لعبت النبوءات في الأزمنة القديمة دوراً كبيراً في بلاد مابين النهرين، وإهتم الكهنة بتلك التنبوءات وقد إعتمد الكهنة العرافين في نبوءاتهم على الزيت والدخان وأكباد الحيوانات وتقلبات الطبيعة، وبطبيعة الحال، أن أي حدث غريب في الطبيعة كان يُعد أما نذير شؤم أو فأل
أنت هنا
قراءة كتاب النبوءات البابلية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
الـــولادات المســـخ والنبـــوءات
بقلم: إيرل لايتي Erle Leighty
لعبت النبوءات في الأزمنة القديمة دوراً كبيراً في بلاد مابين النهرين، واهتم الكهنة بتلك التنبوءات وقد اعتمد الكهنة العرافين في نبوءاتهم على الزيت والدخان وأكباد الحيوانات وتقلبات الطبيعة، وبطبيعة الحال، أن أي حدث غريب في الطبيعة كان يُعد إما نذير شؤم أو فأل حسن، ولأجل تسهيل عملية تفسير معاني تلك المعجزات في الطبيعة صنفوا الأحداث الغريبة في الطبيعة في قوائم، وقد ضمت إحدى تلك القوائم التي يطلق عليها اسم (سوما أزبو Summa Isbu) والتي كانت محفوظة في مكتبة (آشور بانيبال) ألفين نبوءة خطت على أربعة وعشرين لوحاً.
كما استنبطت بعض النبوءات في الولادات الشاذة للكائنات سواء كانت على هيئة بشر أو حيوان.
وتعود قوائم (سوما أزبو) التي تدل على نذير نحس إلى الحقبة البابلية القديمة وبالتحديد في عهد (بوغازكوي)، وقد سطرت باللغات الأكادية والحيثية والحورية والأوغارثية*.
ولايمكن بدقة تحديد المدة التي بدأ بها البابليون بالتنبوء بواسطة الولادات المسخ للكائنات إلا أنه يمكن التكهن بأن اللجوء إلى مثل هذا النوع من النبوءة قد بدأ في حقبة مبكرة، حيث أنه من غير المعقول أنه لايتأثر سكان بلاد ما بين النهرين القدامى بتأثير الآلهة وتقلبات الطبيعة على حياة البشر والولادات المسخ للكائنات، ولدينا شواهد عديدة غير مباشرة حول اعتماد سكان بلاد ما بين النهرين على النبوءات في الولادات، وقد ظهرت أولى تلك النبوءات في الحقبة البابلية الأولى، ويبدو إنها كانت مبنية على المراقبة للأحداث غير الطبيعية.
وبدت تلك النبوءات وكأنها تحمل صفات التقاليد المنقولة شفاهاً حيث تنتقل من موضوع إلى آخر، ويعود تاريخ العديد من تلك النبوءات إلى حقب قديمة، ربما أقدم من الحقب التي دونت فيها تلك النبوءات مما يدل على وجود التقاليد الموروثة شفاهاً، وتمثل تلك النبوءات المدونة نسبة ضئيلة من النبوءات التي كانت موجودة في الحقبة البابلية القديمة، بما أن ألواح (بوغاص كوي) كانت قد نقلت من تلك الحقبة، وتضم تلك النبوءات مقاطع بابلية قديمة مثل لقطة (أستي آت Is-Ti-AT) ولفظة بي هات (Pi – HA – A – AT) ولفظة (بي – Bi) وحدث تغير جذري في أعقاب الحقبة البابلية القديمة حيث لوحظ:
أولاً: ظهور ظاهرة ترتيب تلك الألفاظ بشكل منسق، مما يدل على أن تلك النبوءات – كان قد تم ترتيبها بناء على أوامر صادرة من ملوك تلك الحقبة وقد ضمت تلك النبوءات على دلالات ومعاني التشوهات – الخلقية في الولادات.
فعلى سبيل المثال: تتناول الفقرات (1 – 23) المسطرة في اللوح الثالث شرحاً لمعاني ودلالات التشويهات الخلقية في الأذن.
وتتناول الفقرات (24 – 43) شرحاً لدلالات ومعاني التـشويـهات فـي تقاطيع الوجه.
وتتناول الفـقرات (24 – 63) شـرحاً فـي معانـي التشويهات فـي اليـد وأصابع اليد و القدمين.
وتتناول الفقرات (64 – 79) شرحاً لمعاني التشويهات الخلقية في الأمعاء والأعضاء التناسلية والفخذين.
وتتناول الفقرات (80 – 100) شرحاً في دلالات ومعاني القدمين.
وتعذر على علماء الآثار قراءة النبوءة الختامية والتعرف على دلالاتها.