أنت هنا

قراءة كتاب أمل في الظلام ( حكاية أم مع طفل التوحد)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أمل في الظلام ( حكاية أم مع طفل التوحد)

أمل في الظلام ( حكاية أم مع طفل التوحد)

كتاب " أمل في الظلام ( حكاية أم مع طفل التوحد) " ، تأليف خلود خوري رزق ،والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

المقــــدمــة

عندما وصلني كتاب السيدة خلود خوري رزق للاطلاع والنشر، لما أكن أعلم بما يضم بين دفتيه من قهرٍ نفـسي، وتعبٍ جسدي، ومعرفةٍ جديدة..

فقط فكرت بـسرعة نـشره لعدة اعتباراتٍ إنسانية منها: أننا كعرب نرفض تلك الحدود المصطنعة بيننا..، وثانياً لأنها من فلسطينيي الداخل، وهم كالكبد في الجسد..

إذن لا بد من نـشره لإبقاء التواصل بين الأهل، وإرساء الروح الإنسانية التي جذّرتها أدياننا السماوية بغضِّ النظر عن ما نراه من سفسطة وجهلٍ بروح الدين وقيمة المجتمع الإنسانية..

اطلعت على الكتاب، وأدركت كم تعاني تلك المرأة العربية التي عليها أن تبني أسرةً متكافلةً متضامنةً ترتوي بالمحبة وتتغذى بالإيمان والقوة.. وسط بيئةٍ تعيش على السجية وتتطور بالصدفة وتترك الأقدار والتقاليد تتحكم بها..

إن أكثر اللحظات إيلاماً للأبوين حين يسمعا بأن طفلهما يحمل إعاقةً عقلية ستظل معه طوال العمر..

والأكثر إيلاماً جهل مجتمعنا بهذه الإعاقات ونواحي مسارها والخجل منها واستخدام مصطلحاتٍ غامضة لحماية الأسرة من الأقاويل وكأن جرماً قد وقع بفعلٍ فاعل..

لم تكن أم وسيم تعرف شيئاً عن هذا المسمّى "التوحُّد" وما زاد بتوهانها جهالة من اعتمد الطب كتجارةٍ أو مصلحةٍ حيث يزيد من متاهات مسار الأسرة والمريض.. فواجهت الواقع بمرارته وقسوته بمحاولة معرفة ماذا كان هذا الطارىء المفاجىء على الأسرة.. وكيف التخلص منه؟؟ مما سبب لها الكثير من المعاناة النفسية والجسدية والمادية والحياتية..

كان على هذه الأم، وهي أم البكر المنتظر، أن تعمل ليلَ نهار بكل إصرارٍ وعزيمة لهزيمة هذا الغاصب لاستقرار الأسرة، فكانت تبكي أحياناً، وأحياناً أخرى تعقد العزم على الصمود، وهي التي تعيش صراعاً مريراً بين عقلية الممرضة والمرافقة والمربية، وعاطفة الأم الجيّاشة المستعدة لأن تجرف كل شيءٍ في سبيل وليدها الذي لا ذنب له..

ما زاد في قهر هذه العائلة العربية وجودها القـسري في مجتمعٍ ماديٍ عنـصريٍ احتل بلدها وبنى على دم أمتها أمجاده وسعادته..، و بيئتها العربية المحيطة لم تكن تعرف شيئاً عن هذا المرض، وهي كذلك، لكنها جعلت من يديها أجنحة تحمل ذلك الطفل وتدور به بين الأطباء والعيادات شبه المتخصصة، ثم تعود لمنزلها لتعمل مرافقةً وممرضةً وأماً للإخوة وزوجةً للرجل الذي يعمل ليلَ نهار حتى يستطيع إكمال المسيرة مع تلك الصابرة...

أرادت خلود خوري رزق من نـشر هذا الكتاب أن يكون مدماكاً أولياً لبناء المعرفة حول التعامل مع هذا المرض و توجيه ربات البيوت ولفت نظرهم .. وليكون نبراساً وقدوة عن دور المرأة ومعاناتها مع مجتمعٍ لا يعطي للعلم قيمة بقدر ما يعطي للتقاليد والعادات البالية أهمية..

إنه إصرارٌ من امرأةٍ عربية أن تكون قويةً فكرياً وروحياً قبل قوة الجسد، لأن في قوة المرأة العلمية تماسكاً في الأسرة وازدهار، وهي الكفيلة ببناء مجتمعٍ ناشطٍ وحضاري ومتمكِّن من العيش بركب الحضارة الإنسانية...

فالمرأة العارفة لمحيطها لا يهزمها أي داهمٍ لمملكتها الصغيرة او لوطنها الكبير.

الناشر

الصفحات