كتاب " فلسفات الحياة الثلاث " ، تأليف بيتر كريفت ، والذي صدر عن دار اوفير للطباعة والنشر والتوزيع ، نقرأ نب
أنت هنا
قراءة كتاب فلسفات الحياة الثلاث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثُمَّ إنَّ نشيدَ الأنشاد هو بجملته عن المحبَّة، المعنى الأسمى للحياة، الأمر الأعظم في العالَم.
كذلك أيضًا تُعطينا هذه الأسفارُ الثلاثةُ خُلاصةً جوهريَّة عن التاريخ الروحيِّ للعالَم. وقد فعل جي. كاي. تشسترتون (G. K. Chesterton) ذلك في ثلاثِ جُمَل: ‘‘كانَتِ الوثنيَّةُ أكبرَ شيء في العالَم، ثُمَّ كانت المسيحيَّة أكبر، ومُنذُئذٍ ما يزالُ كلُّ شيءٍ بالمُقارَنة صغيرًا’’. إنَّ أيُّوب يُرينا أعاليَ الرَّجاء والبطولة السَّابقَين للمسيحيَّة. لا شكَّ أنَّه ليس وثنيًّا بالمعنى الدَّقيق، ولكنَّه ليس مسيحيًّا بَعد. ويُرينا نشيدُ الأنشاد المركَز الروحيَّ للعصر المسيحيّ، ذلك العصر الذي أَطلقَتْ بشأنه أكاذيبَ هائلةً لا تُصدَّق المؤسَّسةُ الدُّنيويَّة الحديثة، أي القرونُ الوُسطى. أخيرًا، يقولُ لنا الجامعة الحقيقةَ عن العالَمِ والنِّظرة العالميَّة العصريَّين التالِيَين للمسيحيَّة: ما إن يُرفَضُ بازدِراءٍ عَرضُ الزَّواج الذي يُقدِّمه المُحِبُّ الإلهيّ، حتَّى يغدوَ مُتعذِّرًا على المُطلَّقة العصريَّة أن ترجِعَ ببساطة إلى كَونها عذراءَ وثنيَّة، كما أنَّ الفَرد الذي يرفضُ السماءَ بازدراء ويختار جهنَّم لا يستطيعُ أن يجعلَ جهنَّم مَطهَرًا، أوِ انعِدامَ الرَّجاءِ رجاءً.