مسرحية " هنا في الحديقة " ، تأليف لواء يازجي ، والتي صدرت عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع .
أنت هنا
قراءة كتاب هنا في الحديقة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أ : لم تعدني ولم أنسَ! لكنني سأكمل... تروق لي مراقبتك وأنت تنصت... هل تعلم، تبدو لي الآن بهاتين العينين وهذا الفم ممن يمكن أن يُقادوا بالكلام!
(هذا الكلام يستفز ب).
أ : وهذا ما كان لينفرني ويخيفني منك في الوقت ذاته.
ب : تخاف مني!
أ : ألا تخاف مني؟
ب : فكرت في الأمر في البداية فقط.
أ : هذا ما عليك أن تفكر به منذ البداية حتى النهاية.
ب : هل تنوي فعل شيء؟
(صمت يبدأ أ بعده بالابتسام... ثم يضحك بطريقته).
ب : الحق معك... الحق عليّ.
أ : ... و بينما هي تطير فوق هذه الحديقة الآمنة ــ لمن يظنها كذلك ــ بدأت تبصق علينا جميعاً.
ب : كانت تمطر؟!
أ : أنا متأكد أنها لم تكن تمطر، لقد كانت الطائرة تبصق علينا أوراقاً أيها المحترم... المذبذب...عديم التفكير.
ب : إنني أتحملك، وفوق طاقتي، لهدف معين. أرجوك لا تصعّب المهمة علي.
أ : لأقل لك أمراً، وأنا أيضاً.
(وقفة.. في هذه الأثناء ينفخ أ بهدوء على ورقة صغيرة لونها أصفر باهت موجودة على الأرض أو في مكان ما قريب منه فقط، كأنه يبعدها. ب لا يرى الورقة).
ب : وأنا أيضاً أقلعت مجدداً عن التدخين.
أ : كان لابد من ذلك نهاية المطاف.
ب : لابد أن الأمر يوتّرك... ستعتاد عليه.
(يهزّ أ رأسه ساخراً).
ب : منذ متى وأنت تدخن؟
أ : لم أدخن.
ب : كيف أقلعت عن التدخين إذن؟
أ : عندما قررت أن أدخن.. قررت أن أقلع.
ب : أنت لم تدخن؟
أ : عملياً... لا.
ب : لماذا؟
أ : لأنني لا أستطيع أن أقلع.
(وقفة).
ب : كنت سأشتري لك سجائر لتكمل الحكاية!
أ : مازال يمكنك ذلك.
ب : لكنك لا تدخن!
أ : لا، إنني لا أدخن، لكنني أحب عادات السجناء.
ب : بل يبدو أنك تحب كل ما يمكنك الحصول عليه... هكذا... التجميع!
(أ ينظر إليه وإلى السندويشة في الزبالة وكأنه يذكره بأمرها. وقفة).