- العملية العلاجية (الأهداف العلاجية) :

 

لعلاج الجشطالت عدة أهداف مختلفة وهو يهدف أساساً إلى تحدِّي العميل لكي يتحول من اتجاه الحصول على دعم من البيئة إلى الحصول على دعم من داخل نفسه. فبموجب بيرلز ( 1969 ) أن الهدف العلاجي هو : أن تجعل العميل لا يعتمد على الآخرين ، بل تجعله يكتشف في اللحظة الأولى بأنه يمكن أن يعمل أشياء أكثر مما هو يتوقع أن بإمكانه أن يعملها. ولوحظ الارتباط بين العلاج الوجودي الإنساني وعلاج الجشطالت. وبيرلز يعتقد أن الشخص العادي يستخدم جزءاً بسيطاً من الطاقة الهائلة التي بداخله، حيث أن لهذه النظرة ارتباط مع نظرة (مازلو) حول الشخص العادي والأمراض النفسية، وهي أن حياتنا تسير على نموذج وقالب واحد باستمرار، وإننا لا نحاول الإبداع في عيشنا إلا بطرق قليلة جداً. وبيرلز مقتنع بأننا لو عرفنا أنفسنا وأدركنا قدراتنا وطاقاتنا الإنسانية بشكلٍ كامل لكان لدينا الطريق لكي نجعل حياتنا غنية، حيث أن هذه الطاقات ترتكز على أساس مواقفنا الحية في كل لحظة من لحظات العيش.

 

وبذلك يكون الهدف الأول في العلاج الجشطالتي هو:مساعدة العميل على العيش بعمق. والهدف الأساسي لعلاج الجشطالت هو: الحصول على الوعي، حيث بالوعي نفسه يمكن للفرد أن يرى العلاج، وبدون وعي فإن العميل لا يمكن أن يحصل على الوسائل التي بواسطتها يُحدث التغيير الشخصي. فبالوعي يمكن أن تتوفر القابلية لمواجهة وقبول الجزء المرفوض في كيان الفرد، ويكون على صلة بالخبرات غير الموضوعية مع الواقع؛ وبهذا يمكن للعميل أن يصبح وحدة كلية متكاملة، وعندها يكون العميل على وعي بأن الخبرات التي لم تكتمل، يمكن أن تنبعث من جديد ويبدأ التعامل معها في العلاج.

 

- طبيعة الإنسان عند الجشطالت:

 

ترى نظرية الجشطالت بأن الإنسان حرّ ويستطيع أن يتخلص من الماضي، وأن يعيش الحاضر، وأنه قادر على اتخاذ قرارات مسؤولة في سلوكياته . ويرى بيرلز أن الإنسان مفطور على تحقيق ذاته. ويفترض الجشطالت أن الإنسان يتصف بالصفات التالية:

 

1ـ الإنسان ( كل ) له جسم وعاطفة وعقل وأفكار وأحاسيس تعمل بشكل متشابك ، كما أنه جزء من البيئة ولا ينفصل عنها .