أنت هنا

قراءة كتاب دراسة نقدية لقبيلة المساعيد لمؤلفه راشد بن حمدان الأحيوي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دراسة نقدية لقبيلة المساعيد لمؤلفه راشد بن حمدان الأحيوي

دراسة نقدية لقبيلة المساعيد لمؤلفه راشد بن حمدان الأحيوي

في الآونة الأخيرة أنه بدأ اهتمام بعض الباحثين والكتَّاب بعلم النسب وما يربط بطونهم أو قبائلهم بأصولها القديمة، وقد كان لمجلة العرب التي أسسها الشيخ حمد الجاسر- رحمه الله- دور في إتاحة الفرصة لبعض هؤلاء الكتاب الذين وجدوا فيها المكان المناسب لنشر اطروحاتهم و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
قلت: ورمان تصحيف رومان، والأخيوة: تصحيف الأحيوة، وهذا ما جاء في أصل المخطوط(13) حيث ورد أن صواب الأخيوة هو الأحيوة، والمخطوطة هي النسخة الوحيدة المعروفة التي نشر صورتها فؤاد سزكين سنة 1407هـ .
 
ب- قال القلقشندي (ت 821هـ)، وهو يعدد بطون جذام، ومنها البطن الأول وهم بنو زيد بن حرام من جذام، ومنازلهم بلاد الشرقية من الديار المصرية، وهي عمل بلبيس، وتعرف ببلاد الحوف ومنهم بنو هلبا سويد حيث يقول: «ومنهم أيضاً: الأخيوة، هم أولاد حمدان، ورمان، والسود»(14) . والأخيوة : تصحيف الأحيوة كما تقدم إيضاحه .
 
جـ- قال الجزيري(ت 0 98هـ تقريباً) في ذكر بني عطية من بني عقبة: «... ومنهم الأحيوات»(15).
 
د‌- ذكر بوركهارد في رحلته إلى الحجاز سنة 1230هـ/1814م: أن الأحيوات من الحويطات(16).
 
والحقيقة التي يحاول المؤلف تجاهلها والهروب منها هي أن الأحيوات فرع أصيل من قبيلة جذام القحطانية كما تقدم في نصوص العلماء السابقة، وكل من هؤلاء ذكر الأحيوات بوصفها عشيرة مستقلة عن المساعيد، وعليه فإن نسب الأحيوات إلى جذام وعدم علاقتهم بالمساعيد هو أمر واضح وضوح الشمس ولا مجال فيه للتأويل والاعتماد فيه على الروايات العامية والأساطير الشعبية، أما دعوى وجود الأحيوات ضمن فروع المساعيد اليوم - ربما منذ قرن أو قرنين من الزمان- فناتج للتحالف؛ كون القبيلتين يلتقيان في الجد الأعلى وهو جذام القحطاني .
 
وقد حاول المؤلف جاهداً الرد على بعض النصوص التي نسبت الأحيوات إلى بني عطية من بني عقبة من جذام أو التخلص منها، فذكر (ص 385)، أن بني عطية المقصودين في النص هم فرع من المساعيد نقلاً عن اللواء حامد أحمد صالح في كتابه (نحن العرب)، (ص 140) مع أن اللواء حامد قال عنهم: «المساعيد من بني عطية». فحاول المؤلف أن يقول: إن بني عطية هؤلاء فرع من المساعيد ومنهم الأحيوات! والصحيح كما تقدم في نص ابن فضل الله العمري، والجزيري من أن الأحيوات من جذام وانتساب بني عطية إلى جذام أمر واضح في المصادر، وهو ما تقدمت الإشارة إليه .
 
وإنني أعجب كيف للمرء أن يتجاهل هذه النصوص الدامغة حول نسب الأحيوات إلى جذام العريقة، فهل يقول قائل بعد هذا أن الأحيوات ليسوا من جذام؟!
 
ومن أدلة المؤلف الضعيفة حول نسبة الأحيوات إلى المساعيد ذكره في مواضع كثيرة من كتابه أبيات من قصيدة عامية(17) حديثة لشاعر عامي من جماعته يُدعى حسن بن عيد بن محسن بن كريدم الأحيوي، حيث يحاول المؤلف إثبات أن الأحيوات من المساعيد، من خلال هذه الأبيات المصنوعة حديثاً، ومحاولة إيهام القارئ بأنها قصيدة قديمة(18).
 
سبب تسمية الأحيوات بهذا الاسم :
 
قال المؤلف (ص 355) حول سبب تسمية الأحيوات بهذا الاسم في نقله عن نعوم بك شقير وكتّاب آخرين متأخرين ورواية بعض العامة للتأكيد على أن سبب تسمية الأحيوات بهذا الاسم هو لأن فرقة منهم جاعت وعطشت مما اضطرها إلى أكل نبات الحوّى وبسبب أكلهم هذا النبت أطلق عليهم الأحيوات أو اللحيوات كما يزعم.
 
قلت: ما أورده المؤلف حول تسمية الأحيوات بهذا الاسم فإنه لا يعدو كونه تعليلاً للأسماء، والأسماء- كما هو معروف- لا تعلل، ولا اجتهاد مع النص فقد ذكر ابن فضل الله العمري، وهو من علماء القرن الثامن الهجري، اسم الأحيوة وهم الأحيوات وقد عدهم من فروع جذام، ثم جاء الجزيري ليعدهم من فروع بني عطية من جذام، ثم جاء بوركهارد في رحلته إلى الحجاز سنة 1230هـ، وعدهم من الحويطات - كما تقدم- ولم يذكر أي منهم هذا التعليل، ثم إن أغلب قبائل العرب تأكل نبات الحوّى، فلماذا لم يسموا بالأحيوات؟!!

الصفحات