كتاب " فلسفات الحياة الثلاث " ، تأليف بيتر كريفت ، والذي صدر عن دار اوفير للطباعة والنشر والتوزيع ، نقرأ نب
أنت هنا
قراءة كتاب فلسفات الحياة الثلاث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
فلسفاتُ الحياة الثلاث
هُنالِك جوهريًّا ثلاثُ فلسفاتٍ في الحياةِ فقط، وكلٌّ منها يُمثِّلُها واحِدٌ من الأسفار التالية في الكِتاب المُقدَّس:
1. الحياةُ باطِل: الجامعة
2. الحياة مُعاناة: أيُّوب
3. الحياة محبَّة: نشيد الأنشاد
ولم يُكتَب قطُّ في أيَّة واحدة من فلسفات الحياة الثلاث هذه كِتابٌ أكمَلُ أو أعمق. فإنَّ الجامعة هو العملُ الكلاسيكيُّ الخالدُ بشأنِ الباطل. وأيُّوب هو العملُ الكلاسيكيُّ الخالد بشأنِ المُعاناة. ونشيد الأنشاد هو العملُ الكلاسيكيُّ الخالِد بشأنِ المحبَّة.
أمَّا سببُ كَونِ هذه هي فلسفاتِ الحياةِ الثلاثَ الوحيدة المُمكِنة فهو أنَّها تُمثِّل الأمِكنة أو الأحوالَ الثلاثة الوحيدة التي يُمكنُ أن نكونَ فيها. فإنَّ ‘‘باطِل’’ الجامعة يُمثِّل جهنَّم. ومُعاناة أيُّوب تُمثِّل المَطهَر.[1] ونشيد الأنشاد يُمثِّل السَّماء. وجميعُ الأحوال الثلاثة تبدأ هُنا والآنَ على الأرض. وكما عبَّر سي. أس. لِويس، فإنَّ ‘‘كلَّ ما يبدو أرضًا هو جهنَّم أوِ السَّماء’’. يا لها من عِبارةٍ تهزُّ الكِيان، وقد أضاف إليها لِويس ما يلي: ‘‘يا ربّ، افتَحْ عينيَّ الضعيفتَين كفايةً على هذه الحقيقة!’’.
إنَّ جوهرَ جهنَّم ليس العذاب، بلِ الباطِل؛ ليس المُعاناة، بلِ اللَّامعنى؛ ليس الألَم الجسديَّ، بلِ الألَمُ الروحيّ. وقد كان دانتِه (Dante) [2]، على حقٍّ إذ جعلَ اللَّافتةَ فوق باب جهنَّم تقول: ‘‘تخلَّوا عن كلِّ رجاء، أيُّها الداخلون إلى هنا’’.
ليس الألَمُ جوهرَ جهنَّم، لأنَّ الألم قد يكونُ مُفعَمًا بالرَّجاء. وقد كان كذلك بالنِّسبة إلى أيُّوب. فإنَّ أيُّوب لم يفقد قطُّ إيمانَه ورجاءَه (الذي هو الإيمانُ مُوجَّهًا إلى المُستقبل)، وقد أثبتَت آلامُه أنَّها مُطهِّرةٌ، مُنَقِّية، مُثقِّفة: إذ أعطَته عينَين كي يرى الله. ولذلك نحن جميعًا على الأرض.
أخيرًا، السَّماءُ محبَّة، لأنَّ السَّماء جوهريًّا هي حضور الله، والله جوهريًّا محبَّة (الله محبَّة).