أنت هنا

قراءة كتاب قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري

قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري

كتاب " قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري " ، للكاتب مصطفى الصوفي ، يتحدث الكتاب عن دراسات في الثقافة والفن والأدب ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 7

طبعاً أثبتت التجارب حتى الآن أن الإجابة بالنفي, وأهم مثل على ذلك في مجتمعنا ( الإعلام ) فالإعلام أهم المؤسسات الثقافية وأهم المسببات للأزمة الثقافية ولن يستطيع وزير الإعلام أو الدكتور أبو هيف أن يصرح بوضوح بأن المؤسسات الثقافية الرسمية للسلطة تعيش أزمة الثقافة وليس المثقفين, رغم الحالات الفردية التي تدل إلى انشغال بعض المثقفين بالثقافة المأجورة والدعوة إلى فكر مشبوه أو تسويق سياسة عولمية أو تطبيعية تخدم العدو الصهيوني, فإن هذه الحالات الفردية لن تسبب أزمة ثقافة في مجتمعنا, عندما تعجز وسائل الإعلام عن مواجهة قضايا الجماهير والأحداث اليومية الطارئة على قضايا الأمة كانتفاضة الأقصى للشعب الفلسطيني مثلاً فإن هذا يشكل أزمة ثقافية حتماً, فيفرض السؤال نفسه علينا : لماذا لا تواكب أجهزتنا الإعلامية / تلفزيون _ إذاعة _ صحف / مسار الانتفاضة منذ الساعة الأولى بالعرض والتحليل والدعاية والموقف ؟

بينما تقوم بذلك المحطات الخاصة بفاعلية ممتازة مثل : ( المنار _الجزيرة _ LBC ... وغيرها ) تواكب الحدث وتتفاعل معه لحظة بلحظة ساعة بساعة ...

ألا يدل هذا على فشل المؤسسات الرسمية وعدم قدرتها على الفعل والتفاعل الخلاق وانعدام المبادرة والإبداع والفعل الخلاق المتطور, لتحقق إشباع رغبات الجماهير وشد انتباهها وعواطفها وتسويرها الفكري والسياسي لمتابعة الحدث بقوة والتفاعل معه, ليس من الغريب أن تنتهي محاضرة الدكتور أبو هيف بنظرة تشاؤمية لخصها بالنتيجة التالية: ( إننا ثقافياً مهزومون على كل الأحوال )

ربما يكون هذا صحيحاً إلى حد بعيد لكن لماذا ؟, ليته أشار بوضوح وجرأة إلى من هو المهزوم؟ هل هو المثقف العربي أم الأجهزة الثقافية الرسمية ومؤسساتها ؟ .

وهو أدرى الناس بأن المثقف العربي لم ولن ينهزم أبداً, فقلمه مقيد بل مكسور, وتفكيره مكبل بالتوجيهات الرسمية ولا يملك الفرصة على الإبداع والعطاء الخلاق, فالجماهير العربية وخاصة فئة المثقفين لديهم القدرات على المواجهة والتصدي بكافة أشكاله ويملكون العزيمة على خوض المعارك والتضحية بكل شيء لتحقيق أهداف الأمة في التحرير ونيل الحقوق والنصر بكل الطرق والأساليب .

المقاومة الإسلامية في لبنان استطاعت أن تحقق النصر العسكري ودحرت الجيش الصهيوني ( الأسطورة ), لكنها أيضاً خاضت معركة سياسية وثقافية فعالة, وأيضاً حرباً على الصعيد التقني الحديث والالكتروني, عندما شنّت مؤسسات المقاومة وبعض المواقع الخاصة حرباً على المواقع الصهيونية على شبكة الإنترنت وشلّتها, فالدكتور أبو هيف وهو المثقف الكبير والمفكر المنافح العتيد عن ثقافة الأمة وتراثها وهويتها, يعلم تماماً أنه ليس مهزوماً وعلى منواله أيضاً المثقفين العرب الملتزمين بقضايا الأمة,

فالمطلوب أن تتيح المؤسسات الثقافية الخاصة وشبه الرسمية يمكن أن تقوم بمهماتها في مواجهة الغزو الثقافي الغربي والعولمة الأمريكية ومحاولات تشويه الهوية القومية وتراث الأمة العربية التي تستهدف كيانها ووجودها .

وأخيراً جاءت المناقشات والآراء التي طرحها الأدباء والمثقفين في نهاية المحاضرة تدور في إطار هذه الطروحات والمواقف, مما يدل وعي المثقف العربي لأزمته وأزمة الثقافة في مجتمعنا وطبيعتها وأسبابها, وأسس معالجتها التي تتلخص بكلمتين هما: (الحرية والديمقراطية) اللتان تفجران الطاقات المبدعة والمبادلات الخلاقة الكامنة في أعماق مثقفينا التي لن تكون إلا على مستوى المسؤولية القومية وقضاياها الكبرى .

الصفحات