كتاب " بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق " ، تأليف شريف عبد العزيز , والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام .
أنت هنا
قراءة كتاب بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
تقديم
الكاتب الصحفي/ أ. أنـور الهـواري
رئيس تحرير "المصري اليوم" الأسبق
هذه الصفحات التي بين أيديكم، هي سباحة عقل، هي رياضة ضمير، هي روح مصرية نبيلة، تكشف عن جوهرها، وهي تبحث عن وجوه الحق في نفسها وفي غيرها، وترفع الأقنعة عن وجوه الباطل في نفسها وفي غيرها.
عقلٌ قرَّر الاستقلال الفكري، قرَّر ألا يكون تابعًا، قرَّر أن يضحِّي بالأمان اللذيذ، الذي يوفِّره الركون الدافئ للذائع من الآراء، والشائع من التوجهات، والرائج من الأقاويل.
المؤلف - بتواضعه الشديد - يهدي الكتاب إلى طفله الصغير ألا يتبنى رأيًا إلا عن قناعة، ولا يتبع مسارًا إلا بعد تفكير ودراسة، وأن يدافع عن آرائه حتى لو أغضبت العالم، وأن يغيِّرها حين يتبين له الحق في غيرها بلا خجل، وألا يخاف من تصنيف الناس له، وألا يخشى في الله لومة لائم.
لكني - لأول وهلة - فهمتُ هذا الإهداء موجهًا إلى هذه الجمهورية الوليدة، إلى هذه الأمة الجديدة، إلى هذه الديمقراطية الناشئة، إلى هذه الأجيال الواعدة التي تولد - تحت أبصار التاريخ - من رحم التحولات العاصفة.
لقد تأخرتْ هذه الإشراقة الشجاعة في الوصول إلى القارئ الكريم، لسبب بسيط : أن صراحة المؤلف أخرجته من كل التصنيفات، من كل التحيزات المسبقة، من كل القبائل السياسية المتصارعة، ليجد نفسه - وحيدًا مفردًا - دون حزب أو إطار أو جماعة أو جمعية أو أي من هذه التكوينات التي ملأت الساحة.
شجاعة المؤلف لم تكن - عنترية مزعومة - في وجوه الآخرين ممن يختلف أو يتفق معه، ممن يرضيهم أو يسخطهم، ممن يعجبون به أو يتشككون في أمره... شجاعته التي يلقاك بها في سطور هذا الكتاب هي مواجهته مع نفسه ومراجعته لعقله، ومساءلته لضميره، دون تستر على أخطائه، دون تحصن خلف الأقنعة.
هذا كاتب شجاع يروي من أرض الواقع ومن منظوره الخاص فصول أشد اللحظات كثافة وعصبية وحساسية وتعقيدًا وغموضًا من فصول تاريخ مصر المعاصرة.
هذه الرحلة الشجاعة كانت تنتظر هذا الناشر الشجاع، وعندي يقين أن كليهما؛ الكاتب والناشر؛ لهما مستقبل واعد في عالم الكلمة الأمينة والفكرة الحُرَّة والشهادة النزيهة.