أنت هنا

قراءة كتاب لذة الـقراءة في أدب الرواية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لذة الـقراءة في أدب الرواية

لذة الـقراءة في أدب الرواية

عندما لا تتحقق الشروط الضرورية, يخفق العمل الفني في توليد الأثر الذي يريده الكاتب. مما يوسع دائرة النقد والإطلاع معاً, هل النظام نمطاً جمالياً في الأعمال الأدبية؟ هل الضوابط والقوانين والقواعد التي يتبعها الكاتب عادة هي من تراتيل العمل الأدبي؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
2 ـ في الفكرة والموضوع:
 
تنطلق فكرة الرواية من الوعي الذاتي الذي تبنته الكاتبة على أنه الموضوع أو المادة الأساسية للعمل ولكن بلوغه المنهجي جاء من التأكيد على أن المثال ليس محايداً ولا ذاتياً بالمعنى الخاص بحيث لم تكن هي سيرة ذاتية أو شخصية أو مماثلة للقص والروي مما أثار مفعولها, هل انطلقت من فكرة سقراط القائلة «بأن الحياة التي لا نمعن فيها جيداً لا تستحق الحياة».
 
لكنني أجد نفسي مكتشفاً أمراً آخر أكثر نزاهة ونبلاً في جر الفكرة برمتها إلى المحاكمة والتمعن ولو حتى من منظار شخصي معرفي بحت بحيث رمت كل أفكارها المعرفية والنفسية والإيديولوجية حيالها. وإن حاولت تسليم الفكرة من تأويلها بالضد لكن بدت كأنها دفاعاً عن الحياة الشخصية التي لم يعد لها مظهر أو أهمية لتعدد أشكال الاستلاب والتهميش, لكن الاستلام لم يكن مطروحاً في الرواية أو المراهنة حتى, لهذا جاءت الرواية جريئة ومحايدة, اقتنصت اللحظات النهائية لخضوعنا واستسلامنا لشرطها وزمنها وهي أحد مطالب الرواية التي استعانت ـ بالهواجس والأسماء الساحرة والغريبة كضحية إبداعية لم تكن تملك حتى شروط الدفاع عن نفسها, فبقيت شخوصها مطواعة لظروفها وانزياحها اللامنطقي عن تجربة العمل الإبداعي لكن ما يهم أكثر أنك لو أخرجت الفكرة من مكانها وزمانها لم يساء فهمها مطلقاً نتيجة ترابط الفكرة الشديدة وخروجها من السياق الزمني التاريخي كما يرى بلزاك.
 
3 ـ في الحبكة والبناء:
 
في الحقيقة قد لا أستطيع فصل السرد والفكرة عن الحبكة والبناء ذلك أن هذه العناصر بمجملها لم يكن من السهل فصلها لتقييمها لكن بدا لي أن التركيز على الحبكة كان سمة أساسية في الرواية منطوياً على ذكاء هائل في خلق أبعاد تشويقية, ذات أبعاد مختلفة عند القارئ لمحاولة التماسك ولملمة أفكاره إذ كان عليه أن يقرأ الأسلوب والفكرة والحبكة والبناء بشكل مخطط له, ذلك أن الرواية خالية من الأسطورة والرمز. معتمدة على تبسيط البناء في إسناده للراوي.
 
4 ـ في اللغة:
 
رغم أن البناء استند إلـى أسلوب تقليدي فـي طريـقـة القـص والـسرد
 
لكن اللغة عززت هذه المكانة وأخرجتها من جمودها وتسلسلها الزمني والمكاني. الفرصة الهائلة في التطويع والكشف والمراهنة الذي نستطيع من خلاله السيطرة على مشاعرنا, فتبدو اللغة فيها شفيفة وبسيطة في حاجة أكيدة لجعل الآخر يفكر بصوت مرتفع. هل في اللغة سؤال الآن: لماذا أكتب, هل لأنني راوية أم لأنني أستطيع أن أكتب؟ أم لأنني فشلت في الإقناع؟ هل هي الرغبة في الثناء أو المدح, أو الذم, هل هي التأكيد على عنصر الحياة الذي بتنا نخشى ألمها, باللغة نفصح, رغبة في الانتقام, أم هو الغرور والعناد, في الرواية ألم لغوي حاد وجارح ولست متعاطفاً معه بقدر ما, إذ أصبحت المسألة مسألة هاجس وألم حقيقي, لهذا جاءت اللغة مقنعة للفكرة حيث كانت الفكرة لغة.
 
بقيت سمر يزبك ضمن العواطف والمشاعر الطبيعية لأي عمل رغم جملة الخوارق الغير مألوفة في حياة فتاة بعمرها تعيش في الريف السوري ضمن مفاهيم اجتماعية وعقائدية صارمة.
 
لكن البناء النفسي للعمل برمته كان جلياً في قدرة الكاتبة على جعل السلوك (ثورة) واعتراض خارج الإطار الاجتماعي متعاطفاً معه ومقنعاً بالقدر الذي نستسيغه ونقبل به.

الصفحات