل الموساد في3/4/1983م في باريس[4]أو عندما قامت جماعة أيلول الأسود بعملية ميونيخ عام1972م.بالنسبة إلى هؤلاء، من فلسطينيين وعرب، الذين خرقوا قواعد عرفية ومقننة للقانون الدولي؛ فإن توصيف أعمالهم بالإرهابية لم يغير من عدالة قضيتهم.

كذلك فإن قيام إسرائيل بتصفية عناصر أيلول الأسود[5]، لم يجرَّ عليها تهمة الإرهاب؛ ولا حتى عندما قامت بتصفية عناصر غير مقاتلة، مثل غسان كنفاني وكمال عدوان؛ اتهمت بأنها ارتكبت جرائم إرهاب دولي[6].

5-لايشكل عدد الضحايا، أو حجم الخسائر، ركناً يغير من التوصيف الجرمي للفعل.فقد لاينتج عن الفعل أي ضحايا، ويصنف عملاً إرهابياً.كما قد تكون الخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، ويبقى الفعل عملاً إرهابياً[7].

6-لايقتصر العمل الإرهابي على الأثر المباشر الذي يحدثه في العامة من خسائر في الأرواح، أو في السلامة البدنية للأشخاص، أو في الممتلكات، إضافة إلى الذعر الذي يصيب العامة؛ بل إن هناك أثراً غير مباشر يحدثه الإرهاب، وهو الهدف الحقيقي منه أصلاً.فهو الانتقام أو التهديد المبطن مثلاً، كما يمكن أن يكون وسيلة للدعاية لهدف أو مبدأ، حيث يعتمد الفاعل على الفضول الذي تثيره العمليات الإرهابية عند الرأي العام، وبالتالي البحث والسؤال عن منفذي العمليات الإرهابية، والأسباب الكامنة وراء ذلك العنف[8].

الصفحات