يعود الـسحر المـصري إلى عهد السلالات الأولى، بل إلى قبل تلك الحقبة، إذ كان سكان مصر يعتقدون بأن الأرض والعالم السفلي والهواء والسماء تسكنها مخلوقات لا تُعد ولا تُحصى. وهذه المخلوقات مرئية وغير مرئية، وأن بعضها صديقة والأخرى عدوة للبشر وهي توجه الطبيعة.
أنت هنا
قراءة كتاب الـسحر المـصري
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
1ــ تعويذة القلب لم يكن القلب مصدر قوة الحياة فحسب بل مصدر الأفكار الخيرة والشريرة، وأحياناً يعكس الضمير والروح. وكان يُهتم بالقلب بصورة خاصة ويتم تحنيطه بشكل منفصل عن الجسد. وكان يُحفظ مع الرئة في جرّة تحت حراسة الإله تواموتيف (Tuamutef). وكان الحفاظ عليه مهماً حتى أن ذلك دوّن في كتاب الموتى في عهد قديم لكي يعطى المتوفى قلباً جديداً بدلاً من الذي تمت إزالته(1). ويتضمن النص ما يأتي: «ــ ليكن قلبي معي في بيت القلوب! ــ ليكن صدري معي في بيت القلوب. ــ ليكن قلبي معي وليبقَ معي وإلا فإنني لن آكل من كعك أوزيريس (Osiris) في الجزء الشرقي من بحيرة الزهور، ولن أركب القارب الذي يحملني في النيل أو أن أنحدر فيه. ــ ليكن فمي معي وأن يمنح لي لكي أتكلم، وأن تتحرك ساقاي ويداي لأدحر أعدائي. لتفتح لي أبواب السماء وليقيم سب (Seb) أمير الآلهة بفتح فمه وفتح عيني المربوطتين. ــ ليقيم سب بفتح ساقي الموثقتين. ــ ليقم أنبو (أنوبيس) (Anubis) بتقوية فخذيّ ليعيناني على الوقوف. ــ لتقم الآلهة سيخ هيت (Sek het) بإعانتي على الوقوف لكي أصعد إلى السماء. ــ ليكن من آمرهم في دار (كا بن بتا) (Ka of Ptah) أن يكون. ــ سأفهم بقلبي، وسوف أتمكن من السيطرة عليه، وسوف أتمكن من السيطرة على يديّ وساقيّ، وسوف أقوم بكل الأعمال التي تأمرني بها روحي (Ka). ــ إن روحي لن تكون مقيدة بجسدي في أبواب العالم السفلي، ولكنني سأدخل بسلام». عند قراءة هذا الدعاء اعتقد المصريون أن الميت سيحصل على القوة التي يبغيها في العالم الآخر، وأنه سيطر على قلبه، إذ أن القلب والروح وهي توأمه (قرينه) يقدران أن يذهبا إلى أي مكان. أما ذكر اسم الإله بتاح وزوجته سيخ هيت فيدل على أن هذا الدعاء من كتابة كهنة ممفيس، وأن الأفكار التي يحتويها هي بالغة القِدم. وحسبما ذكر في ورقة بردي (نيختو آمن) (Nekhtu Amen) فإن تعويذة القلب التي ذكرت في أعلاه كان من المفروض فيها أن تصنع من حجر اللابيز لازولي (Lapis lazullai) ومن المؤكد أنهم اعتقدوا بأن الحجر يحمل صفات معينة مفيـدة لمـن يرتـديـه ويحملـه. وحـسبما تـقول إحـدى التقاليد فإن أحد فصول كتاب الموتى في عهد الملك حسبتي (Hesepti) كتب بأحرف من اللابيز لازولي حوالي 0034 قبل الميلاد، مما يدل على الأهمية البالغة المرتبطة بتعويذة القلب واللابيز. ورغم طرق المحافظة على القلب كما ذكر سابقاً، فكان من المهم للمتوفى أن يحافظ على قلبه خوفاً من أن يأخذه وحش نصفه إنسان ونصفه حيوان كان يتجول لسلب القلوب. ولمنع هذه الكارثة كتبت سبعة فصول من كتاب الموتى وهي الفصول 72، 82، 92، 92آ، 03، 03آ، 03ب، أما الفصل 72 فكتب لعمل تعويذة على شكل قلب صنع من حجر شبه شفاف أبيض اللون. ونص التعويذة على هذا النحو: «تحية لك يا من تخطف القلوب، تحية لك يا من تسرق القلوب ويا من تجعل قلب الإنسان يمر بالتحول بموجب أعماله.