مسرحية " هنا في الحديقة " ، تأليف لواء يازجي ، والتي صدرت عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع .
أنت هنا
قراءة كتاب هنا في الحديقة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ب : ولمزيد من الصراحة أنا لم أحب تلك النظرة، لو سمحت سأطلق عليها نظرة الـ... (يبحث ب عن المفردة لكنه لا يجدها فيتابع وكأنه لم يكن يبحث عنها) وكذلك فإن لأكتافك انحناءة للخلف، إذ تبدو لي مستقيماً للغاية وأنت تمشي. حتى تكاد تسقط للخلف، ألا تظن ذلك؟ ألا تظن أنك تبالغ في مشيتك بعض الشيء؟ لا يسير المرء على هذه الشاكلة، ماذا تركت لأبطال الحروب إذن؟
أ : وهل تعلم ماذا تركوا هم لنا؟ يبدو أنك لازلت تظن بأننا ربحنا تلك الحرب، أليس كذلك؟ على كل حال... حاولت تعديل أكتافي ورأسي لكنني لم أستطع... لست موهوباً بهذه الثنية الخفيفة للأمام على مايبدو.
ب : أرجو المعذرة على المبالغة.
أ : لم تبالغ.
ب : المشكلة أنك أنت تبالغ.
أ : في مشيتي؟
ب : في الاهتمام بها. على المرء أن يمشي على راحته تماماً، إنه واحد من تلك الأفعال اللاإرادية إذ لا رسائل يبغي إيصالها لمن حوله. المرء يمشي وحسب، يفتح باب منزله ويبدأ المشي.
(ينصت أ وهو يراقب ب بطريقة فاحصة).
ب : أجل إنها الحقيقة، أما أنت... فكأنك تمشي باتجاه شيء ما... أو فوق شيء ما... أو من مكان إلى مكان... لا يا رجل. امش وحسب!
أ : وسأصل؟
ب : آه لقد ذكرتني، لم تقل لي متى وصلت إلى هنا بالضبط؟ أريد جواباً دقيقاً هذه المرة لو تفضلت.
أ : لا أذكر، أودّ لو أستطيع مساعدتك لكنني (يحاول التذكر) وصلت قبلك ــ
ب : (مقاطعاً) هذا مؤكد.
أ : ووصلت قبل أن يقع حارس الحديقة في الماء.
ب : هل وقع؟
أ : لا لا، أنا فقط أحقق الافتراض.
ب : وبعد؟
أ : وقبل أن تحدث تلك الجلبة عند الـ....
ب : (قلقاً) جلبة؟ ماذا؟ أعد من فضلك!
أ : لقد سمعتَ للتو.
ب : أرجوك أعد.
أ : جـ لـ ب ـة.
ب : (بانفعال) لماذا لم تقل منذ البداية، هيا هيا... أين ومتى؟
أ : هدئ من روعك.. ما بك؟... ثم أنا لا أستطيع أن أتذكر الآن، لكنها أثارت غباراَ.
(ينفعل ب جداً، يجلس القرفصاء عند قدمي أ دون أن يلمسه).
ب : هيا، تذكر أرجوك.
أ : أليس من المحتمل أن الحارس كان يلاحق بطةً ما؟
ب : هيا يا رجل، هذا ليس وقت مزاح!