أنت هنا

قراءة كتاب قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري

قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري

كتاب " قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري " ، للكاتب مصطفى الصوفي ، يتحدث الكتاب عن دراسات في الثقافة والفن والأدب ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 2

وفي هذه الحالة يكون الناقد الكبير وليس العظيم ـ ربما من أهم مؤسسه أدبية كما اتحاد كتاب العرب مثلاً ـ شأنه شأن من تربع في قصر مشيد أو على أعلى قمة جبلية وينظر إلى كاتب صغير يتقدم ببطء نحو سفح الجبل، فلا يراه وينفي وجوده أصلاً، ولا يكلف نفسه عناء النظر عليه بمنظار ما .

أما الناقد العظيم فهو الناقد الحكيم المعلم المرشد الذي يضع على عينيه نظارات مكبرة يبحث فيها عن الكاتب الصغير النامي، فيراه ويرعاه ويأخذ بيده على الطريق القويم، ويفسح لقدميه الصغيرتين مكاناً ضيقاً في ساحة الأدب ليكون قاعدته للانطلاق بهدوء إلى عالم الأدب المترامي ...

الصورة الأخرى التي يسيء الناقد فيها إلى العمل الأدبي، فهي مناقضة تماماً أو غير المقصود كما يحصل بالضبط للعرب عند الاعتداءات الصهيونية مثلاً على جنوب لبنان أو بلد عربي آخر، فتموت أمامها دوافعه للكتابة والإبداع ويتجاهل الموضوع، وكأن شيئاً لم يحدث. والخسارة هنا تكون اجمالاً فادحة يتكبدها الكاتب نتيجة تلبسه بمشاعر الإحباط والغبن والظلم، ويدفع ثمنها العمل والنص الأدبي، وذلك بدفنه نصوصا ابداعية في زوايا الإهمال، ويحرم الجمهور من الانتباه والوعي والإطلاع عليه، وربما يكون عملا ذا قيمة وأهمية معقولة أو مضمون معرفي جديد أو قيمة جمالية سامية أو تقنية فنية تزيد متعتنا، وتشبع فضولنا النفسي ووعينا الفكري ونزوعنا لحياة أفضل ...

ووجود التناقضات الكبيرة بين بين الناقد والكاتب تعود اجمالا إلى وجود فروق نفسية أساسية وجوهرية بينهما ...

فالناقد يتعامل مع النصوص التجريبية بهدوء وروية وبرودة ولا مبالاة، وتأني في البحث والدراسة وقلة الحماس في تحري والتوصل وعرض نتائج دراسته للنص.

بالمقابل نرى الكاتب الناشيء متسرعاً يتحرق نفسياً وعاطفياً، ويلتهب وجدانه لدرجة الذهول والتوتر الانفعالي وهو يصيغ عمله الأدبي .

هذا الذهول أحياناً يؤدي به للخروج عن بعض القواعد الأدبية والفنية وعدم الانتباه إلى بعض السلبيات التي تحدث في بناء النص وقواعده ومضامينه .

في هذه الحالة يحتاج هذا الكاتب إلى النقد الخلاق المبدع، والناقد المعلم الحكيم الخالي من التحيز الذاتي لانفعالاته النفسية المرضية، فيعمل بجدية واهتمام على قراءة النص ويبين سلبياته ويشير إلى الشوائب الطارئة التي علقت بعمله ليتم إزالتها وتصحيحها، فيتابع بهذا الجهد الكاتب الناشئ الصغير طريقهالإبداعي باندفاع وحماسة وجدية يحدوه الأمل والرغبة في تطوير قدراته الإبداعية الارتقاء نحو مستوى أدبي أفضل في المستقبل....

الصفحات