لعبت النبوءات في الأزمنة القديمة دوراً كبيراً في بلاد مابين النهرين، وإهتم الكهنة بتلك التنبوءات وقد إعتمد الكهنة العرافين في نبوءاتهم على الزيت والدخان وأكباد الحيوانات وتقلبات الطبيعة، وبطبيعة الحال، أن أي حدث غريب في الطبيعة كان يُعد أما نذير شؤم أو فأل
أنت هنا
قراءة كتاب النبوءات البابلية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
صحيح أنهُ كان هناك كهنة عرافين الذين يطلق عليهم أسم (بارو Baru) في آشور حتى قبل فترة توليه الحكم، حيث احتوت المكتبات الآشورية على نبوءات مستقاة من أشكال أكباد الحيوانات التي كانت تقدم كقرابين للآلهة.
أما بالنسبة لسلفهُ من الملوك فيذكر بأن الملك سرجون كان لهُ هو الآخر اهتمامات بالنبوءات، إلا أنـهُ لـم يعثر عـلى مثل تلك النصوص قبل عهد أسر حدون وبدا تطور في النصوص الطقسية للنبوءات في عهد (أسر حدون)، فقد دونت معظم النصوص باللغة البابلية باستثناء النصوص التي دونت في السنوات الأخيرة من حكمه عندما كان آشور بانيبال ولياً للعهد حيث دونت باللغة الآشورية رغم علاقتها باللغة البابلية.
ومن ذلك يستخلص الفرد انطباعاً بأن الملك أسر حدون قد استعان بخبراء من بابل لتعليم الخطاطين الآشوريين طريقة تدوين النصوص الطقسية للنبوءات، ومعظم النصوص الطقسية للنبوءات غير مؤرخة، والمؤرخ منها اقتصر على ذكر اليوم والشهر دون الإشارة إلى السنة، والنصوص القديمة كما ذكرنا غير مؤرخة باستثناء نص (أدانو Adannu) الذي ظهر فيه اليوم والشهر الذي دون فيه.
وبعد ذلك أصبح من المألوف الإشارة إلى الشهر واليوم وأخيراً الإشارة إلى (ليمو Limmu) أيضاًَ وأقدم (ليمو) تم الحفاظ عليها هي:
(نابو – بل – آشور Nabu – bel – usur)، والتي تدور حول مرض أسرحدون، وهناك ألواح (ليمو) آخرى مكسورة تضمنت (أتار أيلو Atar – ilu) المدونة عام 673 ق. م و(أيتو-أب – آ – آ – Itu – ab – a – a ؟) المدونة عام 668 ق. م.
ونستنتج من هذا بأنه لو كان هناك نص كسر من الجزء الذي يحتوي على كلمة (ليمو) فإن تاريخ ذلك النص يرجع إلى ما بعد عام 672 ق.م وليس قبل ذلك التاريخ.
ويمكننا جمع إشارات ومعلومات أخرى مثل أسماء الموظفين وكتاب التقارير والنصوص، وهناك إمكانية أن تكون النصوص التي لا تحمل أية إشارة للموظفين هي الأقدم وعليه فإن أسماء الموظفين تبدأ لتظهر مدونة على الحاشية، أو في نهاية النص بجانب التاريخ.
وفي معظم النصوص تظهر في بداية النص إشارة لإسمين فقط، وفي وقت لاحق أي في الفترة التي تم تنصيب آشور بانيبال فيها ولياً للعهد عُثر على أسماء مجموعة بكاملها، والكلمتان المدونتان في النصوص هي:
كلمة (نادينو Nadinu) وكلمة (تابني Tabni)
فعندما ترد هاتين الكلمتين بشكل منفرد فإنهما تشيران إلى فترة سابقة، وقد برهن علماء الآثار بأن النصوص التي تتضمن الجملة:
(سوما و نابو أو ساليم Suma And Nabu – Usallim) والجملة:
(سوما وبيل أوساليم Suma And Bel – Usallim) دونت قبل عام 672 ق. م.
كما تم العثور على نصوص تحمل الكلمات (مردوخ سوم اوسور Marduk – sum – usur)، وغالباً ما ظهرت مرتبطة بأسم (ناصرو Nasiru)، وغالباً ما ظهرت مرتبطة بأسماء أشخاص آخرين مثل (أكارا Aqara) ويبدو أنه تم تدوين تلك الألواح في أماكن مختلفة قسم منها في (تاربيزي Tarbisi) و(أديا Adia) وأنه كان معظمها كما يبدو قد تم تدوينها في (كلح Calah) ويرهن علماء الآثار على أن النصوص التي تحمل الجملة (مردوخ سوم أوسور) تعود إلى نهاية فترة حكم أسر حدون خاصة إذا وردت مع إسم جماعة أكبر، وكان الملك أسر حدون يدون التقارير بنفسه خاصة في الفترة 650 – 652 ق. م.
وتظهر كلمات أخرى في النصوص مثل:
(داناجا Danaja) و(آشور داتين سارا sara Assur dannin) و(ايلو ازباتاتي ilu isbatanni) و(زيزي zizi)
وتبقى إمكانيات تحديد تواريخ تلك النصوص محدودة.
_____________________________
* Asalka: لاحظ الموروث الذي أرثناه من سكان هذه المنطقة حيث لا تزال تستعمل كلمة أسألك حتى يومنا هذا. المترجم
** سلاماتي وسليمتيم (Qibtim-Silitim) تعني طالع حسن يرجى ربطها بكلمة سليمة باللغة العربية أو طالع سليم الذي يعني حسن. المترجم
* نصوص تاميتو: لها علاقة بالنبوءات في بلاد ما بين النهرين قديماً. المترجم
* كابالتو: لاحظ التقارب بين هذه الكلمة وحكمة (كابالا qaballa) التي تستخدم اليوم لطقوس السحر. المترجم