أنت هنا

قراءة كتاب النبوءات البابلية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النبوءات البابلية

النبوءات البابلية

لعبت النبوءات في الأزمنة القديمة دوراً كبيراً في بلاد مابين النهرين، وإهتم الكهنة بتلك التنبوءات وقد إعتمد الكهنة العرافين في نبوءاتهم على الزيت والدخان وأكباد الحيوانات وتقلبات الطبيعة، وبطبيعة الحال، أن أي حدث غريب في الطبيعة كان يُعد أما نذير شؤم أو فأل

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
ثانيـاً: إضافة نبوءات جديدة في محاولة لجعل القوائم تبدو متكاملة، وتضم القوائم المضافة نبوءات حول دلالات التشويهات الخلقية في الجانب الأيسر من الجسم، تتبعها نبوءة مشابهة تضم دلالات ومعاني التشويهات الخلقية التي تظهر في جانبي الكائن.
 
ويؤكد هذا التشابه في تسطير المعاني والدلالات والشمولية العامة للقوائم على أن أغلبية النبوءات أضيفت بشكل مدروس ومنظم وليس عن طريقة الملاحظة والمراقبة للتشويهات الخلقية.
 
وقد تم إطالة القوائم عن طريق إضافة نبوءات جديدة بعدة طرق، وقد استخدمت أبسط الطرق مع النبوءات التي تعالج الأجزاء الثنائية من الجسم مثل: العينين والأذنين واليدين والذراعين.... الخ.
 
على سبيل المثال: إذا كانت إحدى النبوءات تتمثل بولادة الكائن بدون أذن يمنى عندئذٍ يمكن إضافة نبوءة ثانية حول ولادة كائن بدون أذن يسرى ونبوءة ثالثة تنذر بولادة كائن بدون أذنين.
 
واستخدمت طريقة ثانية بزيادة عدد النبوءات (بالنسبة للنبوءات التي تضم الصفة العددية) مثل تعدد الولادات.
 
مثال على ذلك: إذا كانت هناك نبوءة تدور حول الولادات الثلاثية، عندئذٍ يمكن إضافـة نبـوءات جـديـدة مـشابـهة تـخص الـولادات الرباعية والخماسية والسداسية.... الخ.
 
وفي بعض الأحيان تم إضافة مجاميع من النبوءات عن طريق التشابه.
 
مثال على ذلك: تم اختيار النبوءات التي تعالج ولادات البشر، ومن ثم تمّ إعادة صياغتها لتعالج الولادات الملكية أو الولادات الحيوانية.
 
وهناك إمكانية بأن يكون قد استخدم طراز آخر من الإضافات بشكل واعٍ، إلا أنه لا يمكن الجزم هنا، فإذا كان الخطاط يحتفظ بنبوءة حول الطفل المسخ حديث الولادة الشبيه بالحيوان فباستطاعته إضافة نبوءات أخرى حول الحيوان ذو العلاقة بالوليد المسخ، وهناك عدة قوائم بالنبوءات الخاصة بالحيوانات المسخ إلا أنه أي منها لا يتبع أي تسلسل ثابت.
 
كما يمكن في بعض الحالات إضافة نبوءات تدور حول الكائنات المسخ عن طريق التشابه مع النبوءات السابقة.
 
مثال على ذلك: إذا كان لدى الخطاط نبوءة تدور حول الجانب الأيسر من الجسم والذي يدل على حكم طويل للملك، فإن باستطاعته إضافة نبوءات أخرى تعالج الجانب الأيمن للجسم مضيفاً بذلك إلى القوائم مخلوقات مسخ (تتكهن بحكم قصير للملك).
 
وتتكرر لفظة المخلوقات المسخ في أدبيات النبوءات، وفي اعتقادي بأن معاني تلك النبوءات لم تكن تؤخذ بشكل حرفي، وإنما كانت تُعبر عن طالع سيء أو طالع جيد.
 
وبما أن جميع المخلوقات المسخ كانت تعتبر مخلوقات غير محببة أو مرغوباً بها، لهذا كان من الحكمة أن يجعلوها مقترنة بنبوءات ذات طالع سيء.
 
وفي اعتقادي أن هناك حكمة من كثرة عدد النبوءات ذات الطالع السيء، حيث يؤخذ على الكاهن نقطة ضعف في حالة فشله في التكهن بطالع مبشر، أما إذا تنبأ بوقوع طالع سيء ولم تتحقق نبوئته فإن الشخص المعني بتلك النبوءة قد يصفح عن الكاهن من شدة سروره ويحاول أن ينسى الموضوع برمته.
 
وتبدو النبوءات وكأنها عملية مستمرة امتدت لمدة طويلة ومن أماكن مختلفة وفي المرحلة البابلية الوسطى سطرت النبوءات على ألواح في تسلسل واضح، ورتبت الألواح نفسها بعد أن تم ترقيمها.
 
ويبدو أنه تم ترتيب النبوءات على الشكل التالي:
 
وضعت تحت تصرف الخطاطين العديد من الألواح يحتوي كل منها على قسم من النبوءات.
 
ويبدو أنه تم إضافة تلك النبوءات في وقت لاحق بموجب تسلسلها معتمدة على الجزء التمهيدي بحيث تتدرج من الأعلى إلى الأسفل، ويُعتقد أنه تم إضافة النبوءات الفردية والمقاطع الصغيرة من النبوءات في نهاية المقاطع الكبيرة وإذا وضعت السلسلة على الجدول موضحين موضوع الجزء التمهيدي، نرى بأن النبوءات تقع في مجاميع الصغيرة مع المجاميع الكبيرة.

الصفحات