أنت هنا

قراءة كتاب ماذا جرى للوحش الأبيض؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ماذا جرى للوحش الأبيض؟

ماذا جرى للوحش الأبيض؟

الرواية مستوحاة من قصة حقيقية تتحدث عن بحار فرنسي شاب فقد على أحد شواطئ استراليا في منتصف القرن التاسع عشر، وتبنته قبيلة محلية قبل أن تجده سفينة إنجليزية بعد 17 عاما، وخلال هذه الفترة كان قد فقد لغته الفرنسية ولم يعد يتذكر اسمه الحقيقي.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
سارت الأمور بشكل سيء بعد منطقة "الكاب" إذ وقع اختيار الربان على وجهةٍ جنوبية بشكلٍ حاد هادفاً استغلال ريح الشرق لكنهم وقعوا في شرك عاصفةٍ مع ندفٍ من الثلج في عرض بحرٍ قاسٍ ومتقاطع , مضت حوالي ستة أيام لا راحة فيها محاولين اقتحام المخاطر إلى أن غادروا ووصلوا إلى مناطق أكثر صفاء, كابد الطاقم والقارب الكثير: الصارية المقطوعة والأشرعة الممزقة و رضوضٌ مختلفةٌ كما أن الغلام الشراعي وهو من منطقة الرمل وقع ضحية كسرٍ بالكتف جراء سقوطه من أعلى الشراع, بذل المعاون ما بوسعه لتجبير الكسر, كما تسببت العاصفة بالضرر على الخزانات وألحقت الأذى ببعض براميل المياه .
 
أبحر على متن السفينة, في الكاب, شابٌ بريطاني من جويلفينك, ادّعى أنه هجر باخرةً انكليزية, قبله الربان بين رجاله لافتقاره للأيادي العاملة رغم ما بدا على الفتى من ضعفٍ.
 
بقي في منأى خلال العاصفة رغم شتائم الجميع ثم عُرف أنه مريض لقد همهم أنه لم يُهجر بل تخلصوا منه لضعفه. حاول المعاون مساعدته ببعضٍ من علاجاته ولكن بدا واضحاً أن البريطاني يذبل وبعد مضي عشرة أيام على الإبحار توفي. لم يكن هناك متسعٌ من الوقت ولا الرغبة تدفع أحداً على متن السفينة من التعرف على البريطاني لكن موت أحد البحارة يلقي بظلال الحزن دائماً.
 
علّق الربان أمله بملء الماء من جزيرة " سان بول" التي تشير الخريطة على توسطها المحيط الهندي علّه يخفف من آلام الجوع , حينها كان البحر لطيفاً ينتفض أحياناً بأمواجٍ صاخبة مرتفعةً جداً , أسراب الضباب تنبثق دون عناء من سماءٍ بلون الحليب . عثروا على جزيرة سان بول وطافوا حولها إنها بركانٌ خامد لا أثر لنهرٍ أو لساقية وما من مكانٍ للمرسى أو حتى لمرفأ .
 
شرح المعاون لهم أنه لا يملكون خياراً آخراً سوى أن يتابعوا إبحارهم نحو استراليا فالجانب الغربي الشاسع غدّار ورملي لا ماء لهم فيه ولا مأوى , والجانب الجنوبي يكتنفه الغموض شيئاً ما . بنى الانكليز سجنين أحدهما في سيدني على الجانب الشرقي والآخر في "هوبارت تاون " في "تاسمانيا" سيجربون الجانب الشمالي فهم على ثقة أنهم سيمضون حتى جاوا أو إحدى التلال الهولندية في جزر سوند رغم ما يشعرون به من حاجة.
 
توقفت الريح تقريباً بعد سان بول وتلك النسمة اللطيفة لا تدفعهم نحو الجنوب , الأشرعة الخفاقة تصرُّ صريراً حريراً رخواً , أرهق الحرًّ الرطب كاهلهم وعانوا من تقنين الماء الذي فرضه الربان فقد مضى على مغادرتهم لبوردو شهرين أما البحار المريض فهاهو قابعٌ يئنُّ تحت الجسر ليقع بعد برهة كلٌّ من النجار والبحار الناشئ ذي الخمسة عشر عاماً مرضى بدورهم.

الصفحات