مسرحية " هنا في الحديقة " ، تأليف لواء يازجي ، والتي صدرت عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع .
أنت هنا
قراءة كتاب هنا في الحديقة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ب : مما يعني أنني لو وصلتُ إلى الحديقة أبكر بقليل لكان ما حدث وقتها قد حدث أمام ناظري، أي أنني كنت أملك الجواب أيضاً. ولذلك فليس الأمر بهذه الخصوصية.
أ : وأين كنتَ وقتها؟ كثيرة هي القضايا التي لم يصل أصحابها في الوقت المناسب... ببساطة هكذا كُتب التاريخ.
ب : وها أنا أسألك عنه!
أ : وهل يكفيك أن تكون ممن يسألون عنه وحسب؟
ب : لا مفر من ذلك.
أ : بلى... أن تأتي... لماذا لم تأت؟
ب : لقد تأخرت.
(أ ينتظر التتمة).
ب : لقد تأخرت لأنني كنت... لظروف ــ
أ : (مقاطعاً) لا يمكنك الإفصاح عنها؟ لأنها لم تحدث في الحديقة؟! ظروف شخصية؟
ب : (قلقاً) لكن هل تأخرتُ حقاً؟
أ : لكنك... هل تقصد أنه لو كان بإمكاني أن أكون في كل... لا... لا... أنت لا تقصد أن الأمور الشخصية عامة هي مسألة وقت لا غير؟!
ب : بالطبع! إنه التوقيت... حتى أكثر الأمور شخصية... ما هي أكثر الأمور شخصية بالنسبة لك مثلاً؟
(صمت ينتظر فيه ب إجابة أ ).
أ : أنت لا تنتظر مني أن أقول لك ما هي أكثر الأمور شخصية بالنسبة لي، أليس كذك؟
ب : حسناً... فكّر بالحب مثلاً... إنه ببساطة قصة توقيت مناسب أو غير مناسب.
أ : وهل هذا التوقيت مناسب لهذا الحديث؟
(صمت. يبدو أن أ يفكر بكلام ب).
ب : أرأيت!
أ : لكن قل لي كيف يمكن للمرء أن يتأخر في القدوم إلى حديقة عامة؟ (مستغرباً، يتابع أ وكأنه يتحدث إلى نفسه) لا يتأخر المرء في القدوم إلى حديقة ــ
ب : عندما تتدخل النساء...
أ : (بحزم) ــ عندما يكون وحده.
(وقفة).
ب : أليس من الغريب أننا رجلان (ينظر إليه أ بدهشة) ولم نتحدث عن النساء منذ ما يقارب الساعة. ألا تحب النساء؟
(وقفة).