أنت هنا

قراءة كتاب فلسفة الألوان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فلسفة الألوان

فلسفة الألوان

اللون موضوع معقد وهو جزء مهم من خبرتنا الإدراكية الطبيعية للعالم المرئي واللون لا يؤثر في قدرتنا على التمييز بين الأشياء فقط بل وتغير من مزاجنا وأحاسيسنا ويؤثر في خبراتنا الجمالية بشكل يكاد يفوق تأثير أي بُعد آخر يعتمد على حاسة البصر وأي حاسة أخرى.

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 2
طبيعة اللون
 
• المبحث الأول: أولى النظريات.
 
• المبحث الثاني: الطاقة اللونية.
 
• المبحث الثالث: العلاج بالألوان.
 
• المبحث الرابع: ما هو اللون؟
 
المبحث الأول
 
أولى النظريات
 
للألوان والتعبير الفني تلاقح منذ رسوم الكهوف الأولى، مثلما هي العلاقة الأزلية في أسمى صورها بين الفن والعقائد الدينية، حتى انتقلت إحداها للأخرى وأصبح اللون أداة رامزة لمفاهيم عقيدية، ولا سيما عندما استُنتج عملياً أن اللون هو صفة للنور والضوء، وبدونه ينتفي ظهوره، وأن للنور السماوي الآتي من الشمس قدسية وحظوة يكتسيه في جل المعتقدات، حيث نجده في فنون الحضارات القديمة. وانعكس كل ذلك في التزويق اللوني لحيطان مبانيهم. وكذلك الحال في المعالجات اللونية للفخار المزجج الذي غطى جدران المعابد في العراق القديم، أو مصاطب الزقورات أو البسطات السبع المكونة لها لعبادة الآلهة الفلكية لدى البابليين كانعكاس لعقيدة عالم الأنوار عند السومريين والأكديين في بلاد ما بين النهرين.
 
وفي العقيدة الإسلامية جاءت دلالات اللون تعبيرية أو رمزية أو حسية أو جمالية، وارتبط اللون بمصدرين جوهريين أولهما النور القادم من السماء المقترن بالخالق الأعلى فهو (نور الله) سبحانه أو (نور القلوب) بما يعنيه الإيمان المنور لدواخل النفس المظلمة. وثمة تداخل لغوي ذو دلالات بين كلمتي «ظلمة» و«ظلم» المقترن بقبح الظلم والطغيان المنافي لجمال العدل. وهكذا احتسب كل انحراف واختلال قبح، لأنه ابتعاد عن الجمال الواجب اقترانه بإرادة الله سبحانه وتعالى. وبذلك المفهوم فإن اللون وجماله يقترن مع وجود الضياء ثم يتداخل في المفهوم مع العدل والقانون الإلهي. وأصبح الأسود المظلم لون الحزن والألوان المشعة دالة على السرور في الأعراف الشعبية.
 
وكلمة «لون» يطلقه الفنانون التشكيليون وكذلك المشتغلون بالصباغة وعمال المطابع، ويقصدون بها المواد الصباغية التي يستعملونها لإنتاج التلوين. هما العلماء الطبيعية فيقصدون بكلمة لون، تلك الأشعة الملونة الناتجة عن تحليل الضوء (الطيف الشمسي مثلاً أو غيره من أطياف مصابيح الكهرباء المختلفة).
 
وإن الألوان بمعنى الكلمة هو ذلك التأثير الفسيولوجي (أي الخاص بوظائف أعضاء الجسم) الناتج عن شبكة العين، سواء كان ناتجاً عن المادة الصباغية الملونة أو عن الضوء الملون. فهو إذاً إحساس وليس له أي وجود خارج الجهاز العصبي للكائنات الحية، هذا التعريف الجوهري لا يجب أن يضيع من أذهاننا.
 
كما أن أسطح الأشياء ليست لها ألوان، ولكن لها خاصية امتصاص بعض إشعاعات الطيف وارتداد بعضها بمختلف التأثيرات الضوء الأبيض أو الملون الذي يضيئها، فيكتسب سطح الشيء لون الإشعاع الذي يعكسه، مع استثناء الأسطح المصقولة التي يمكننا اعتبارها أسطح عاكسة لكل الإشعاعات المضيئة.
 
إن الفنانين يستخدمون عادة المصطلحات التالية: اللون الساخن، واللون البارد، مجموعة الألوان المتوافقة اللون، المرح واللون الحزين اللون التوافقي لكن متى يبدأ اللون في السخونة والبرودة؟ وما يمكن أن تكون تلك العلاقات الحسية والعاطفية، وكيف يمكننا اختيار اللون ليتوافق مع غيره.
 
هذا ما حدا بنا استخدام هذا الكتاب نتناول فيه الدراسة النظرية والعملية للألوان مدركين بأن اللون من أهم الوسائل يستطيع بها الفنان التعبير عن رسالته للناس ويؤثر فيهم.

الصفحات