كتاب " قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري " ، للكاتب مصطفى الصوفي ، يتحدث الكتاب عن دراسات في الثقافة والفن والأدب ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب قراءات أدبية في المشهد الثقافي السوري
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
الفن والأدب
العمل الأدبي عمل فني متكامل متقن يتعلق موضوعه وأشكاله بكل الفنون الأخرى، وخاصة في مجال علم الجمال، فالفن في رأي د محمد زغلول سلام هو النتاج الإنساني يدور حول عنصر الجمال أو الذي يكون فيه الجمال أصلاً يدور حوله .
فالفن ليس عبثاً وهمياً وكلاما مزوقا مصفوفاً غايته التسلية واللذة والمتعة وموضوعه تصوير الطبيعة وعرضها بأشكال جميلة تسر وتمتع الناظرين...
فموضوع الفنان في التعبير عن أحاسيسه ومشاعره الذاتية ومواقفه مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحياة الاجتماعية واليومية للإنسان ومشكلاته ومعاناته، حتى دعاة الفن للفن لم يستطيعوا أن يعزلوا الفن عن الحياة والواقع الاجتماعي. يقول أفلاطون في كتابه المشهور القوانين: " إن الفن يسهم في تكوين المواطنين ويقوي المجتمع بروابط تصل أفراده بغيرهم " فمذهبه المثالي في الفن يدعو إلى تصوير الواقع ليس كما هو بل بشكل مثالي يدعو إلى الكمال.
كل ما يكتبه الكاتب عبارة عن ألفاظ وصيغ تعبر عن مشاعره وصور حياتية ومواقف يضفي عليها مزيداً من الخيال والإضافات من إبداعه وابتداعه كلمسات الفنان الذي يصيغ بها لوحة أدبية ذات قيمة.
فكتابات الأديب ونصوصه تعطي غالباً فكرة واضحة عن حقيقة كاتبها ومشاعره ومواقفه في الحياة، ونزعته للتغيير والتطور والارتقاء إلى أشكال وعلاقات حياتيه إيجابية فاعلة ومتفاعلة في الوقت نفسه، وليس من الخطأ أن نستخلص نتائج، ونعطي أحكاما عامة ونكتشف خلفيات الكاتب الفكرية والإيديولوجية من خلال قراءة واعية وخبيرة لم يكتب من نصوص وهذا يساعدنا في أن نتعرف أكثر وبشكل أعمق على الكاتب في الحياة.
الأديب الإيجابي الفعال يرغب دائما في أن يعيد صياغة الأمور بشكل جميل وبثوب شفاف وإطار مزخرف لتبدو كما يجب أن تكون وليس كما يريد.


